شرق أوسط
بغداد “تأسف” لإغلاق القنصلية الأميركية في البصرة
– أعربت وزارة الخارجية العراقية السبت عن أسفها لقرار الولايات المتحدة إغلاق قنصليتها في مدينة البصرة بجنوب العراق، التي شهدت مؤخرا احتجاجات دامية على خلفية أزمة اجتماعية غير مسبوقة.
وطلب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الجمعة من جميع الموظفين غير الضروريين مغادرة البصرة ونقل الخدمات القنصلية إلى السفارة في بغداد.
وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد محجوب معلقا على الأمر السبت إن الوزارة “تأسف” لهذا القرار و”تؤكد أن العراق ملتزم بحماية البعثات الدبلوماسية الأجنبية المقيمة على أراضيه”.
ولفت محجوب إلى أن “الوزارة تهيب بالبعثات الدبلوماسية أن لا تلتفت لما يتم ترويجه لتعكير جو الأمن والاستقرار والإساءة إلى علاقات العراق مع دول العالم”.
وقال بومبيو الذي جعل التصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة من أهم أولوياته، إن الحكومة الإيرانية وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي يهددان الموظفين الاميركيين والمنشآت الأميركية، ووجه أصابع الاتهام إلى قوات موالية لإيران في “إطلاق النار غير المباشر”، وهو ما يعني عادة الصواريخ أو المدفعية، على القنصلية الأميركية.
من جانب آخر أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تحذيرا جديدا إلى رعاياها بعدم السفر إلى العراق، محذرة من “وجود مخاطر كبيرة باندلاع أعمال عنف وعمليات خطف”.
وفي وقت سابق هذا الشهر سقطت ثلاث قذائف هاون على المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد والتي تضم السفارة الأميركية، دون أن يؤدي ذلك إلى إصابات. ولم تعرف الجهة المسؤولة عن ذلك.
ولا تزال الولايات المتحدة حليفا قويا للعراق، خصوصا بعد دعمها له في دحر تنظيم الدولة الإسلامية من البلاد. لكن هذه العلاقة وإن بقيت مستقرة نوعا ما، شهدت تقلبات في السياسة منذ العام 2003 حين اجتاحت القوات الأميركية البلاد لإسقاط نظام صدام حسين.
وعلى المقلب الآخر، فإن العراق حليف لإيران، ويجد نفسه في خضم العلاقة المتوترة بين واشنطن وطهران.
وقال بومبيو “أبلغت حكومة إيران بأن الولايات المتحدة ستحمل إيران مسؤولية مباشرة عن أي أذى يلحق بالأميركيين أو بمنشآتنا الدبلوماسية في العراق أو في أي مكان آخر”.
ولإيران نفوذ كبير في العراق، وخصوصا في الجنوب ذي الغالبية الشيعة، رغم إحراق قنصليتها في وقت سابق خلال الاحتجاجات، من دون أن يسفر ذلك عن إصابات.(أ ف ب)