العالم
أكثر من 1200 قتيل في الزلزال والتسونامي في إندونيسيا
– لقي أكثر من 1200 شخص حتفهم في كارثة الزلزال والتسونامي في جزيرة سولاويسي الإندونيسية فيما تعهدت الشرطة التصدي لعمليات النهب التي يقوم بها ناجون مستغلين حالة الفوضى.
ووردت معلومات عن إطلاق الشرطة عيارات تحذيرية وغاز مسيل للدموع لوقف عمليات نهب المتاجر في بالو المدينة الساحلية التي اجتاحتها أمواج التسونامي عقب زلزال بلغت شدته 7,5 درجات.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو مئتي ألف شخص بحاجة لمساعدة عاجلة بينهم عشرات الآلآف من الأطفال.
ويواجه الناجون العطش والجوع وسط ندرة المواد الغذائية ومياه الشرب، فيما تغصّ المستشفيات بأعداد الجرحى.
وقالت الشرطة الثلاثاء إنها تغاضت في السابق عن قيام ناجين بأخذ مواد غذائية ومياه من متاجر مقفلة، لكنها الآن قامت بتوقيف عشرات ممن سرقوا أجهزة كمبيوتر وأموال.
وقال نائب قائد الشرطة الوطنية آري دونو سوكمانتو “في اليوم الأول والثاني لم يفتح أي متجر أبوابه بالتأكيد. شعر الناس بالجوع. والبعض كانوا في حاجة ماسة. وتلك ليست مشكلة”.
وأضاف “لكن بعد اليوم الثاني، بدأت المواد الغذائية بالوصول، وبانتظار توزيعها. والآن نقوم بفرض القانون”.
وتابع “هناك أجهزة للصرف الآلي. وهي مفتوحة (…) إذا عمد الناس إلى السرقة نقبض عليهم ونقوم بالتحقيق”.
ورغم تطمينات رسمية كان اليأس واضحا في شوارع بالو حيث قام الأهالي بالبحث عما يمكن إنقاذه بين الركام.
وتجمع آخرون قرب المباني القليلة التي لم تنقطع عنها الكهرباء أو اصطفوا في طوابير للحصول على الماء أو المال أو البنزين الذي يصل وسط حراسة للشرطة المسلحة.
وقال برهان الدين ايد ماسي (48 عاما) لوكالة فرانس برس إن “الحكومة والرئيس جاؤوا إلى هنا، لكن ما نحتاج إليه في الواقع هو الطعام والماء”.
وامتدت طوابير الانتظار للحصول على بعض الوقود أكثر من 24 ساعة في بعض المناطق، في حين تتفاقم مشكلة توفير المراحيض.
وقال أرماواتي يرمين (50 عاما)، “الناس يريدون الذهاب إلى المرحاض لكن هذا غير متوفر. وهكذا نلجأ إلى جانب الطريق في الليل”.
وما يعرقل جهود الانقاذ عدم توفر المعدات الثقيلة وانقطاع طرق النقل وحجم الدمار وامتناع الحكومة الإندونيسية في السابق عن قبول مساعدة أجنبية.
وعلى الطريق إلى مدينة دونغالا القريبة من مركز الزلزال، بدت مشاهد الدمار أكثر انتشاراً. بدان أن المدينة نفسها سلمت نسبياً، ولكن في المناطق الأكثر تضررا كان من الصعب العثور على مبنى واحد أو جدار لا يزال قائماً.
ودعا فريد الذي يبلغ من العمر 48 عاما وهو من سكان دونغالا إلى مساعدة مدينته قائلاً، “لا تركزوا كل المساعدات على بالو. نحن ليس لدينا شيء هنا”.
ولتذكير العالم بخطر تعرض إندونيسيا للزلازل، ضربت سلسة من الهزات جزيرة سومبا الثلاثاء علما بأنها تبعد مئات الكيلومترات عن بالو.
وبحسب أرقام حكومية ارتفعت حصيلة قتلى الكارثة في وسط سولاويسي إلى 1234 قتيلا.
ويقود الجيش الإندونيسي جهود الإنقاذ لكن على أثر موافقة الرئيس جوكو ويدودو بعد تردد، نشرت منظمات غير حكومية فرقا على الأرض في بالو.
وبين القتلى عشرات الطلاب التي انتشلت جثثهم من بين أنقاض كنيسة اجتاحتها انهيارات أرضية في سولاويسي.
وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر الإندونيسي “عثر على جثث 34” طالب لاهوت من أصل 86 طالباً كان “المركز التدريبي لكنيسة جونوغ” في مقاطعة سيغي بيرومارو أبلغ عن فقدانهم إثر الزلزال.
وأضافت إنّ عمّال الإنقاذ واجهوا صعوبة بالغة في انتشال الجثث بسبب الوحول التي غمرت الكنسية ومحيطها.
وقالت “المشكلة الأصعب كانت السير في الوحل لمدة ساعة ونصف الساعة حاملين الجثث لنقلها إلى سيارة الإسعاف”.
وإندونيسيا أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان، لكنها تضم أقليات دينية منها المسيحية، في أنحاء الأرخبيل البالغ عدد سكانه 260 مليون نسمة.
– حاجة ملحة –
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الإثنين من أن 191 ألف شخص بحاجة ملحة للمساعدة في أعقاب الزلزال والتسونامي بينهم 46 ألف طفل و14 ألف مسنّ — العديد منهم في مناطق خارج نطاق تركيز جهود الإغاثة الحكومية.
ويمثل القتلى — والعديد لا تزال جثثهم بين ركام المباني المدمرة — مصدر قلق للسلطات.
وفي المناخ الحار الاستوائي في إندونيسيا، يبدأ تعفّن الجثث بسرعة مما يوفر بيئة لانتشار الأمراض القاتلة.
في بوبويا — الواقعة على التلال المطلة على بالو المنكوبة — بدأ متطوعون دفن ضحايا في مقبرة جماعية كبيرة، مع تعليمات بالاستعداد لدفن 1300 قتيل.
وقامت شاحنات بنقل جثث وضعت في أكياس برتقالية وصفراء وسوداء اللون، إلى الموقع وقام متطوعون بجرها إلى داخل المقبرة فيما كانت جرافات تطمرها بالتراب.
– فقدتها –
ووسط الأهوال التي لا تحصى برزت بارقة أمل.
فقد تم إنقاذ شخصين من فندق روا-روا الذي يضم 80 غرفة، بحسب وكالة إدارة الكوارث الإندونيسية، وقد يكون هناك ناجون آخرون.
وغمرت السعادة أزوان عندما اجتمع بزوجته ديوي بعد 48 ساعة من توقع الأسوأ أثناء بحثه في المستشفيات ومراكز حفظ الجثث.
وسعى هذا الموظف الحكومي البالغ من العمر 38 عاما لضبط مشاعره بينما كان يروي تفاصيل العثور على زوجته بعد يومين على اختفاء أثرها بعد أن جرفتها أمواج التسونامي.
وقال أزوان لوكالة فرانس برس “شعرت بسعادة بالغة — الحمد لله أنني رأيتها مجددا”.
ولكن بالنسبة لآخرين فإن عمليات البحث أفضت إلى حزن فقط فيما كانوا يجوبون مواقع حفظ الجثث في العراء تحت أشعة الشمس الحارقة بانتظار التعرف على هويات أصحابها.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تسعى لجمع العائلات التي فرقتها الكارثة وتقدم “خدمات الطب الشرعي” للذين يقومون بعمليات التعرف على هويات الضحايا.(أ ف ب)