شرق أوسط
قضايا الهجرة والإرهاب والتجارة تتصدر مناقشات اليوم الأول للقمة الأوروبية العربية
ـ شرم الشيخ (مصر) ـ تصدرت ، اليوم الأحد، قضايا الهجرة ومكافحة الإرهاب والتجارة مناقشات اليوم الأول للقمة العربية الأوروبية التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية.
وافتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعمال القمة التي تستغرق يومين، بدعوة إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الإرهاب.
ودعا السيسي إلى “مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب، بحيث تتضمن، كمكون أساسي، مواجهة أمنية صارمة مع التنظيمات والعناصر الإرهابية، ومواجهة فكرية مستنيرة مع منابعهم الأيديولوجية، كعنصر لا يقل أهمية، وكذلك منع التمويل والدعم المقدم لهم، ووقف التحريض الذي يقومون به، كعناصر مكملة لهذه المقاربة الشاملة “.
وتابع: “لقد أصبح من الضرورة القصوى أن تتحول منطقة الشرق الأوسط من منطقة “للنزاعات” إلى منطقة “للنجاحات”، وهو ما يستلزم التعاون الصادق بين منطقتينا الأكثر تضرراً بهذه النزاعات، واللتين ستكونان الأكثر استفادة على الإطلاق من هذه النجاحات، مما يستدعي التغاضي عن المصالح الضيقة، والعمل مع أطراف النزاع، عبر التحفيز وأحياناً الضغط المحسوب، بهدف تنفيذ القرارات الأممية، والتي تمثل نهجاً ملزماً متفقاً عليه، لتسوية تلك النزاعات”.
ومن جانبه، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك،إن “اجتماعنا خاص لأنه يمثل المرة الأولى التي نجتمع فيها نحن القادة العرب والأوروبيون بهذا المستوى للاعتراف بأن تعاوننا أكثر أهمية من أي وقت مضى، وأننا بحاجة إلى شراكة أقوى في عالم اليوم”.
وتابع إن “قربنا وترابطنا يتطلبان منا مواجهة تحدياتنا المشتركة معا والاستفادة من الفرص الحقيقية التي خلقتها الجغرافيا والتاريخ المشترك والمصالح المماثلة. هذه أسباب موضوعية لماذا يجب أن نكون أقرب لبعضنا. جوارنا هو أمر حقيقي، وهو ما يعني أن الاقتراب أكثر فيما بيننا ليس خيارًا بل ضرورة، على الرغم من أننا ندرك أن هناك اختلافات بيننا. مع الجيران هناك طريقتان للوجود: التعاون أو الصراع. نختار التعاون”.
وأكد توسك أن “هناك العديد من المجالات حيث يمكننا القيام بذلك: من تمويل التعليم إلى خفض البطالة، تشجيع الاستثمارات، والمساعدة في تعزيز التجارة”.
وقال “يجب أن يكون الشباب في مركز سياساتنا وجهودنا. فقط هم من يمكنهم أن يحققوا بشكل تام أجندة 2030 ، ويمنعوا الصراعات ، ويحافظوا على السلام ، ويبنوا رخاءً حقيقياً للجميع. دعونا نمكّن شبابنا ليكونوا عاملين إيجابيين في التغيير”.
واستطرد قائلا إن “تعزيز الحوار بين الثقافات وتمكين مجتمع مدني نابض بالحياة، وإعطاء الأولوية للتعليم والفرص يمكن أن يساعد في خلق مجتمعات سلمية ومستقرة ، أقل عرضة لرسائل التطرف العنيف ، وموازنة التأثير السلبي الذي يمكن أن يحدثه الخطاب الشعبوي على مرونة مجتمعاتنا”.
وأضاف رئيس المجلس الأوروبي “فيما يتعلق بالهجرة. أود أن أحيي جميع أولئك الموجودين هنا ممن تحملوا عبء النزوح السكاني ، وساعدوا اللاجئين وتصرفوا مبكراً لمعالجة تهريب البشر. يجب أن نعمل معاً – بلدان المنشأ والعبور والمقصد. من أجل كسر نموذج أعمال المهربين وتجار البشر الذين يجذبون الناس إلى رحلات خطرة ويغذون العبودية في العصر الحديث، لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة والنزوح، لوقف الهجرة غير النظامية ، وتسهيل العودة ، وإعادة القبول وإعادة الإدماج. وأيضا لضمان حماية اللاجئين وحقوقهم ، بما يتماشى مع القانون الدولي”.
واختتم كلمته قائلا: “أنا على علم بأن هناك اختلافات بيننا. لسنا هنا للتظاهر بأننا نتفق على كل شيء. لكننا نواجه تحديات مشتركة ولدينا مصالح مشتركة. اليوم نحن هنا لتعزيز تعاوننا لفائدة شعوبنا. نحن بحاجة إلى القيام بذلك معاً وعدم تركه للقوى العالمية البعيدة عن منطقتنا. أتطلع إلى مناقشاتنا المفتوحة والصادقة خلال يومي القمة”.
ومن جهتها، شددت المنسقة العليا لشؤون السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني على أهمية القمة، لكنها أقرت بوجود خلافات.
وقالت: “نحن لن نتفق على كل شيء ، وهو شيء طبيعي بين الأصدقاء والشركاء”.
وأعلن جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، رغبة الاتحاد الأوروبي في تعزيز التعاون مع الجامعة العربية.
وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت لديه شكوك حيال وضع حقوق الإنسان في العديد من الدول العربية، أجاب يونكر بنعم، وأضاف في تصريحات أدلى بها قبيل انطلاق القمة أنه ” لو كنت أتحدث مع ديمقراطيات لا تشوبها شائبة، لكنت أنهيت الموضوع مبكرا”.
وتابع أن على أوروبا أن تتحدث مع الجميع ” لكن يجب الحديث بشكل صريح بدون مبالغة في الموضوع الآن وأيضا لا ينبغي أن ننقص من وزن هذا الموضوع”.
كانت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل قد وصلت إلى شرم الشيخ بعد فترة قصيرة من بدء الحدث، وانضمت لاحقا إلى صورة جماعية مع غيرها من الحضور.
وهذه القمة هي الأولى على مستوى القادة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، ويشارك فيها رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية 50 دولة عربية وأوروبية. وتبحث القمة سبل تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والأمنية.
ومن المتوقع أن تركز القمة على القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها قضايا مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، فضلا عن القضايا الإقليمية، والقضية الفلسطينية.
وأكد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن القمة العربية – الأوروبية تعتبر مساحة نادرة لحوار القادة بشكل منفتح في جميع القضايا التي تهم الجانبين.
وحول طبيعة الوثيقة التي ستصدر عن القمة، قال زكي في تصريح صحفي :”لا توجد أوراق معدة مسبقاً، وإنما سيتم الاعتماد على تسجيل التوافق الذي ينتج عن الحوار المشترك، وإصدار إعلان يترجم طبيعة العمل والتحرك المشترك”. (د ب أ)