السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
شوارع الجزائر تنتفض مجددا ضد “خامسة” بوتفليقة… وجميلة بوحيرد تشارك… وتصدع جديد في حزب الرئيس
نهال دويب
ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ سجلت الجزائر في رصيدها، اليوم الجمعة الثامن من آذار/ مارس 2019، تاريخا جديدا في مسار الحراك الذي تشهده منذ تاريخ 22 شباط/ فبراير الماضي، فالشوارع استفاقت اليوم لتنتفض مجددا ضد ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة.
وخرج آلاف المتظاهرين، في هذا اليوم الملبد بغيوم الشتاء التي تستعد لتوديع الجزائريين على أمل أن تلقاهم العام القادم في أحسن حال، لا سيما في قلب العاصمة الجزائر، ليوجهوا رسالة للمرة الثالثة على التوالي للسلطة مفادها “لا تراجع عن مطلب عدول بوتفليقة عن الترشح” ورفض الالتزامات التي أعلن عنها في رسالة مطولة بعث بها إلى الشعب الأحد الماضي أبرزه تعهده بأنه في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية المقبلة سيتم “تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة طبقا للأجندة التي تعتمدها الندوة الوطنية”، وأكد أيضا فيها أنه لن يترشح في هذه الانتخابات “ومن شأنها ضمان استخلافه في ظروف هادئة وفي جو من الحرية والشفافية”.
كذلك أعلن بوتفليقة أنه سيتم إعداد دستور جديد يزكيه الشعب الجزائري عن طريق الاستفتاء، “يكرس ميلاد جمهورية جديدة والنظام الجزائري الجديد ووضع سياسات عمومية عاجلة كفيلة بإعادة التوزيع العادل للثروات الوطنية وبالقضاء على كافة أوجه التهميش والاقصاء الاجتماعيين، ومنها ظاهرة الحرقة، بالإضافة إلى تعبئة وطنية فعلية ضد جميع أشكال الرشوة والفساد”.
المشهد اليوم في شوارع العاصمة انطلاقا من مبنى البريد العام أرقى أحياء العاصمة الجزائرية وشارعا “العربي بن مهيدي” و”ديدوش مراد” المطلان على حديقة قصر الحكومة الواسعة، لا يمكن نقله لقراء “” في أسطر لأن اللسان في مثل هذه الحالات يعجز عن التعبير، سيول بشرية هائلة تدفقت مباشرة بعد انتهاء صلاة الجمعة، وارتفعت شعارات رفض الولاية الرئاسية الخامسة لبوتفليقة وصور عن مجاهدين خاضوا معركة استقلال الجزائر عن فرنسا.
وشاركت في المسيرة التي لم تشهد أي انزلاقات تذكر المجاهدة الرمز جميلة بوحيرد، وسجلت قيادات أحزاب سياسية معارضة حضورها كزعيم إخوان الجزائر عبد الرزاق مقري ورئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله والمرشح العسكري على غديري.
وتعتبر مسيرات الجمعة الثامن من مارس/ آذار، الأكبر منذ بدايتها بتاريخ 22 شباط/ فبراير الماضي، رغم التعزيزات الأمنية الهائلة التي نشرتها السلطات الجزائري في الشوارع والساحات والرسالة التي أصدرها بوتفليقة عشية الاحتفال باليوم العالمي للمرأة حذر فيها من “اختراق الطابع السلمي للمظاهرات السلمية ضد ترشحه لولاية رئاسية خامسة التي شهدتها مدن جزائرية”، ودعا “الحذر والحيطة من اختراق هذا التعبير السلمي من طرف أية فئة غادرة داخلية أو أجنبية التي، لا سمح الله، قد تؤدي إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى وما ينجر عنها من أزمات وويلات”، كم توقفت خدمة مترو أنفاق الجزائر الذي يشتمل على خطين اثنين من ساحة الشهداء بوسط المدينة نحو الحراش شرقاً وعين النعجة جنوبي العاصمة، كذلك أعلنت شركة النقل بالسكك الحديدية وقف رحلات قطارات ضواحي العاصمة. وأوقفت رحلات القطار البعيدة كذلك نحو محافظات غرب وشرق البلاد.
وألقى الحراك الشعبي الذي يشهده الشارع الجزائري في هذه الأثناء بظلاله على حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في البلاد، بسبب اتساع دائرة المستقلين والمنضمين على الحراك الشعبي، حيث كشفت تقارير إعلامية محلية أن عدد من نواب حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر استقالوا من عضوية الحزب للانضمام إلى الاحتجاجات الشعبية ضد ترشح الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة إلى عهدة رئاسية خامسة والمطالبة بالإصلاح السياسي.
وتزامنا مع هذه المظاهرات أعلن الجيش الجزائري، تماسك الشعب مع جيشه وتلاحمهما وترابط مصيرهما وتوحد رؤيتهما للمستقبل، وسجل فخره بالأجيال الشابة من أبناء الجزائر، وأشاد باستعدادهم الكبير من أجل التضحية لصالح البلاد.
جاء ذلك في افتتاحية العدد الأخير من مجلة الجيش الشعبي الشهرية، التي صدرت الجمعة 8 آذار/مارس الجاري، والتي اختارت في أن تعنون افتتاحيتها بـ”تعزيز الرابطة جيش ـ أمة”.
وسجلت افتتاحية مجلة الجيش، أن “ما حققه الجيش الوطني الشعبي على مختلف الأصعدة يترجم مدى ارتباطه ووقوفه اللا مشروط إلى جانب أمته وشعبه في كل ما مرت به من محن وأزمات”.
ونقلت المجلة حديثا لـ”نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الجزائري الشعبي الفريق أحمد قائد صالح، في أكثر من مناسبة، (أعلن فيه) مدى ارتباط شباب اليوم بوطنهم واستعدادهم للدفاع عنه ف كل الظروف”.
وكان الفريق أحمد قايد صالح قائد الجيش الجزائري قد تعهد الثلاثاء بحفظ الأمن في البلاد في تصريحات ارتقبها الجزائريون في أعقاب تقديم الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقه أوراق ترشحه رسميا للانتخابات الرئاسية.
وقال صالح، إن الجيش سيبقى ممسكا بمكسب إرساء الأمن والاستقرار بالبلاد، معتبرا أن الشعب لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يفرط في نعمة الأمن وراحة البال.