أوروبا
الاخطاء السبعة التي أوصلت بريكست الى مأزق
ـ لندن ـ تبدو المملكة المتحدة منذ أشهر دولة تتخبط في الفوضى غير قادرة على معرفة ما تريده للخروج من الاتحاد الاوروبي، وهو موضوع يرتدي أهمية تاريخية ووجودية للبلاد التي تتجه من إرجاء الى إرجاء لموعد بريكست.
في ما يلي الأخطاء المتتالية في الحسابات التي أوصلت الى المأزق الحالي:
ديفيد كاميرون
اعتقد رئيس الوزراء السابق المحافظ ديفيد كاميرون المؤيد للبقاء في الاتحاد الاوروبي، أن بامكانه حل مسألة انقسام حزبه حول هذا الموضوع بشكل نهائي عبر استفتاء اقترح تنظيمه فيما كان في تحالف مع الليبراليين الديموقراطيين وكان متأكدا آنذاك بان المؤيدين لاوروبا سيعارضون ذلك. لكنهم منيوا بهزيمة في الانتخابات التالية، ووجد كاميرون نفسه وحيدا ليدير هذه المسالة مرغما على الوفاء بوعده عبر تنظيم هذا الاستفتاء حول بريكست المحفوف بالمخاطر في 23 حزيران/يونيو 2016.
الحزب العمالي
انتخب ابرز حزب معارض الذي يفترض أنه مؤيد لاوروبا، في ايلول/سبتمبر رئيسا مشككا بأوروبا هو جيريمي كوربن، المرشح الذي لم يكن أحد يتوقع فوزه لانه يمثل التيار اليساري في حزب العمال. وقاد كوربن حملة من دون حماس من أجل البقاء ضمن الاتحاد الاوروبي، وكانت النتيجة أن صوت البريطانية مع الطلاق من الاتحاد الاوروبي.
تيريزا ماي
قررت رئيسة الوزراء أن تفعل سريعا بعد وصولها الى السلطة المادة 50 التي تنص على مهلة سنتين لتنظيم خروج البلاد من الاتحاد الاوروبي، وهي مدة قصيرة نسبيا لعملية بمثل هذا التعقيد. لكنها تمسكت بموعد محدد وادرجته قانونيا، هو 29 اذار/مارس 2019. لكن سوء تقدير صعوبة هذه المهمة أدى الى طلبي ارجاء لموعد بريكست.
تيريزا ماي
ارتكبت تيريزا ماي خطأ الدعوة الى انتخابات مبكرة في حزيران/يونيو 2017 بهدف تقوية موقعها من أجل تمرير مشروع بريكست. لكنها خسرت غالبيتها المطلقة في البرلمان واضطرت لتليين الاتفاق الذي توصلت اليه حول بريكست، والتحالف مع حزب صغير هو حزب الوحدويين الايرلندي الشمالي الذي أدت مواقفه حول الاتحاد مع بريطانيا، المسألة الوجودية بالنسبة اليه، الى افشال اتفاقها حول بريكست الذي رفض ثلاث مرات في البرلمان.
تيريزا ماي
حددت منذ البداية الخطوط الحمر للمحادثات مع الاتحاد الاوروبي- الخروج من الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة- وتعثرت سريعا حول عقبة كبيرة: مصير الحدود بين جمهورية ايرلندا العضو في الاتحاد الاوروبي وايرلندا الشمالية، المقاطعة البريطانية. وعدم التشاور بشكل كاف حول موضوع بمثل هذه الاهمية مع المعارضة العمالية ساهم أيضا في الوصول الى طريق مسدود.
مؤيدو بريكست
تصر الشريحة المعارضة بشدة للاتحاد الاوروبي ضمن حزب المحافظين على بريكست بدون تنازل يؤدي الى خروج البلاد بشكل صريح وإطلاق يدها في التجارة الدولية والتخلص من اي رابط مع الاتحاد الاوروبي، وصوتت بانتظام ضد اتفاق الخروج من الاتحاد الذي ابرمته زعيمة المحافظين مع الاتحاد الاوروبي. وفي النهاية فإن الطلاق الكامل الذي يريدونه أرجىء ويمكن أن يتم تخفيف حدته كثيرا.
النواب
أراد النواب استعادة السيطرة على مسار عملية بريكست وأجروا سلسلة عمليات تصويت تهدف الى تحديد موقف يحظى بغالبية يحدد سبل الخروج. لكنهم لم يتمكنوا من الاتفاق على ذلك بعد جلستين شهدتا الرد على سيناريوهات محتملة مختلفة لبريكست. (أ ف ب)