السلايدر الرئيسيشرق أوسط

أماكن العبادة والمناطق الأثرية مغلقة أمام الفلسطينيين

فادي أبو سعدى

  • اليهود يستبيحون الأقصى ويغلقون الحرم الإبراهيمي وسبسطية الأثرية في عيد العرش

– رام الله – يحل في هذه الأيام من كل عام عيد العرش اليهودي، ويستغل المتطرفون اليهود من المستوطنين هذا العيد وغيره من الأعياد اليهودية لاستباحة المسجد الأقصى في البلدة القديمة من القدس المحتلة، والحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل على وجه الخصوص، والمناطق الأثرية ذات الأطماع اليهودية مثل منطقة سبسطية الفلسطينية في محافظة نابلس، في محاولة لتثبيت أمر واقع، وأن لليهود حق في هذه المناطق.

وواصل المئات من المستوطنين اليهود استباحة المسجد الأقصى في القدس العتيقة، وأدوا طقوسا تلمودية في أجزاء منه، بحماية ومرافقة قوات الاحتلال الإسرائيلي. وتنفذ الاقتحامات عادة عبر الدخول من باب المغاربة في مجموعات صغيرة ومتتالية، ينفذ أفرادها جولات وطقوس تلمودية علنية في منطقة “باب الرحمة” الواقعة في الجهة الشرقية بين باب الأسباط والمُصلى المرواني.

كما أدت مجموعة من المستوطنين طقوسا تلمودية أمام المسجد الأقصى من جهة باب حطة، في الوقت الذي شارك فيه آلاف المستوطنين في ما تسمى “صلاة الكهونيم” في باحة حائط البراق، الجدار الغربي للمسجد. وتكون المجموعات المتطرفة برفقة دليل يهودي يقدم شرحًا عن “الهيكل اليهودي”.

ولتأمين وصول اليهود المتطرفين إلى داخل البلدة القديمة من القدس، نفذت سلطات الاحتلال سلسلة من الإجراءات الأمنية للمستوطنين خلال ذهابهم وإيابهم من وإلى حائط البراق، ونشرت سلطات الاحتلال الآلاف من عناصر الجيش والشرطة في المنطقة، بوجود دوريات راجلة ومحمولة، وحواجز شرطية وعسكرية.

وتمتد الاجراءات الأمنية الإسرائيلية إلى خارج أسوار البلدة العتيقة، إلى أحياء القدس القريبة خاصة الملاصقة منها للمسجد الأقصى، حيث أغلقت قوات الاحتلال شوارع رئيسية وفرعية في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، بسبب مرور مسيراتٍ للمستوطنين تنطلق من البؤر الاستيطانية في القدس باتجاه حائط البراق.

وفي الخليل المحتلة جنوب الضفة الغربية، وتحديدًا في البلدة القديمة منها أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الحرم الابراهيمي في البلدة القديمة وسط مدينة الخليل، لتأمين احتفال مستوطنيهم بـ”عيد العرش” العبري، وتم إغلاق المسجد ليومين متتاليين.

وقال مدير الحرم ورئيس سدنته الشيخ حفظي أبو سنينة لوكالة الأنباء الرسمية، إن سلطات الاحتلال تغلق اليوم وغدا الحرم الابراهيمي الشريف أمام المصلين، للسماح لمستوطنيها اقتحام وتدنيس الحرم المفتوح بشقيه أمامهم، وأداء شعائرهم التلمودية لمناسبة احتفالهم بـ “عيد العرش” في جميع باحاته، وساحاته، وأروقته الداخلية والخارجية.

وعززت قوات الاحتلال تواجدها على البوابات والحواجز المحيطة بالحرم، وعرقلت دخول الفلسطينيين القاطنين في محيطه الى منازلهم، ومنعت موظفي وقضاة المحكمة الشرعية الوصول لتأدية عملهم كالمعتاد في مقر المحكمة بمنطقة السهلة، كما منعت العاملين على خدمة الحرم الوصول الى عملهم، ونشر الحواجز العسكرية وشددت إجراءاتها امام المواطنين الفلسطينيين في البلدة القديمة، وفي المقابل سهلت حرية حركة المستوطنين المحتفلين بالعيد اليهودي.

وقسمت قوات الاحتلال الحرم الإبراهيمي الشريف عقب مجزرة الحرم التي ارتكبها احد المستوطنين في الخامس والعشرين من شباط/ فبراير لعام 1994، واستشهد فيها 30 فلسطينيًا كانوا يؤدون شعائر صلاة الفجر، إلى جناحين وخصصت الجزء الأكبر منه للمستوطنين، وتتزامن عمليات الإغلاق مع اعتداءات من قبل المستوطنين ضد المصلين المسلمين وضد سدنة الحرم، إلى جانب منع رفع الأذان عبر سماعاته في كثير من الأوقات.

وفي شمال الضفة الغربية لا يبدو الأمر أفضل من جنوبها ووسطها، فقد أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، كافة المداخل المؤدية إلى المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمال نابلس. وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة، وأغلقت محيط المنطقة الأثرية، وأعلنتها منطقة عسكرية، تمهيدا لاقتحام المستوطنين.

وأضاف أن قوات الاحتلال منعت أصحاب المحال التجارية في تلك المنطقة من فتح أبوابها، وأكد لوكالة الأنباء الرسمية أن مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال، التي اقتحمت عدة منازل قريبة من الموقع الأثري.

يذكر ان الاحتلال يستهدف المنطقة الأثرية في سبسطية الواقعة على بعد 12 كيلومترا إلى الشمال الغربي من مدينة نابلس، ويرفض السماح بإجراء أي ترميمات فيها. وتتعرض المنطقة الأثرية في سبسطية إلى التهويد الإسرائيلي، فتارة تزيل قوات الاحتلال العلم الفلسطيني المرفوع في المنطقة، ومرة أخرى تزيل كافة اللافتات الارشادية التي وضعتها البلدية؛ بحجة أنها مناطق مصنفة “ج”، ومتكوبة باللغتين العربية والانجليزية دون إضافة العبرية إليها، فيما يتعمد المستوطنون اقتحامها وأداء طقوس تلمودية فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق