شرق أوسط
نتانياهو وغانتس يطلقان الوعود الأخيرة قبل الانتخابات الإسرائيلية
ـ القدس ـ سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى تحفيز مؤيديه عشية الانتخابات التشريعية المقررة الثلاثاء، من خلال تحذيرات ووعود مثيرة للجدل، في حين حث منافسه الوسطي الناخبين على توجيه رسالة الى رئيس الوزراء مفادها أن البلاد لم تعد تتحمّل.
ويأمل نتانياهو في أن يفوز في الانتخابات المقبلة للمرة الخامسة وأن يستمر في منصب شغله لمدة 13 عاما على الرغم من اتهامات الفساد التي تلاحقه، في وقت يشكل منافسه رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس تهديدا حقيقيا لطموحاته.
وأمضى المرشحان الساعات الأخيرة من حملاتهم الانتخابية في حث الناخبين على التصويت من خلال استراتيجيتين مختلفتين: فبينما حذر نتانياهو الناخبين من أن الليكود مهدّد بالخسارة لتشجيعهم على التصويت، شدّد غانتس على أن إسرائيل على وشك إحداث تغيير تاريخي.
وتظهر استطلاعات الرأي أن كلا من حزبي المرشحين، الليكود وأزرق أبيض، سيحصل على عدد متقارب من المقاعد في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا.
وبالتالي، لن يحصل أي من الحزبين على الأغلبية المطلقة وقد يحتاجان إلى تشكيل ائتلاف. وفي حال بقيت توجهات الناخبين على حالها، سيكون نتانياهو أوفر حظا للقيام بذلك بفضل الأحزاب اليمينية الصغيرة المتحالفة معه.
وتشير التجارب السابقة إلى عدم دقة استطلاعات الرأي، علما أن العديد من الناخبين لم يحسموا رأيهم بعد.
وينظر إلى ادعاءات رئيس الوزراء باحتمال خسارة الليكود على أنها طريقة لضمان نزول مؤيديه الى مراكز الاقتراع والتصويت في الانتخابات.
رجل دولة أساسي
وكان نتانياهو وجه نداء إلى اليمين تضمن تعهدا مثيرا للجدل بضم المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
وإذا نفذت عملية الضم على نطاق واسع، فستنهي بالفعل آمال حلّ الدولتين مع الفلسطينيين.
وقال نتانياهو الأحد في مقابلة إنه أطلع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تعهده هذا. ومن المتوقّع أن تكشف واشنطن النّقاب عن خطتها للسّلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بعد الانتخابات الإسرائيلية الثلاثاء.
وقال نتانياهو خلال المقابلة “سأطبّق السّيادة (الإسرائيليّة) من دون التمييز بين الكُتل الاستيطانيّة (الأكبر) والمستوطنات المعزولة”.
وأضاف نتانياهو في إطار استراتيجيته لإطهار نفسه كرجل دولة أساسي في إسرائيل: “من يستطيع أن يفعل هذا؟”.
وتابع “من يمكنه الوقوف أمام العالم؟ من يمكنه الوقوف أمام الكونغرس الأمريكي، من يمكنه تحريك الرأي العام في هذا الاتجاه؟”.
أما خصمه بيني غانتس، فوصف تصريحات رئيس الوزراء بالمحاولة “غير المسؤولة” للحصول على أصوات الناخبين المؤيدين لليمين.
وقال غانتس إنه يفضل اتفاقية سلام مدعومة دولي، تظهر إسرائيل خلالها تمسكها بالكتل الاستيطانية في الضفة الغربية مع احتفاظها بالسيطرة الأمنية على الأراضي المحتلة.
وسلط رئيس هيئة الأركان السابق الضوء على رصيده الأمني، مشيرا إلى أنه سينهي الانقسامات التي تفاقمت في عهد نتانياهو.
وقال غانتس لإذاعة الجيش الإسرائيلي الإثنين “هناك حاجة وفرصة للتغيير”. وأضاف “على إسرائيل أن تختار بين الطريق للوحدة وبناء العلاقات والأمل أو التطرف”.
“مطاردة سحرة”
وسعى المرشحان إلى أن تكون حملتيهما الانتخابيتان نموذجيتين، فقاد غانتس الأحد دراجة نارية خلال سباق، في حين زار نتانياهو الإثنين سوق “محنيه يهودا” المركزي غرب القدس المحتلة.
وفي حال تحققت آمال نتانياهو، سيكون في طريقه للتقدم على ديفيد بن غوريون، أحد الآباء المؤسسين لإسرائيل والذي بقي في منصب رئيس الوزراء حوالى 14 عاما، لكنه سيبقى يواجه احتمال أن يصبح أول رئيس وزراء حاكم توجه له اتهامات.
وأعلن المدعي العام الإسرائيلي قراره توجيه لائحة اتهام الى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في قضايا تلقي رشوة واحتيال وخيانة الأمانة.
وانتهز معارضو رئيس الوزراء الاتهامات ليقولوا إن نتانياهو البالغ من العمر 69 عامًا قد ضل طريقه ويجب أن يرحل.
لكن نتانياهو أصرّ على التحدي، ووصف التحقيقات بأنها “مطاردة سحرة”، وندد بالصحافيين الذين يقومون بالإبلاغ عنها.
وبالرغم من التهديد بتقديم لائحة اتهام ضده، فقد نجح في بناء سمعة جيدة كضامن لأمن إسرائيل ونموها الاقتصادي.
وتحدث رئيس الوزراء مراراً وتكراراً عن اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمدينة القدس المتنازع عليها كعاصمة لإسرائيل وسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان باعتبارهما من أهم إنجازاته.
وسعى غانتس إلى تقوية موقعه في مواجهة نتانياهو من خلال التحالف مع اثنين آخرين من رؤساء الأركان السابقين في الجيش ووزير المالية السابق يائير لابيد. (أ ف ب)