السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
مراقبون: بيان كولر جاء بنكهة انفصالية… واخرون يعتبرونه تعزيز لمكاسب المغرب في نزاع الصحراء على حساب خصومه
فاطمة الزهراء كريم الله
ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ اقر مراقبون بفشل محادثاث جنيف (2) التي اختتمت أشغالها مساء أمس الجمعة، والتي انعقدت على مدى يومين بالعاصمة السويسرية جنيف، برئاسة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هورست كولر، وبمشاركة جميع أطراف النزاع الإقليمي حول الصحراء. معتبرين أن بيان كولر، يحتم على المغرب التوقف فورا وعدم الانجرار في متاهات محادثاث جنيف إلى ما لا نهاية.
في هذا الصدد قال محمد الزهراوي ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش: “بيان كولر جاء بنكهة انفصالية”. فللأسف يضيف الزهراوي، في تدوينة له على صفحته في ” الفايسبوك” “في الوقت الذي يعاني فيه النظام السياسي/العسكري الجزائري من أزمة داخلية خانقة بفعل الحراك الشعبي، وفي الوقت كذلك الذي تعيش فيه قيادة البوليساريو على إيقاع النكسات والاحتقان في المخيمات، جاء بيان المبعوث الأممي عكس الواقع وقفز بشكل غريب علي جميع التراكمات التي تخدم الوحدة الترابية. فالمفترض قبل محطة جنيف 2 أن تكون هذه اللقاءات مناسبة لاقبار بعض الشعارات الزائفة والدفع في اتجاه تبني الخيارات الواقعية، وليس احياء وإعادة إنتاج مقولات وخطابات مثل ” تقرير مصير الشعب الصحراوي”، والاحالة على قرارات لمجلس الأمن باتت متجاوزة”.
وكان قد أعرب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، هورست كولر، عن عزمه تنظيم جولة ثالثة من المحادثات بشأن نزاع الصحراء الغربية.حيث ذكر في بيان له، بأنه وبدعوة منه، شاركت وفود المغرب، والجزائر، والبوليساريو وموريتانيا في مائدة مستديرة ثانية يومي 21 و22 مارس / آذار بجنيف طبقا لقرار مجلس الأمن رقم 2440″.
وأكد كولر أن “الوفود انخرطت بلباقة وانفتاح وفي جو من الاحترام المتبادل كما أشادوا بالزخم الذي أطلقته المائدة المستديرة الأولى والتي عقدت في دجنبر من السنة الماضية، والتزموا بالاستمرار في الانخراط في المسلسل بطريقة جدية، ومحترمة. مضيفا أن الوفود اتفقت في هذا الصدد على مواصلة المحادثات، من أجل تحديد عناصر التقارب”.
وشدد المبعوث الأممي، على ضرورة شروع أطراف النزاع في الدخول في خطوات جريئة من أجل بناء الثقة، واعتبر ذلك عنصرا ضروريا لإحراز تقدم في الملف، موردا أن “ساكنة الصحراء تستحق أن ينتهي هذا النزاع”.
من جهته اعتبر مصطفى ولد سيدي مولود، ناشط حقوقي صحراوي ومعتقل سابق لدى قيادة البوليساريو، أن مائدة جنيف تعزز مكاسب المغرب في نزاع الصحراء على حساب خصومه. وقال في صفحته : “بعد اقبار الاستفتاء كآلية لحل نزاع الصحراء من مخطط التسوية، الاممي و تعويضه بحل سياسي مقبول للطرفين يكون واقعيا وعمليا ومستداما على اساس من التوافق وعادلا. جاء الدور على المفاوضات المباشرة و طرفي النزاع، فقد ورد في البيان الختامي للمائدة المستديرة التي اختتمت اليوم بجنيف، ذكر كلمة الوفود ( المغرب، البوليساريو، الجزائر و موريتانيا ) 7 مرات، مقابل ذكر كلمة الطرفين مرة واحدة.
فحسب البيان، يضيف ولد سيدي مولود، “فقد عقدت الوفود مناقشات معمقة حول كيفية التوصل الى حل سياسي مقبول للطرفين (….) و اتفقت الوفود على مواصلة النقاش من اجل تحديد عناصر التقارب، ما يعني تخلي الامم المتحدة عن مسألة االمفاوضات التي كانت تطالب بها البوليساريو و طرفي النزاع الذي كانت الجزائر تختبىء خلفه للتنصل من دورها في عملية السلام باعتبارها شريك في المشكل”.
وفي هذا الاجتماع جدد المغرب تأكيده على أن “مبدأ تقرير المصير يجب أن يراعي المعايير الواقعية والبراغماتية والاستدامة”، وذلك انطلاقا من قرارات مجلس الأمن التي تشير إلى “الحل السياسي الواقعي والعملي والمستدام، والذي يقوم على حل وسط”.كما جددت الرباط تشبثها بهذه المنطلقات وفق مبادرة الحكم الذاتي الذي تطرحها المملكة.
وأكد وزيرة الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أنه “لا أحد خلال المناقشات التي جرت على مدى يومين قدم دليلا على أن تقرير المصير وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي يعني الاستفتاء”، وجدد التأكيد أنه لا حل لنزاع الصحراء إلا في إطار السيادة المغربية.
من جهتها قالت جبهة البوليساريو: إن “الحالة الوحيدة التي يمكن أن تقبل بها بمقترح الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب، هي إذا أقره “استفتاء حر ونزيه صوّت فيه الصحراويون لحسم هذا الصراع الذي عمر طويلاً”. وأكد خطري أدوه رئيس وفد البوليساريو، أن “الجبهة مستعدة أن تقبل بالحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية والتخلي عن مطلب الانفصال إذا كان هذا القرار يعبر عن رغبة الشعب الصحراوي”.