السلايدر الرئيسيثقافة وفنون
المغرب: تتويج الشاعرة المغربية سميرة فرجي بـ”سيدة الشعر العربي” يثير جدلا بالساحة الثقافية
فاطمة الزهراء كريم لله
ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم لله ـ رافق وصف سميرة فرجي، محامية وشاعرة مغربية، بـ”سيدة الشعر العربي” من لدن عباس الجراري، عميد الأدب المغربي، جدل كبير، من قبل مجموعة من الأصوات الشعرية المغربية التي اعتبرت هذا اللقب، استمرار للمفاضلة وإطلاق التسميّات، وتكريس للماضويّة في العقل والخيال، وفي الذّوق والقراءة.
وجاء ذلك في حفل تكريم الشاعرة فرجي،نظمه كل من النادي الجراري بالرباط والمركز الأكاديمي للثقافة والدراسات المغاربية والشرق أوسطية والخيلجية بفاس. وحضره كل من المستشار الملكي عباس الجراري، ومؤرخ المملكة المغربية والناطق الرسمي باسم القصر الملكي عبد الحق المريني. حيث نالت فرجي، تنويهات وإشادة بشعرها وأدبها من المتحدثين في الحفل، حيث قال الناطق الرسمي باسم القصر الملكي عبد الحق المريني في هذا الصدد: إن فرجي “عشقت منذ طفولتها القِرطاس والقلم، وهي موهوبة ومتألقة.. أبدعت وأجَادَت”.
فيما اعتبر المستشار الملكي عباس الجراري أن الشاعرة المذكورة تمتلك قدرة فائقة على الإبداع الرائق الأنيق بيسر ودون تكلّف.منوها في الوقت ذاته، بـ”جزالة أسلوبها ولغتها وروعة صورها، وحاستها الفنية المرهفة، ورّقتها التي لا تخفي عواطفها الإنسانية”، فيما اعتبر وزير الثقافة الأردني السابق صلاح جرار أن شعر فرجي “غني الغني بالمضامين الفكرية العالية القيمة الوطنية والقومية، وذات اللغة العذبة الأخاذة والصور المعبّرة”.
ووجهت مؤسسة “الموجة الثقافية” عريضة نشرت ة على موقع حملات المجتمع “آفاز”، إن “توشيح “محامية مغربية” يجعل من الشعراء والأدباء المغاربة مسخرة أمام العالم”، منتقدة كون التوشيح “قد جاء من طرف وزير الثقافة المغربي الذي أعطى مصداقية لهذه المسرحية، وأنه لا علاقة لهم بهذه المسرحية”، مشدّدة، على أن “الأهم هو أن من ورطوا وزارة الثقافة وورّطونا في هذه الفضيحة أناس يقدمون أنفسهم ككتّاب محترمين مكرسين للمسؤولين، وللواقع الأدبي العربي والمغربي والعالمي”.
وأضافت مؤسسة “الموجة الثقافية” في عريضتها : “لن نصمت كشعراء وأدباء ومثقفين، على إفساد الساحة الأدبية لعقود وسنوات طويلة. مؤكدة على أن التوقيع سوف يوصل لكل المسؤولين ولكل الكتّاب أينما كانوا في العالم رسالة مفادها، أن “تلك المسرحيات لا تمثلنا”.
تعليقا على العريضة، قال الكاتب و الشاعر المغربي، محمد بنقدور الوهراني، في مقال له، بعنوان “ليس دفاعا عن الشاعرة سميرة فرجي” : “إذا كان القصد من هذه الحملة، هو اعتبار القصيدة العمودية عالة شعرية، واعتبار التعاطي معها، كتابة ونقدا، ردة أدبية، فهذا أمر لا يستقيم، لأن الساحة الشعرية مفتوحة أمام جميع التوجهات والحساسيات الشعرية، وليس أمام مفهوم أو اتجاه واحد، حداثيا كان أو تقليديا. وعليه فالتعامل يجب أن يكون بلا تبخيس أو احتقار أو إقصاء، فلكل اتجاه رواده ومتعاطيه ومعجبيه وأهله”.
أما إذا كانت الحملة، يضيف الوهراني: “مرتبطة بطريقة الاحتفال بالشاعرة المبالغ فيها، فاللازم ربط ذلك بسياقات القصيدة التقليدية القائمة على الاحتفالية والبهرجة والبردة والسلهام، والتسميات والتوصيفات، وغير ذلك من مظاهر وأساليب التقليد الموجودة في التراث الشعري العربي. وهذا بدوره منسجم مع الإحالات الفكرية والثقافية للقصيدة العمودية ولا غرابة فيه”.
من جهته كتب الشاعر صلاح بوسريف، قائلا: “الانتقاد يجب أن يوجّه إلى وزارة الثقافة، وموظّفيها، والكتّاب المشاركين لا إلى الشاعرة التي لها حرية أن تكتب ما تريد”.
ليست هذه هي المرة الاولى التي يتم الاحتفاء بها، بل سبق وان تم الاختفاء بها في العديد من الندوات الفكرية والمهرجانات الأدبية المغربية والعربية. فسبق أن تم تتويجها في 17 / نيسان 2017 بلقب سيدة العام في عرس احتفالي كبير كانت قد احتضنته العاصمة الثقافية مدينة فاس.
ولسمير فرجي عدد من الدواوين الشعرية التي تناولها بالدراسة والتحليل عدد من النقاد والمهتمين من داخل المغرب وخار منها، ديوان “صرخة حارك” الصادر سنة 2010.
وديوان “مواويل الشجن” الصادر عن منشورات الحلبي سنة 2015 ، و”رسائل النار والماء” الصادر سنة 2013،
واخرها ديوان “رسالة للأمم المتحدة” الصادر عن مطبعة أنفو برانت سنة 2017.
وتمت ترجمة قصائدها الشعرية إلى عدة لغات منها الفرنسية الإنجليزية والإسبانية والألمانية والأمازيغية والتركية والأندونسية.