شرق أوسط
دمج القنصلية الأمريكية بالقدس للسفارة في إسرائيل المسمار الأخيرة في نعش عملية السلام
محمد عبد الرحمن
ـ غزة ـ من محمد عبد الرحمن ـ في إطار سعيها الدائم وجهودها الحثيثة لتطبيق ما يسمى بـ”صفقة القرن” بشكل تدريجي، قررت الولايات المتحدة الأمريكية خفض تمثيلها لدى الفلسطينيين من خلال دمج القنصلية الأمريكية في مدينة القدس بسفارتها بإسرائيل.
دمج القنصلية الأمريكية بسفارتها لدى إسرائيل يشكل تحدياً جديداً للسلطة الفلسطينية، وإصراراً من الإدارة الأمريكية على تطبيق “صفقة القرن” بشتى الطرق والأساليب، خاصة وأن قنصلية القدس العامة التي كانت تمارس السفارة لدى السلطة الفلسطينية منذ اتفاقات اوسلو، وسوف تكون وحدة تسيير خدمات الفلسطينيين بديلاً عن القنصلية وستكون ضمن السفارة.
وتعد القنصلية الأمريكية العامة في القدس أعلى بعثة دبلوماسية أمريكية إلى الفلسطينيين الذين يسعون، بدعم دولي، إلى أن تصبح القدس الشرقية عاصمة الدولة، التي يريدون تأسيسها في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، روبرت بالادينو، “إن القرار جاء من أجل كفاءة العمل، ولكي تكون هناك “استمرارية كاملة للنشاط الدبلوماسي، والخدمات القنصلية الأمريكية”.
المسؤولين الفلسطينيين أدونوا هذه الخطوة واعتبروها بداية تطبيق صفقة القرن، وانحياز كامل مع إسرائيل لنزع الاعتراف بحق العودة، وتهويد مدينة القدس وإنهاء عملية السلام بين الجانبين.
وفي هذا الصدد قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات “قيام الولايات المتحدة الأمريكية بدمج القنصلية الأمريكية بالقدس بسفارتها لدى إسرائيل، يدل على الانحياز الكامل مع إسرائيل، ويؤثر على عملية السلام التي تلعب به الإدارة الأمريكية الدور الأبرز”.
وبين عريقات أن “القنصلية الأمريكية في مدينة القدس تعمل منذ 175 عاماً، وأن أغلاقها لا علاقة له بإبداء وأما بالأيديولوجيا المتعصبة التي ترفض ان يكون للشعب الفلسطيني الحق في تقرير المصير”.
من جهة أخرى اعتبر الكتاب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض “هذا القرار تحدي جديد للسلطة الوطنية الفلسطينية، لإرغامها على الموافقة بالشروط الأمريكية الخاصة بصفقة القرن”.
وقال “أرادت الولايات المتحدة الامريكية من خلال دمج القنصلية الأمريكية سفارتها لدى إسرائيل والتي أقامتها بمدينة القدس العام الماضي، محاولة أمريكية جديدة لإلغاء حق الفلسطينيين كلاجئين واعتبارهم جالية من جاليات “إسرائيل” لا تعترف بأرض فلسطين ولا العاصمة القدس الشريف، فهذا يدل على أن أمريكا عزلت نفسها عن صناعة السلام وانحازت مع” إسرائيل”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لتدمير القانون الدولي، من خلال عزل الفلسطينيين من الاسرة الدولية، ونقض كافة الاتفاقيات الدولية التي نص على حق العودة.