شرق أوسط
الحزب الحاكم في السودان يرتب لاختيار بديل للبشير
ـ الخرطوم ـ أكدت مصادر قيادية داخل حزب المؤتمر الوطني السوداني الحاكم، اليوم الاثنين، أن الحزب بدأ ترتيبات انتقال رئاسة الحزب من الرئيس السوداني عمر البشير إلي لجنة مكلفة تعمل على تصريف أعمال رئاسة الحزب خلال الفترة المقبلة والدفع بترشيحات لبديل البشير في الحزب وانتخابات الرئاسة في 2020.
كان الرئيس السوداني قد أبلغ اجتماع المكتب القيادي للحزب الجمعة الماضية، برغبته في التنحي عن رئاسة الحزب وعدم الترشح لرئاسة الجمهورية ثانية.
وقالت ذات المصادر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الخطوة وجدت رفضا من قبل قيادات داخل المكتب القيادي، حيث رأت أن الخطوة تضر بمستقبل الحزب، لكن مع تمسك البشير بموقفه، التمست هذه القيادات إرجاء الإعلان عن الخطوة لحين اكتمال الترتيبات الداخلية.
كما أكدت هذه المصادر على صدور قرار بتأجيل المؤتمر العام للحزب الذي كان مقرر له في نيسان/أبريل المقبل بمد الفترة لشهرين آخرين.
وفي نفس السياق، أكد القيادي في حزب المؤتمر الوطني ومسؤول ملف دارفور في الحكومة أمين حسن عمر، أن الرئيس البشير لم يشاور حزب المؤتمر الوطني في التعيينات الأخيرة الخاصة بالنائب الأول ورئيس الوزراء وحكام الولايات العسكريين، واعتبر الخطوة دليلا على ابتعاد البشير عن الحزب ووقوفه على مسافة واحدة من كل الأحزاب، واصفا خطوات البشير بالانقلاب الأبيض.
و نفى أمين في تصريح لصحيفة “الانتباهه” المحلية الصادرة اليوم أن يكون البشير بخطواته تلك انقلب على الشرعية، وهو الأمر الذي شدد على أن الحزب لن يقبل به.
ورجح أمين أن يجمد البشير رئاسته للحزب الحاكم في هذه المرحلة، قائلا إن حزبه سيعمل على اختيار رئيس جديد في مؤتمره المقبل.
كما أشار أمين إلي أن الحزب الحاكم جاهز لاختيار البديل و لن يعجز عن تقديم رئيس للبلاد في الانتخابات المقبلة باعتباره غني بالقيادات.
كان الرئيس البشير أكد في خطاب له الجمعة أنه سيكون على مسافة واحدة من كل الأحزاب، وقبيل خطابه صرح مدير الأمن السوداني صلاح عبدالله للصحفيين عن تنحي البشير عن رئاسة حزب المؤتمر الوطني وتحوله لرئيس قومي.
إلي ذلك، فرقت الشرطة السودانية بالغاز المسيل للدموع اليوم، مئات المتظاهرين في قلب العاصمة السودانية الخرطوم، كانوا في طريقهم الي القصر الرئاسي وتسليم مذكرة تطالب الرئيس البشير ونظامه بالتنحي الفوري.
واعتقلت السلطات العشرات من المتظاهرين قبيل انطلاق التظاهرات بمنطقة السوق العربي، بينما شهدت المنطقة انتشارا أمنيا كثيفا.
كان تجمع المهنيين “تجمع نقابي غير رسمي ” دعا لموكب اليوم يتجه صوب القصر الرئاسي في قلب العاصمة الخرطوم، في تحدي واضح لقرار الرئيس السوداني عمر البشير بفرض حالة الطوارئ منذ الجمعة الماضية.
وقال شهود عيان تحدثوا لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) إن مايزيد عن “700” متظاهر تجمعوا باتجاهات مختلفة بمنطقة السوق العربي على بعد أمتار من القصر الرئاسي، ورددوا هتافات منددة بالوضع الاقتصادي وتطالب بإسقاط النظام قبل أن تعمل الشرطة على تفريقهم بالغاز المسيل للدموع واعتقال عدد منهم. (د ب أ)