السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
المغرب: عقب وصف “حزب التجمع” لـ”حزب العدالة” بـ”اتباع اردوغان”.. اتهامات متبادلة تنذر بتفكك حكومي
فاطمة الزهراء كريم الله
– الرباط – لا زال التراشق بالكلام وتبادل الاتهامات بين قيادات حزب العدالة والتنمية الذي يقود الائتلاف الحكومي وحليفه في الائتلاف حزب التجمع الوطني للأحرار، مستمرا، هذه المرة كتب مدير حزب التجمع الوطني للأحرار و عضو مكتبه السياسي، مصطفى بايتاس، على صفحته الفايسبوكية موجهاً لنائب الأمين العام لحزب العدالة و التنمية،ليمان العمراني، تدوينة قال فيها : “هذه التصريحات التي قلتم عنها أنها لم تحترم ميثاق تحالف الأغلبية الحكومية، والتي بالمناسبة لا تدخل في إطاره، لكون الميثاق جاء واضحا متعلقا بتنسيق العمل الحكومي وعمل الأغلبية ولم يتحفظ على إبداء أي طرف لآرائه السياسية، وإلا كنا أول من يغضب عندما كان قياديون كبار عندكم يتناوبون على مهاجمتنا بشكل منتظم وعنيف، من شيوخ ونساء و شباب، وكنا عندها نحفظ الود ونترفع عن صغائر السياسة”.
و أضاف بايتاس: ” فليكن ما تشاؤون، ولنجعل من مواجهاتنا على حلبة يرقبها الملأ ويشاهدها المغاربة، للتناظر والمحاججة دون خوف أو ريب، فقد ولى بدون رجعة زمن الطرق السياسية السيارة بدون محطات أداء، ولكل دفع منكم تعقيب منا يليق به وبمصدره”.
واسترسل القيادي التجمعي: إن ”ما صدر عن زميله في الحزب يقره كل الخبراء المستقلين، بينما ما يصدر عن قيادلت العدالة والتنمية، من تصريحات بين الفينة والأخرى يتجاوز اللباقة، خاصة عندما يستعملون قاموس الحلال والحرام، وبعد أن و صفنا عبد العزيز أفتاتي الذي “بكارتيلات المال الحرام”، والناس تفهم وتعي ما معنى “كارتيلات”، مستعملا لغة ذات رمزية دينية ليمارس نوعا من التسلط على عقول الناس، ما يطرح التساؤل مجددا حول قدرتكم على ممارسة السياسة بدون اللجوء إلى الدين والعواطف”.
من جانبه، اعتبر عبد الحفيظ بوسيف، عضو المجلس الوطني للتجمع الوطني للأحرار، أن مواقف حزب العدالة والتنمية في علاقته بحلفائه عرفت العديد من التقلبات حسب الظروف السياسية التي تعيشها البلاد. وقال في تدوينو له: ، إن “التجمع لن يركب قطار الابتزاز كما تفعلون، ولن نقول لكم هذا وطننا لوحدنا، ولكن نقول إن مشروعنا المجتمعي يسع جميع أطياف بنات وأبناء الوطن، وعنوانه الثقة في النفس وقدرات المواطن ومقدرات الوطن”، قبل أن يدعو إلى “القطع مع كل أشكال التيئيس والتدليس والبؤس والتبخيس.”.
ويرى محللون، أن هذا التصعيد بأزمة جديدة قد تعصف بالتحالف الحكومي.
في هذاالصدد، يرى ادريس الكنبوري الباحث و المحلل السياسي، في اتصال مع صحيفة ” ” أن هذا الصراع بين الحزبين صراع قديم وليس جديدا، يعود إلى الحكومة السابقة التي كان يقودها عبد الإله بنكيران وخلال مرحلة ما بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة وإعفاء بنكيران، حيث اعتبر حزب العدالة والتنمية أن عزيز أخنوش رئيس حزب الاحرار هو سبب تعطيل تشكيل بنكيران لحكومته بسبب الشروط التي وضعها ومن بينها عدم إشراك حزب الاتحاد الاشتراكي في الحكومة. وقال الكنبوري: إن ”الملاسنات الأخيرة وتصريحات الطالبي العلمي تكشف بأن حزب الأحرار ربما بات مقتنعا بأن حملة المقاطعة كان وراءها العدلة والتنمية ويدرك بأن المقاطعة كانت لديها أهداف سياسية تحققت، وتمثلت في انتكاسة الحزب سياسيا وسقوط نسبي في شعبيته بعدما كان قد دشن مرحلة سياسية جديدة من خلال وضع مشروع جديد للإصلاح كان يريد التقدم به للانتخابات المقبلة”.
وأضاف المحلل السياسي: أن ”هذا الصراع سوف يستمر ويتزايد كلما دنا موعد الانتخابات، فقد بات واضحا بأن التعايش بين الحزبين داخل الحكومة لم يعد ممكنا، وهو ما يطرح مشكلات أمام العثماني”.
وكان رشيد الطالبي العلمي وزير الشباب والرياضة، المنتمي لحزب الأحرار، قد قال في إشارة لحزب العدالة والتنمية، إنه ”يقوم بتخريب البلاد عبر التشكيك في المؤسسات السياسية، وأنه يقلد نظيره التركي ”. ليخرج بعده نائب العثماني في رد له ليطالبه حزبه بالخروج من الحكومة.