شرق أوسط
ماذا بعد التصعيد بين إسرائيل وحماس؟
ـ القدس ـ بدت كل من إسرائيل وحركة حماس على وشك الدخول في حرب جديدة الإثنين، على الرغم من إعلان الحركة الإسلامية وقفا لإطلاق النار لم تؤكد إسرائيل موافقتها عليه.
وتزيد التطورات على الأرض من مخاوف ارتفاع وتيرة العنف في الفترة التي تسبق الانتخابات التشريعية الإسرائيلية بعد أسبوعين.
ماذا حصل؟
أصيب سبعة أشخاص بينهم أطفال نتيجة سقوط صاروخ أطلق من جنوب قطاع غزة المحاصر على منزل شمال تل أبيب، العاصمة التجارية لإسرائيل، ودمره.
أطلق الصاروخ من على بعد 120 كلم، ويعتقد أنها أطول ضربة صاروخية بعيدة المدى تنطلق من غزة منذ حرب عام 2014 بين الدولة اليهودية وحركة حماس في غزة.
وقالت إسرائيل إن لديها أدلة حول مسؤولية حماس عن إطلاق الصاروخ.
ونفى مسؤول في حماس الأحد مسؤولية الحركة عن إطلاق الصاروخ، مشيرا إلى احتمال حدوث عطل تقني سببه سوء الأحوال الجوية بالمنطقة.
وردت إسرائيل على الصاروخ باستهداف عشرات المواقع لحماس في غزة في وقت متأخر من يوم الإثنين، شملت تسوية مكتب رئيس الحركة إسماعيل هنية بالأرض وإصابة سبعة فلسطينيين.
وأطلق نشطاء فلسطينيون في غزة سلسلة من الصواريخ باتجاه إسرائيل.
وفي وقت متأخر الإثنين، أعلنت حماس عن وساطة مصرية لوقف إطلاق النار، الأمر الذي لم تؤكده إسرائيل.
وشهدت الليلة الماضية تنفيذ غارات إسرائيلية على القطاع وإطلاق صواريخ من غزة.
اللعب بالنار
بعد ثلاث حروب خاضتها إسرائيل وحماس منذ عام 2008، يبقى احتمال نشوب حرب جديدة واردا.
وتحمل إسرائيل حماس مسؤولية أي عملية إطلاق نار من غزة. ويعتقد أن الجماعة الإسلامية وحليفها الجهاد الإسلامي فقط لديهما مثل هذا النوع من الصواريخ البعيدة المدى.
وهي المرة الثانية منذ شهر التي تطلق خلالها صواريخ بعيدة المدى من غزة. وكانت حماس قالت إن إطلاق صاروخين في المرة الأولى في اتجاه تل أبيب كانت خطأ.
ويقول المحلل السياسي في غزة عمر شعبان “حماس ليست معنية بالتصعيد، ولهذا السبب تحدثوا فورا مع المصريين”.
ومصر هي الوسيط التقليدي بين الجانبين وتوسطت في التهدئة السابقة.
ويضيف “تعتقد حماس أن “الطريقة التي ردت فيها إسرائيل (حتى الآن) كافية، إنها داخل حدود اللعبة”.
ماذا سيفعل نتنياهو؟
حاليا، لا يبدو أي من الطرفين معنيا بنشوب صراع كامل، على الرغم من تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في وقت مبكر الثلاثاء أن جميع الخيارات مطروحة.
وقال “على حماس أن تعلم أننا لن نتردد بالدخول واتخاذ جميع التدابير اللازمة بغض النظر عن أي شيء”.
وعاد نتنياهو من الولايات المتحدة اليوم محققا إنجازا كبيرا يتمثل باعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.
وكرّر في رسالة عبر مؤتمر بالفيديو وجهها الى المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك)، وهي مجموعة ضغط مؤيدة لإسرائيل، الملتئمة في واشنطن، “يمكنني أن أقول لكم إننا على استعداد لفعل ما هو أكثر بكثير، وسنقوم بكل ما في وسعنا للدفاع عن شعبنا والدفاع عن دولتنا”.
ومن المرجح أن تحدد الساعات القادمة الخطوات التي سيتخذها نتانياهو وإمكانية تصعيد الموقف من عدمها.
ويقول أستاذ العلوم السياسية في مركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية جوناثان رينهولد لوكالة فرانس برس، إن على نتانياهو تحقيق توازن صعب لإرضاء قاعدته اليمينية مع تجنب الحرب.
تأثير الانتخابات
يواجه نتانياهو الذي يقود الحكومة التي تعتبر الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل تحديا كبيرا في الانتخابات التشريعية المقبلة من خصمه وقائد الجيش السابق بيني غانتس.
ويخشى نتانياهو خسارة أصوات إذا عبّر عن ضعف، ولكنه يعرف أيضا أن النصر القصير المدى شبه مستحيل.
ويقول رينهولد “المشكلة حاليا تكمن في إمكانية خسارته بعض الدعم في حال لم يرد بقوة”.
لكن نتنياهو قد يعاني سياسيا أيضا “إذا قرر التصعي، ما يعني نزول الإسرائيليين إلى الملاجئ هربا من القذائف”.
ويقول محلل الشؤون الإسرائيلية-الفلسطينية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية هيو لوفات “يركز نتانياهو على أوراقه الأمنية التي قد تلحق به الضرر في صناديق الاقتراع وتدفعه إلى رد فعل أقوى”.
ويقول شعبان “إن حماس أيضاً تسير على حبل مشدود”.
وتحاصر إسرائيل قطاع غزة بشكل كامل لمدة أكثر من عقد. وحاولت حماس منذ أشهر استغلال الاحتجاجات المتواصلة على طول الحدود منذ حوالى سنة، لإجبار نتنياهو على تقديم تنازلات.
في تشرين الأول/نوفمبر، وافقت إسرائيل على السماح لمساعدات قطرية بدخول غزة، ما ساهم في إرساء هدوء نسبي.
وتكثفت الاحتجاجات المطالبة برفع الحصار مرة أخرى في الأسابيع الأخيرة.
واستشهد نحو 258 فلسطينيا في مواجهات خلال ما يسمى ب”مسيرات العودة” في القطاع المحاصر. وقتل جنديان إسرائيليان في هذه الاحتجاجات.
ويقول شعبان “حماس لا تريد خوض الحرب لكنها تريد الضغط على نتنياهو لتحصيل المزيد من المكاسب”.
وتصادف يوم السبت المقبل الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة، ومن المتوقع أن يحتشد آلاف الفلسطينيين مرة أخرى على طول الحدود وسط المخاوف من تصعيد جديد. (أ ف ب)