شرق أوسط
الرئيس المصري يؤكد على ضرورة التحرك العاجل لوقف تدهور الأوضاع في ليبيا
ـ القاهرة ـ أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، على ضرورة التحرك العاجل وتكاتف جهود المجتمع الدولي لوقف تدهور الوضع في ليبيا وتدارك خطورته، لاسيما أن عامل الوقت يعد حاسماً للغاية، ولتقويض انتشار التنظيمات المتطرفة.
وفي هذا الصدد، أشار الرئيس السيسي إلى دعم مصر لإعادة بناء المؤسسات الوطنية الليبية وجهود توحيد المؤسسة العسكرية، حسبما أفاد المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية السفير بسام راضي.
جاءت تصريحات السيسي خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في حضور وزير الخارجية المصري سامح شكري ورئيس المخابرات العامة عباس كامل، ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، والسفير الروسي في القاهرة.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي أعرب خلال اللقاء عن اعتزاز مصر بعلاقاتها مع روسيا، والحرص على تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات، فضلاً عن أهمية تكثيف التشاور والتنسيق حول مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، خاصة في ظل التحديات التي الراهنة فى المنطقة وجهود البلدين لاستعادة الأمن والاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا الشأن، أعرب الرئيس المصري عن مواصلة العمل والتنسيق مع روسيا للوصول إلى تسوية سياسية للأوضاع في سورية، وكذلك احتواء خطر العناصر الإرهابية هناك فيما يعرف بالمقاتلين الأجانب والحيلولة دون انتقالهم إلى مناطق إقليمية أخري.
وقد أكد وزير الخارجية الروسي تثمين بلاده للجهود المصرية فيما يخص مجمل قضايا المنطقة، معرباً عن حرصها على التوصل إلى حلول سياسية لمختلف تلك القضايا بما يساهم في استعادة الأمن والاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط.
وفي سياق متصل، أشار لافروف إلى اهتمام روسيا بمواصلة التشاور وتبادل الرؤى مع الرئيس المصري بشأن مختلف القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وذلك في ضوء التعاون الوثيق القائم بين الجانبين.
وفيما يتعلق بالتعاون الثنائي، ذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد استعراضًا لعدد من الموضوعات في هذا الإطار، حيث أكد الرئيس السيسي سعي مصر لترسيخ الشراكة مع روسيا في المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية، وهو ما تجسد في بلورة عدد من المشروعات الهامة، مثل مشروع محطة الضبعة النووية، والمنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس.
ونوه المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس السيسي ناقش مع لافروف موضوع استئناف حركة الطيران بين المدن الروسية ومدينتي شرم الشيخ والغردقة، وتطلع مصر لقيام الجانب الروسي بالانتهاء من هذه المسألة قريباً.
وعلى صعيد الشق الأمني ومكافحة الإرهاب، تم خلال اللقاء مناقشة سبل تعزيز الجهود الثنائية المشتركة لمكافحة الإرهاب، حيث استعرض الرئيس المصري الرؤية المصرية في هذا الشأن، وخطورة مسألة قيام بعض الجهات والدول بتقديم الدعم والمساندة للجماعات والمنظمات الإرهابية.
من جانبه، أكد لافروف على تأييد روسيا للجهود المصرية الجارية في مجال مكافحة الإرهاب، وعزمها مواصلة التنسيق والتعاون بين البلدين في هذا المجال على مستوي الأجهزة والمؤسسات المعنية.
وعلى صعيد التعاون الثلاثى في القارة الأفريقية، شهدت المباحثات استعراض فرص التعاون بين البلدين في هذا السياق، في ضوء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي، ودعوة روسيا لعقد قمة أفريقيا – روسيا في تشرين أول/أكتوبر المقبل، والتي يسبقها منتدى الأعمال الأفريقي – الروسي.
كما تطرقت المحادثات إلى آخر المستجدات على صعيد القضايا الإقليمية، خاصة تطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام، وقد أكد الرئيس السيسي في هذا الإطار الموقف المصري الثابت بحل الدولتين وفقاً للمرجعيات الدولية، الذى يعد الحل الأمثل لإحلال السلام والتهدئة في منطقة الشرق الأوسط. (د ب أ)