العالم
قضية تهريب من روسيا تعرّض الرئيس الأوكراني لانتقادات شديدة قبل الانتخابات الرئاسية
ـ كييف ـ تعرّض الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو الذي يسعى للفوز بولاية رئاسية ثانية الشهر المقبل لانتقادات شديدة الثلاثاء بعد اتهام مساعد مقرّب منه بالإثراء عبر تهريب معدات عسكرية من روسيا.
ويُعدّ الاتهام بالتعامل مع روسيا أمراً بالغ الحساسية في أوكرانيا التي تحارب الانفصاليين المدعومين من موسكو في شرق البلاد منذ عام 2014، في حرب أوقعت حتى الآن 13 ألف ضحية.
ومن المقرّر أن ينتخب الأوكرانيون رئيساً جديداً في 31 آذار/مارس بعد خمس سنوات على انتفاضة موالية للغرب أطاحت بالنظام المدعوم من الكرملين ودفعت بروسيا إلى ضمّ القرم.
والإثنين نشرت وسيلة إعلامية مستقلة تقريراً مفاده أنّ شخصاً مقرباً من بوروشينكو قام بتهريب معدّات وقطع غيار عسكرية من روسيا.
وأضاف التقرير أنّ أوليغ غلادكوفسكي، النائب الأول لوزير الأمن القومي ومجلس الدفاع والمقرب من بوروشينكو، شارك مع ابنه بشكل مباشر في المخطط.
ويتّهم التحقيق الاستقصائي الرجلين بأنّهما جمعا ثروة طائلة عن طريق بيع الأجزاء المهرّبة إلى شركات الأسلحة الحكومية بأسعار باهظة للغاية.
كما يورد التقرير أن مجموعة تصنيع الاسلحة وصيانتها “يوكروبورونبروم” المدعومة من الدولة ومديرها العام بافلو بوكين قد شاركا في المخطط.
لكنّ المجموعة القابضة اتّهمت الصحافيين الذين أعدوا التقرير بالتلاعب بالمعلومات، وقالت انهم ربّما تلقوا بعض المعلومات من تحقيقات جنائية فتحت بين عامي 2015 و2016.
وبالرغم من عدم وجود أدلة تدل على ضلوع بوروشينكو، إلاّ أنّ وحدة الصحافة الاستقصائية “بيهوس دوت أنفو” ومقرّها جنيف اتّهمته بغضّ النظر عن القضية لحماية غلادكوفسكي.
ولم يصدر أيّ رد فعل عن بوروشينكو، لكنّ المتحدث باسمه سفايتوسلاف تسيغولكو قال إن الرئيس أمر الأجهزة الأمنية بإجراء “تحقيق عاجل” في القضية.
وأعلن غلادكوفسكي رفضه ما ورد في التقرير وتنحّيه موقتاً عن منصبه في مجلس الدفاع خلال فترة التحقيق، وهي خطوة وافق عليها بوروشينكو.
“جريمة ضخمة”
وشعر العديد من الأوكرانيين بالخذلان من فترة حكم بوروشينكو واعتبروا أنّه فشل في تخليص البلاد من الفساد وتحسين المستوى المعيشي.
ويتوقّع المراقبون أن يؤدّي الجدل الأخير إلى تعقيد محاولاته للفوز بفترة رئاسة ثانية، رغم أن شعبيته تحسّنت في الاستطلاعات الاخيرة.
أما المرشح الأوفر حظاً فهو الممثل والكوميدي فولوديمير زيلينسكي، إذ قال 26 بالمئة من الناخبين إنهم سيصوتون لهذا المرشح البالغ 41 عاماً وفقاً لاستطلاع رأي أخير.
ويضع الاستطلاع الذي نشره الإثنين “معهد كييف الدولى للعلوم الاجتماعية” بوروشنكو فى المركز الثاني بنسبة 18 بالمئة، بينما جاءت رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو فى المركز الثالث بحصولها على أكثر من 13 بالمائة.
وبعد نشر التحقيق اتّهمت تيموشينكو الرئيس بالخيانة وطالبت بعزله.
أما زيلينسكي فقال إنّه “عاجز عن الكلام”، وقال على صفحته في موقع فيسبوك “الناس الذين جاؤوا إلى السلطة بالدم يكسبون بالدم”.
وقال أوليغ لياشكو وهو زعيم حزب راديكالي ومرشّح للرئاسة إنّ بوروشنكو “يجب إعدامه بالرصاص” إذا ثبتت صحّة هذا التقرير.
وقال في البرلمان “إذا كان هذا صحيحاً، فهذه جريمة ضخمة، وخيانة للدولة”. (أ ف ب)