كواليس واسرار
المراحل التالية بعد الانتخابات التشريعية الإسرائيلية
ـ القدس ـ يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في طريقه لولاية خامسة بعد أن أكدت نتائج الانتخابات التشريعية شبه النهائية الأربعاء أن حزبه سيكلف تشكيل حكومة ائتلافية
ماذا الأن؟
يعتبر نتانياهو المرشح الوحيد الذي لديه أمل حقيقي في بناء تحالف فعال، وذلك بفضل حزب الليكود الذي يترأسه، وبمساعدة الأحزاب اليمينية الصغيرة التي ستحصل مجتمعة على نحو 65 مقعدا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا.
وسيقوم الرئيس الإسرائيلي رؤوفين رفلين بمشاورة جميع الأحزاب، وبعدها من المتوقع أن يدعو نتانياهو لتشكيل ائتلاف حكومي خلال 42 يوما.
وبالإضافة إلى حلفائه الطبيعيين، قد يدعو نتانياهو منافسه الرئيسي في التحالف الوسطي “أزرق وأبيض”، للانضمام إليه ليضيف 35 مقعدا إلى غالبيته، لكنه يبقى احتمالا صعبا.
ويواجه نتانياهو احتمالات أن يصبح أول رئيس وزراء يوجه الاتهام إليه بالفساد وهو في الحكم.
وأعلن المدعي العام الإسرائيلي أنه ينوي توجيه لائحة اتهام إلى نتانياهو بتلقي رشى والاحتيال وسوء الأمانة بانتظار استكماله استجوابات معلقة.
لكن اتهامه لا يُلزمه بالاستقالة، إلا في حال الإدانة وبعد استنفاده كل الاستئنافات.
ماذا عن غانتس؟
تسبب الانهيار الانتخابي لشركاء رئيس هيئة الأركان السابق وزعيم التحالف الوسطي “أزرق وأبيض” بيني غانتس باستبعاده عن تشكيل الحكومة لأنه غير قادر على جمع أكثر من 35 مقعدا، وذلك بعد فرز 97% من الأصوات.
أما حزب العمل فجاءت نتيجته مدوية عندما تراجع عدد المقاعد التي يشغلها في البرلمان من 24 في البرلمان السابق الذ تحالف فيه مع حزب “هاتنوعاه” الوسطي إلى 6 في البرلمان القادم.
واختير بيني غانتس رسميا زعيما للمعارضة في البرلمان.
ومن المتوقع صدور النتائج النهائية للانتخابات بعد ظهر الخميس، بعد الانتهاء من فرز أصوات الجنود وغيرهم من الفئات.
ماذا يمكن أن يتغير؟
إذا تم تأكيد النتائج الأولية للانتخابات، فمن غير المرجح أن يكون هناك أي تغيير رئيسي في السياسة المتبعة.
ارتفاع عدد مقاعد الحزبين المتشددين من 13 مقعدا في البرلمان السابق إلى 16 مقعدا في البرلمان القادم، سيؤدي إلى زيادة نفوذهما في الحكومة، وخاصة في مسائل الدين والدولة ولعل الجدل المحتدم حول ما إذا كان ينبغي على اليهود المتدينين أداء الخدمة العسكرية الإلزامية أفضل مثال على ذلك.
ماذا عن الفلسطينيين؟
تعهد نتنياهو في اللحظة الأخيرة قبل الانتخابات بضم المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وهي خطوة قد تنهي الآمال المتبقية في حل الدولتين إذا تم ذلك على نطاق واسع.
ليس هناك ما يشير إلى أن نتانياهو سيتراجع عن هذا التعهد بعد تشكيله الحكومة، فالسياسة الإسرائيلية انتقلت في السنوات الأخيرة إلى اليمين، الأمر الذي خيب آمال العديد من الناخبين من محاولات السلام الفاشلة مع الفلسطينيين.
وقد تبع اتفاقية أوسلو التاريخية الموقعة في تسعينات القرن الماضي، انتفاضة ثانية دموية.
وأعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن أمله في أن تأتي نتائج الانتخابات الإسرائيلية ب”السلام”، في حين صرحت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي الأربعاء في بيان قائلة “إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية أكدت على الإمعان في تفشي العنصرية والتطرف”.
وأضافت “إن الناخب الإسرائيلي اختار السياسة الراهنة القائمة على القتل والضم والسرقة واضطهاد الشعب الفلسطيني وانتهاك حقوقه ومقدراته”. (أ ف ب)