السلايدر الرئيسيثقافة وفنون

50 فناناً في سجن هارلم.. و “غالية بن علي” من بينهم (صور)

– أمستردام – دعي خمسون فناناً من مختلف أنحاء العالم لقضاء 24 ساعة في سجن «Koeplgevangenis»
الشهير في هارلم “Haarlem ” على بعد 20 دقيقة من أمستردام في هولندا.
بني هذا السجن الذي يوصف بالمعجزة المعمارية عام 1901 كسجن وظل حتى عام 2016 ، قبل أن يصبح مخيمًا لطالبي اللجوء، أما اليوم فقد أغلق تماماً حيث سيتم إعادة تأهيله وتحويله مطلع العام القادم ليكون جامعةً ومركزاً ثقافياً لتبادل الأفكار والتجارب.

ومع مطلع العام يفتح السجن أبوابها للطلاب ممن جاؤوا للدراسة أو العزف على الموسيقى الحية أو الإقامة في أجواء هادئة أو التجول في الأفنية التاريخية تحت قبة كوبولا الشهيرة، حيث من المعد أن تكون جامعة هارلم في قلب مركز متعدد الأغراض للتعليم والفنون والثقافة وريادة الأعمال المعاصرة.
وقد بدأت الجهات المنظمة التعريف بهذا الصرح المعماري العريق، والذي استخدم لأغراض متعددة، ودعي إليه الكثير من الفنانين والموسيقيين حول العالم.
المغنية التونسية العالمية غالية بنعلي كانت النزيلة رقم 26 في هذا السجن من يوم ٢٢ ليوم ٢٣ سبتمبر الماضي، بنعلي التي أسست تجربتها على الاختلاف بالأصل لبت الدعوة لأن تكون ضمن خمسين فناناً يعيشون التجربة ويقدمون عروضاً كلٌ حسب اختصاصه، وفي هذا تقول: “التجربة في غاية الأهمية والحساسية. في الخارج أنا باستمرار مع «الآخرين» أنا هنا، في مكان ما مجهول جداً أعيش دواخلي بصمت وهدوء، دون أن أعيش الحياة اليومية بتفاصيلها: أن أتصرف ، أفعل ، أدعّي، أتفاعل، أعطي رأيي، أطبخ، أنظف، أكون ودودة، الخ.. لقد شعرت بالتعب من مجرد الفكرة، ثم شعرت بالراحة والإثارة وأهمية التجربة”.
تضيف بنعلي: “منذ أن دُعيت لأكون «سجين» بدأت باستكشاف كل أنواع الأفكار وتصور أي نوع من العمل أقوم به في هذا المشروع. الوضع كان غريباً وجديداً وبدأت المخاوف تنتابني، كنت بحاجة إلى إبقاء الأمور في السيطرة. وظننت أنني سأعمل وأختبر إحساسًا جديدًا بالحرية بعد أن أكون لوحدي في الزنزانة، ولكن عندما بدأت التجربة لاختبر أحاسيسي فقدت السيطرة بعد بضع ساعات شعرت بـ “الحضور” في الزنزانة … كانت التجربة قوية جدًا لدرجة أنني فقدت السيطرة على أعصابي… وتغيرت خططي التي كنت أفكر بها”.


117 عام من اللاوجود!
لقد استقبل هذا المكان السجناء والنزلاء لمدة 117 عاماً، سجناء من كل مكان وجنسية ولون ومعتقد ولكنهم هنا تقاسموا مصيرًا مشتركًا واحدًا، فقد تمت إعادة تسمية كل منهم بـ “0.26”.

تقول بنعلي ل : “في الآونة الأخيرة كنت بحاجة إلى أخذ استراحة من الآخرين. في الواقع كنت بحاجة لأن أكون مع نفسي. لبعض الأسباب، ولكني فشلت وأنا هنا أن أكون وحدي، كنت محاطة بكل النزلاء السابقين، بأرواحهم بروائحهم بآثارهم وخطوطهم على الجدران، إنهم جميعاً هنا يقاسمونني الغرفة، حدثوني وحدثتهم ولكنهم تحفظوا على سبب حبسهم ولم يعترفوا بالذنب أبداً..”.

غالية بن علي التي توقع دائماً بهاشتاغ عرفت به من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وهو: الأرواح التي لا ينقطع وصلها “#Never_disconnected_souls ” سوف تقيم معرض رسم وتغني بين الفنانين. ومن بين القصائد التي سوف تغنيها نصاً للشاعر السوري هاني نديم جاء فيه:

لم أخنك اليوم يا أبتِ
ولا رميت بلوح الوصايا

إنما الشعراء
حاكوا لي كنزةً
وحكايةً
وأنا
أُجَـنّ على الحكايا

رسموا على جدار السجن
نافذةً
وطرتُ
شقوا البحر نصفينٍ
فـ..سرتُ

وبنصف البحر يا أبتي..
بنصف اليمّ والغرقِ
بأحزاني
غرقتُ

يذكر أن حفلاً فنياً ومعرضاً سوف يقام برعاية Stichting Panopticon Cityscapes Foundation & يوم الجمعة الموافق لـ 5/10/2018 وسيقام الحفل في قبة كوبولا في سجن هارلم نفسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق