السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
مع تعاظم الرفض الجماهيري… الجزائر تلتمس من روسيا تفهم ما يحدث على أراضيها
ـ الجزائر ـ نهال دويب ـ كشف نائب رئيس الوزراء الجزائري المعين حديثا رمطان لعمامرة، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وافق على تسليم السلطة إلى رئيس منتخب وإنه سيكون مسموحا للمعارضة لها بالمشاركة في الحكومة التي تشرف على الانتخابات.
وقال وزير خارجية الجزائر لعمامرة، الذي يقوم بجولة مكوكية إلى عواصم القرار، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في موسكو، إن السلطة في البلاد استجابت للمطالب المشروعة للعشب الجزائري.
وأكد لعمامرة أن “الدولة الجزائرية عرضت على كافة الفعاليات الجلوس على طاولة الحوار من خلال مؤتمر وطني جامع ومستقل”.
وأعلن في تصريحاته أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستتم وفق الدستور الجزائري الجديد.
وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد أعلن أمس الإثنين في ثالث رسالة بعث بها إلى الأمة الجزائرية بمناسبة ذكر عيد النصر، عن مقترح جديد يتعلق بإجراء تعديل على الدستور عبر استفتاء شعبي في المرحلة المقبلة.
وقال لعمامرة في هذا السياق “التمست من الصديق سيرغي أن روسيا أول شريك يتفهم هذا الوضع وتدرك أن ما يحدث في الجزائر هو مسألة عائلية بامتياز، وأن للجزائريين القدرة والإرادة أن يتجاوزوا هذه المحنة وأن يمروا سوية إلى مرحلة لاحقة من تاريخ الأمة الجزائرية”.
وحذر وزير خارجية روسيا لافروف من جانبه من “مغبة محاولات زعزعة الاستقرار في الجزائر، مؤكدا رفض موسكو القاطع لأي تدخل خارجي في شؤون الجزائر الداخلية”.
وقال لافروف في مستهل مباحثاته مع لعمامرة في موسكو: “نتابع تطورات الأحداث في الجزائر باهتمام, ونشهد محاولات لزعزعة الوضع هناك ونعارض بشكل قاطع أي تدخل في ما يجري في الجزائر. الشعب الجزائري هو من يقرر مصيره واستنادا للدستور “.
جولة لعمامرة الدبلوماسية وتصريحات وزير خارجية روسيا أثارا انتقادات لاذعة على المنصات الاجتماعية، وتساءل نشطاء، “لافروف في رسالة واضحة للشعب، نتابع تطورات الوضع في الجزائر باهتمام ونشاهد محاولات زعزعة الوضع هناك، أليست هذه التصريحات تدخلا في الشأن الجزائري، الذي يرفضه الجزائريون رفضا قاطعا”.
واعتبر الوزير والدبلوماسي الجزائري الأسبق عبد العزيز رحابي، تصريح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف بـ ” غير المقبول ” و يصب في سعي السلطة لتدويل أزمتنا السياسية والالتفاف على مطالب الشعب.
وقال رحابي في منشور له على صفحته الرسمية على ” الفايسبوك “اليوم الثلاثاء” حقًا روسيا بلد صديق وحليف ولكن لا يجب أن تتدخل في شؤوننا الوطنية بتأييد خطة بوتفليقة التي تثمل الخطر الأساسي لضرب استقرار الجزائر بمصادرة إرادة الشعب”.
ومن جهته يقول المحلل السياسي توفيق بوقاعدة، في تصريح لـ ” ” إن تصريحات سيرغي لافروف تحمل شكلا من أشكال الوصاية على الجزائر بدليل ما قاله ” البلاد تشهد محاولة زعزعة الاستقرار “، ويشير بوقاعدة إن لافروف بتصريحاته هذه وجه رسالة للقوى العظمى بعدم التدخل كفرنسا وأمريكا وبالأخص الخليج.
ويرى الأستاذ توفيق بوقاعدة, أن النظام باختياره لروسيا يريد أن تصبح هذه الأخيرة حجرة ” الدومينو ” فموقفها سينعكس على مواقف الدول الأوروبية الأخرى، وهذا حتى لا تتعرض مستقبلا لأية مسائلات دولية وتجنبا أيضا للضغط الدولي بخصوص الحراك الشعبي.
إلى ذلك تجددت المظاهرات الشعبية في العاصمة الجزائرية، اليوم الثلاثاء، بشكل حاشد وذلك ردا على رسالة الرئيس عبد الهزيز بوتفليقة والتي قرر فيها عدم التنحي جانبا.
وتظاهر الآلاف من طلبة الجامعات عند ساحة أودان والبريد المركزي، رافعين شعارات تطالب برحيل بوتفليقة ورموز الحكم.
وجه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة, ثالث رسالة لشعبه، تمسك فيها بتمديد ولايته الرئاسية الرابعة إلى غاية تسليم المشعل لرئيس الجمهورية الجديد، رغم تعاظم الرفض الجماهيري للمقترحات التي قدمها في ثاني رسالة بعث بها إلى الأمة الجزائرية مباشرة بعد عودته من أحد مشافي ” جنيف ” بسويسر.
أظهر رئيس الجزائر، أمس الاثنين، تمسكه بورقة الطريق التي اقترحها يوم 11 مارس / آذار الجاري والتي أعلن فيها عن تأجيل الاستحقاق الرئاسي الذي كان من المقرر تنظيمه 18 أبريل / نيسان القادم.
وقال رئيس البلاد، الذي وصل إلى سدة الحكم عام 1999، في رسالة مكتوبة إلى شعبه بمناسبة ذكرى عيد النصر 19 مارس / آذار 1962، إن ” الجزائر مقبلة على تغيير نظام حكمها ومنهجها السياسي ضمن الندوة الوطنية التي قال إنها ستعقد في ” القريب العاجل بمشاركة جميع أطياف الشعب الجزائري “.
وفي ختام رسالته غازل الرئيس بوتفليقة الجيش الجزائري بقوله إن ” للجزائر جيشا وطنيا شعبيا سليل جيش التحرير الوطني، جيشا يتميز بالإحترافية العالية، وبروح التضحيات المثالية، إلا أن أمن البلاد واستقرارها في حاجة كذلك إلى شعب يرقى إلى مستوى تطلعاته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويحرص على استجماع ما يسند به و يعـزز ما يبذله جيشنا حاليا في سبيل حماية الجزائر من المخاطر الخارجية، لكي يتمتع هو بالعيش في كنف الاستقرار والسكينة”.