السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
الحرية… “يوم الشعب” …”مكاش الخامسة يا بوتفليقة” لحن الحراك الشعبي في الجزائر
نهال دويب
ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ أثلجت المظاهرات الشعبية بالجزائر، صدور جماهير الشباب الذي أبهروا العالم بسلميته، فكانوا روادا للحرية والرقي وبناة لركائز الحضارة المزدهرة، وحولوا شبح الفقر وكابوس البطالة التي باتت تنخر العمود الفقري للمجتمع الجزائري إلى أحلام جديدة على أمل تحقيقها هذه المرة وتبقى بذلك القديمة حبيسة أدراج الذاكرة.
وألهب مجموعة من الشباب والفنانين الحراك الشعبي، بمجموعة من الأغاني تعودوا على ترديدها في مدرجات الملاعب يعلنون من خلالها عن رفضهم للأوضاع السائدة في البلاد بطريقة ساخرة وتهكمية.
ولعل أبرز أغنية صنعت الحدث على موقع التواصل الاجتماعي كانت مباشرة بعد إعلان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عن ترشحه لولاية رئاسية خامسة، وتحولت إلى شعار صدحت به حناجر المتظاهرين في الجمع الأولى من المسيرات السلمية التي عرفتها البلاد تتمثل في “جيبو البياري وزيدو الصاعقة، مكاش الخامسة يا بوتفليقة” في إشارة إلى استنجاد النظام بالقوات الخاصة لتفكيك الحراك.
وسجلت الأغاني الرياضية التي يهز بها الشباب مدرجات الملاعب المعروفة بتسليطها الضوء على معاناة الشعب الجزائري وهمومه التي لا تنتهي وتؤرق حاضره ومستقبله، حضورا قويا في المسيرات المليونية التي تشهدها البلاد منذ 22 فبراير / شباط الماضي على غرار “بابور اللوح” (سفينة الخشب ) هذه الأغنية تتضمن كلمات مؤثرة للغاية تروي مآسي الشاب الجزائري وتبدأ بالقول “أوو أوو أوو مارانيش قادر نحمل هاذ لعذاب والزمان يطول عليا (لست قادرا أن أتحمل هذا العذاب والزمن يطول علّي)، (كل ما فعلته لم يصلح رغم أنّ تفكيري صائب)”.
وتقول أيضا ” لمعيشة هاديا ونقول خلاص والغلطة نعاودها 1000 مرة، هذي المعيشة فراغ ” أي ” أتجاوز هده المعيشة وأقول انتهى والخطأ أعيده ألف مرة هذه المعيشة فراغ “، وتضيف ” خليني نروح قلبي مجروح، خليني نروح في بابور اللوح ” أي ” دعني أهاجر، قلبي مجروح، دعني أذهب في سفينة من الخشب”.
كما تضيف: ” الحكاية تكبر، ما لقيتلهاش حساب، لفراق تحتم زاد داني، ما نقدرش نولي، ياك تعرفي الجواب، (الحكاية تكبر، لم أجد لها حلاّ، الفراق أصبح محتما، وأكثر من ذلك أنه أخذني، لا أستطيع العودة، تعرفين الجواب).
وتستطرد: “ابني لحباس، لمرا تخدم، والشبيبة راقدة (شيدّ السجون، المرأة تعمل والشباب نائم “، في إشارة واضحة لنظام الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
وتختتم: ” خليني نروح في بابور اللوح (دعني أذهب في سفينة من خشب)، أوو أوو أوو “.
وأغنية أخرى زعزعت قصر الرئاسة وصنعت الحدث بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي ورددها شباب في مسيراتهم الثائرة ” مكاش الرايس، كاين تصويرة ” أي ” الرئيس غير موجود، صورته الموجودة فقط “.
وأطلق فنانون جزائريون العنان لابداعاتهم وراحو يروون حياة البؤس والفقر التي تطارد كل شاب جزائري على غرار الأغنية التي أطلقها مغني الراب الجزائري المقيم في فرنسا ” سلوكينغ ” إسمه الحقيقي عبد الرؤوف دراجي، أغنية مصورة بعنوان ” ليبرتي ” أي ” الحرية باللغة العربية.
وحققت الأغنية نسبة مشاهدة عالية فاقت 35 مليون مشاهدة على موقع يوتوب، وتفاعل معها الجزائريون بقوة وتحولت إلى شعار في المظاهرات.
وتقول بعض مقاطعها “الحرية، الحرية، الحرية هي في القلوب قبل كل شيء، الحرية لا تخيفنا، ونعتذر إن وجدنا، يظهر أنّ السلطة تشترى وما يبقى لنا سوى الحرية، إذا تكرر السيناريو فسنكون على موعد مع العرس، ارحلوا من فضلكم، أقولها لكم بلطف”.
وأصدر من جهة أخرى مجموعة من الشباب لم يكشفوا عن هويتهم، أغنية ” يوم الشعب ” يعلنون فيها دعمهم للحراك الشعبي ويرفضون استمرار الرئيس بوتفليقة.
وتقول الأغنية التي حققت نسبة مشاهدة عالية في بعض مقاطعها ” أمي أولادك متحضرين طالبين الديمقراطية، خذي الورد والياسمين في مسيرة سلمية ” في إشارة منهم إلى الورود البيضاء التي وزعت على مصالح الأمن في المسيرات الأولى من الحراك والتي رد عليها رئيس الوزراء الجزائري السابق أحمد أويحي بالقول ” حتى في سوريا بدأت بالورود”. وتضيف الأغنية الشعب يقول حرروا الجزائر والنظام لم يفهمه، عشرون سنة وما شبعتوش (لم تشبعوا) يوم الشعب، حرروا الجزائر”.