أقلام يورابيا

“نهاية كوكب إفتراضي”

سمر نادر

سمر نادر

لا تخلو الحياة من لمحة جنون ، لا يخلو العالم من لحظات استثنائية تقلب المعايير والمقاييس وتحوّل الافتراض حقيقة و الحقيقة إفتراض.
ومن لمحات الجنون تلك التي اجتاحت صفحات عالمنا الازرق الافتراضي في أول الشهر الفائت وكأننا نواجه نهاية الكوكب فأنهالت عواصف ال “لايك” ، زمجرت براكين ” الدعم ”
وجرف الطوفان الاول “الاينبوكس” بملايين الرسائل الهستيرية لإنقاذ سفينة “الفيس” من الغرق ونجدة الحسابات الالكترونية من الخرق والضياع والتهكير ..
قامت الدنيا ولم تقعد لليلة كاملة ، كل ذلك بسبب تحديث أو ربما تجديد في البرمجة أو حتى خلل في إدارة “فيسبوك ” ما أشعل فضاءات الميديا والمواقع الالكترونية بنيران الخوف والهلع وكأن غزاة من العالم الخارجي يخترقون فضاءنا للقضاء علينا …
الوحيد الذي لم يتأثر بما يدور حولنا هو العملاق الاصفر أي الصين ربما وعى الصينيون قبل غيرهم المخاطر المحدقة بنا فأقفلوا على أنفسهم ومنعوا عن بلادهم كل ما يتعلق بالفيس وغوغل وآبل حفاظا”على عدم تشتت حياتهم وعلى سرية قدراتهم و عظمة اسواقهم الصناعية والتجارية.

امام هذا الامتداد التكنولوجي الرهيب الذي ألغى الحدود بين الانسان والحاسوب فأصبحنا بنقرة واحدة نؤسس لعلاقة تفاعلية بيننا وبين عالم التكنولوجيا ، بنقرة ثانية نؤسس لصداقة وعلاقة قد تتحول لمعرفة شخصية (أو ربما أكثر) بيننا وبين أي انسان آخر من الكرة الارضية ،و قد يحل وقت ما بنقرة مفاجئة يدمر “مارك زوكربيرج” أساساتنا وعلاقاتنا كلها ويُلغي كل شيء.
فهل أصبحنا تحت سيطرة رجل قادر أن يهز العالم الالكتروني وعقولنا وقلوبنا بلمسة؟؟؟
حوالي ملياري مستخدم مع جميع بياناتهم وال “داتا” خاصتهم ،حواسهم ، مشاعرهم، احلامهم، وخيالهم كلها عرضة للذوبان والتبخر بثوانٍ
فهل وصلنا الى نقطة اللاعودة ودخلنا مرحلة جديدة أكثر تطورا” من “حرب النجوم الماركية ” للسيطرة على العالم.

أمام هذه الطفرة الرهيبة لتعلقنا بالآلة التي شلّت أفكارنا وبرمجت عقولنا وفق شروطها هل أصبحنا رهائن و عبيد لها !؟
والى أين سنصل في المستقبل مع قطار التطور الالكتروني الذي انطلق بنا وما من كوابح له.
فأي مصير تنتظره شعوب باتت تحكمها الآلة؟
هل وصلنا الى زمن الكارثة ؟؟ زمن كارثي يُهيمن فيه الذكاء الآلي الاصطناعي علينا فهل سيأتي يوم يفوق ذكاء الالة عقولنا؟
وأي تحدٍ ستواجهه البشرية لو خرج التطور الآلي عن نطاق السيطرة يوما”!؟

تخيلوا لو يأتي يوم تُعكس به الادوار …
“الآلة تبرمج الانسان
وتسيطر على حياته”
“الآلة تحسم المصير وفق إيقاعها وتُنهي العالم”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق