السلايدر الرئيسيشرق أوسط

صحيفة اوروبية: قطر ترصد 16مليون لتستعطف المشاركين في الجمعية العامة ولمهاجمة دول المقاطعة

ـ بروكسل ـ فيما تستعد نيويورك لاجتماع هذا العام للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي ستبدأ جلساتها رسميا غدا الثلاثاء 25 ايلول/ سبتمبر من المتوقع ان يعود الى اروقة الاجتماعات الضغط المكثف الموجه ضد قرار ست دول عربية رائدة في مقاطعة دولة قطر لدعمها للإرهاب والتطرف العالميين، حسبما ذكرت صحيفة “نيو يوروب” والتي تصدر من العاصمة البلجيكية بروكسل منذ عام 1993.

وجاء في المقال الذي كتبه مدير تحرير الصحيفة نيكولاس والير، انه ومنذ أن بدأت المقاطعة، ارتفعت نفقات اللوبي القطري، خاصة في الولايات المتحدة، حيث انفقت قطر 16.3 مليون دولار على عملياتها في الضغط على اللوبيات في الولايات المتحدة عام 2017 وهي في طريقها إلى إنفاق المزيد في عام 2018.

وقد شملت جهود الضغط التي قامت بها قطر هذا العام محاولات  لكسب “الأصدقاء والمرتبطين والمعجبين ذوي المكانة الجيدة” للرئيس دونالد ترامب مباشرة.

هذا التواصل المميز يستهدف ما يقارب 250 شخصية في مدار معارف الرئيس ترامب، وينظر اليهم أنهم  متمكنون في عملية التأثير على الرئيس، إما بشكل مباشر أو من خلال وسيطه المفضل، التلفزيون.ومن بين الشخصيات المستهدفة مثلا، المذيع الرئاسي السابق ومضيف “فوكس نيوز” مايك هاكابي بالإضافة إلى محام بارز ومساهم متكرر في قناة فوكس نيوز وهو ألان ديرشويتز.

واضاف والير ان الضغط القطري في الولايات المتحدة بلغ ذروته خلال انعقاد الجمعية العامة في العام الماضي مع حملة موسعة لـ”رفع الحصار” انتشرت عبر لوحات تايمز سكوير، وعلى سيارات الأجرة، وفي صفحات الجرائد، وكذلك الرسائل الموجهة التي تستهدف المجتمع اليهودي، وتهدف إلى تهدئة المخاوف بشأن الدعم السابق الذي انتهجته قطر في احتضان مقاتلي حماس البارزين، بما في ذلك زعيم الجماعة، خالد مشعل.

وبما أن المقاطعة حتى الآن لم تصل إلى نتنائجها المطلوبة، فمن المتوقع أن تزيد قطر لعبتها لإقناع العالم بأن محنتهم تستحق التعاطف الدولي.

داخل الجزيرة العربية”؟

وكشف والير في مقاله انه بدأت بالفعل لوحات إعلانية في الظهور في جميع أنحاء نيويورك تدعو إلى إدانة سلوك التحالف العربي في الصراع في اليمن، برعاية مجموعة مؤسّسة حديثًا تدعى “داخل الجزيرة العربية”.هذه المجموعة، التي تستضيف بشكل مربك بوابة إنترنت على غرار الأخبار وتعتزم إطلاق مجلة، تدير في الوقت نفسه حملة العلاقات العامة المذكورة آنفا على اليمن.

يزعم القائمون على الحملة ومن خلال موقعهم على شبكة الإنترنت أنهم مستقلون، ولكن نظراً للحملة الإعلانية التي تشمل أيضاً حافلات مدينة نيويورك، فمن المرجح أنهم يعملون بدعم من طرف ثالث.

لا يبدو “داخل الجزيرة العربية” مسجلاً في قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، والذي يتطلب من الحكومات الأجنبية تسجيل أي نشاط في الولايات المتحدة، ولكن يمكن أن تستغرق المشاركات مدة تصل إلى ستة أسابيع لتظهر للجمهور.

قطر واليمن

واضاف وايلر ان قطر شاركت بشكل كبير مع ائتلاف متعدد الجنسيات لدعم الحكومة المعترف بها دوليا في اليمن، ولكن القطريين غيروا ولاءهم بعد بدء المقاطعة ومنذ ذلك الحين أظهرت التعاطف تجاه المتمردين الحوثيين ومعظمهم مليشيات تدعمها إيران.

واضطر ترامب أن يدير ظهره لدعمه المبدأي نحو دول المقاطعة  بعد ضغوط مكثفة من القطريين تذكره بورقة الاستثمارات التي توظفها الدوحة في الولايات المتحدة والتركيز أيضا على حقيقة أن قطر تستضيف  قاعدة العيديد الجوية وهي “الأكبر في المنطقة و مقر القيادة الأمامية للقيادة المركزية للولايات المتحدة بالإضافة إلى أسراب القوات الجوية الملكية البريطانية.

وكشف والير ان هناك ادعاءات عن تدخل قطري في مواضيع الاستثمار في الداخل الأمريكي و محاولات تمتد حتى إلى استثمارات كبيرة في دوري كرة السلة المستحدث “الكبار الثلاثة” والذي اسسه ويدعمه مغني الراب آيس كيوب، وكان هذا الدعم يهدف إلى كسب ود كبير مستشاري ترامب السابق في البيت الأبيض، ستيف بانون، والتي انتهى في وقت لاحق إلى نزاع قانوني مرير.

في كابوس معركة العلاقات العامة، تراقب الهيئات “تكتيكات الظل” خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقد حدث في الصيف الماضي و خلال زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى المملكة المتحدة، تم فضح  وكالة إعلانات وعلاقات عامة لدفعها ممثلين مستأجرين للإحتجاج على زيارة الأمير القطري، وطبعا إلقاء اللوم على دول الحصار، ولكن في هذا الجانب المتوحش من العلاقات العامة، كانت هناك اتهامات جدية بأن المجموعة المعنية كانت مدفوعة من القطريين أنفسهم في تمثيلية تريد توريط دول الحصار.

وقال وايلر ان قطر عملت جاهدة لتقديم نفسها على أنها من المستضعفين خلال العام الماضي، ووقفت بجرأة ضد جيرانها الإقليميين الأقوياء ومطالبهم التي وصفتها أنها غير معقولة.ومع ذلك، وبشكل أكثر تكتماً وفي الخفاء الذي تتقنه الدوحة، فقد تخلفت عن عدد من المطالب الرئيسية.

في مارس من هذا العام مثلا، وضعت الدوحة اسماء 28 شخصًا وكيانًا في قائمة إرهابية جديدة.

وقال والير ان القائمة تضمنت العديد من المواطنين القطريين المتهمين بأنهم الممولين لمليشيات المتشددين الاسلاميين المقاتلين في سوريا مثل جبهة النصرة، فضلا عن غيرهم من المواطنين الأجانب الذين سبق وتم نشر أسمائهم في قوائم سوداء أصدرها المجتمع الدولي قبل الدوحة بكثير من الوقت، بما في ذلك الدول المجاورة لدولة قطر الخليجية.كما لاحظ المراقبون الإقليميون تغير نغمة تغطية قناة “الجزيرة” الإخبارية العربية التي تمولها الدولة القطرية.

وختم والير مقاله قائلا ان المصادر الموجودة في دول المقاطعة أبدت رضاها في أن ترى هذه التنازلات، لكنهم يؤكدون على أن الدوحة أمامها طريق طويل، وتخشى أن تعود قطر فوراً إلى السلوكيات القديمة بمجرد انتقال الأضواء إلى مكان آخر، وهو ما تتهم فيه قطر دوما في مهارتها باللعب على الحبال.

في الوقت الحالي، يبدو أن آمال قطر هي أن جهودها في مجال العلاقات العامة تهدف بشكل غير مباشر إلى مهاجمة الصراع الذي تخوضه دول المقاطعة في اليمن، متأملة الدوحة في أن ذلك سيساهم في تشتيت الانتباه عن نشاطاتها السرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق