السلايدر الرئيسيتحقيقات

إيران تشغل العشائر العراقية بالنزاعات الداخلية لتنفذ مشروعها التوسعي في العراق

سعيد عبدالله

ـ البصرة ـ من سعيد عبدالله ـ على مدى الأعوام الماضية لم يتوقف فيلق القدس الإيراني التابع لميليشيا الحرس الثوري الإرهابية عن تأجيج الصراعات والنزاعات العشائرية التي تنجم عنها اصطدامات مسلحة أوقعت حتى الآن المئات من الضحايا بين صفوف العراقيين، وتحولت مدن الجنوب وفي بعض الأحيان بغداد الى ساحة حرب بين هذه العشائر.

وبالرغم من أن الطابع العشائري يطغي على غالبية مدن العراق الا أن الصراعات العشائرية كانت في الماضي قليلة جدا، لكن دور العشائر العراقية عبر التاريخ في حسم الصراعات السياسية دفعت بالنظام الإيراني الى استهداف هذه العشائر وزرع التفرقة بينها وإشغالها بالحروب الداخلية كي تضعفها لتغض النظر عن التدخلات الإيرانية في العراق وبالتالي ستكون عملية السيطرة على المجتمع العراقي سهلا.

وازدادت مخاوف طهران من العشائر العراقية خلال العامين الماضيين خصوصا بعد بروز الدور العشائري في دعم الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالخدمات وبإنهاء السيطرة الإيرانية على العراق، فوجود العشائر الى جانب المحتجين منحتهم القوة لتلبية مطالبهم والضغط على الحكومة والميليشيات.

وقال رئيس مجلس العشائر في محافظة البصرة الشيخ رائد الفريجي، لـ””: “لم تنته الصراعات العشائرية في العراق وستستمر بسبب ضعف الحكومة العراقية، فليس هناك قانون قوي يتصدى لهذه التجاوزات التي تؤثر سلبا على المواطن وتربك الواقع الأمني”.

وتستخدم العشائر المتحاربة فيما بينها كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وشهدت مؤخرا المعارك بين هذه العشائر في جنوب العراق استخدام أنواع من الصواريخ المحلية الصنع التي تصنعها الميليشيات التابعة لإيران، وتمكن فيلق القدس من شراء ذمم عدد من شيوخ العشائر في جنوب العراق وتجنيدهم في صفوف الميليشيات وتسليح عشائرهم وصرف أموال طائلة لهم ودعمهم للسيطرة بقوة السلاح والأموال على الشارع في الجنوب.

وليس السلاح فقط، بل تشترك العشائر المولية لإيران من خلال الميليشيات بعمليات تهريب النفط والحديد والمخدرات والأسلحة والاتجار بالبشر في جنوب العراق وفي العاصمة العراقية بغداد عبر شبكات من المهربين ترتبط مباشرة بفيلق القدس.

من جهته أكد الشيخ صباح الشمري، أحد وجهاء محافظة البصرة المناهضين للوجود الإيراني في العراق لـ””: “تمارس ايران عمليات ممنهجة لتفكيك النسيج الاجتماعي في جنوب العراق وضرب العادات العربية الاصيلة التي تربط العشائر عبر بث التفرقة فيما بينها، فهذه العشائر تمثل الهوية العربية للعراق وإيران تعمل منذ سيطرة نظام ولي الفقيه على الحكم عام 1979 وحتى الان من أجل القضاء على الهوية العربية للعراق لعزله عن محيطه العربي”.

واعتبر مجلس القضاء الأعلى في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 النزاعات العشائرية من الجرائم الإرهابية، ودعا في بيان له الى ضرورة التعامل مع مرتكبيها بحزم بالاستناد الى المادة الثانية من قانون مكافحة الإرهاب الذي أقره مجلس النواب العراقي عام 2005، الذي ينص على أن التهديد الذي يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أياً كانت بواعثه، يعد من الأفعال الإرهابية، لكن موقف المجلس لم ينجح في إنهاء هذه النزاعات بسبب الدعم الكبير الذي تتلقاه العشائر التابعة لإيران في العراق التي لا يستطيع القضاء العراقي ولا المؤسسات الحكومية من الوقوف بوجهها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق