ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ لم تمنع أمطار الشتاء التي تساقطت بغزارة صبيحة اليوم الجمعة على مناطق واسعة من الجزائر وبرودة الطقس، مئات الآلاف من الجزائريين للخروج إلى ساحات العاصمة الجزائر التي عرفت تعزيزات أمنية كبيرة بالأخص في الشوارع القريبة من القصر الرئاسي للمطالبة برحيل رموز الحكم.
ومثل الجمعة الرابعة، انطلق الاحتجاج مبكرا، لأن العديد من المتظاهرين قدموا مبكرا من مناطق مجاورة للعاصمة على غرار بومرداس وتيزي وزو والبويرة شرق الجزائر، فلم ينقض منتصف النهار، حتى امتلأت الساحات بالجزائريين الذين خرجوا باكرا في خامس جمع الحراك الشعبي بالجزائر الذي تشهده منذ 22 فبراير/شباط الماضي.
ورغم غزارة الأمطار، إلا أن الجزائريين ساروا وسط شوارعها الرئيسة مشي على الأقدام وهو يهتفون “يتنحاو قاع” بمعنى “ارحلوا جميعا” في إشارة إلى رئيس الوزراء الجزائري السابق أحمد أويحي ومنسق حزب الرئيس بوتفليقة معاذ بوشارب ورجل الأعمال الجزائري على حداد والأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي سعيد.
وسارعت مصالح الأمن الجزائري منذ الساعات الأولى من صبيحة الجمعة، إلى تأمين الطرقات المؤدية إلى القصر الرئاسي والحكومي، فيما تم توقيف الخدمات القطارات والحافلات وأيضا المترو والتراموي.
وحرص المتظاهرون القادمون من ولايات شرقية وغربية على السير بشكل موحد كتعبير منهم على وحدتهم ونبذ التفرقة وإغلاق باب “الجهوية”.
وعرفت المسيرات السلمية التي شهدتها عدة مدن جزائرية محاكم شعبية لحزبي السلطة “حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم” و”التجمع الوطني الديمقراطي” (ثاني قوة سياسية في البلاد) بقيادة رئيس الوزراء الجزائري السابق أحمد أويحي، بعدما رفع المحتجون شعارات كتب عليها ” ارحلوا ” وهو رد على تصريحات معاذ بوشارب وأحمد أويحي اللذان ركبا موجة المظاهرات وأعلنا دعمها للحراك الشعبي.
ورفع المحتجون شعارات أبرزها “أكثر الأحزاب كرها في الجزائر، الأفلان والأرندي”، وكتب أحد المحتجين على لافتة كبيرة “توبتكم مشكوك فيها”.
وانتقد المتظاهرون بشدة نائب رئيس الوزراء وزر الخارجية رمطان لعمامرة، على خلفية الجولة التي قام بها إلى عواصم القرار “روسيا وإيطاليا وألمانيا”، وكان أبرز شعار رفعه المتظاهرون للرد على السلطة لافتة كبيرة كتب “إسألوا هتلر من هم أحقر الناس الذين قابلتهم؟ قال الذين ساعدوني على احتلال أوطانهم”.
ورفض المحتجون مساعي تدويل الأزمة الجزائرية وكذا تصريحات صدرت عن مسؤولين أجانب، كوزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي قال في تصريح صحفي إن “موسكو ترفض أي تدخل خارجي في الجزائر”، وكذا تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال إن باريس مستعدة لمرافقة انتقال سلس للسلطة في الجزائر.