السلايدر الرئيسيتحقيقات
صمت رسمي تونسي… وانقسام بين الترحيب بسقوط البشير ورفض حكم العسكر
سناء محميدي
ـ تونس ـ من سناء محميدي ـ رغم تفرد البشير بالحكم المستمر منذ ثلاثة عقود، الا انه عجز هذه المرة عن اخماد فتيل احتجاجات شعب السودان، كما فعل بالسابق، حيث نجا من موجة الربيع العربي عام 2011، والتي انطلقت شرارتها من تونس، لتكتمل الصورة في السودان، بإزاحة عمر البشير الذي وصل السلطة عبر انقلاب عسكري في 30 ﻳﻮﻧﻴﻮ/حزيران عام 1989، ليغادرها اليوم بنفس الطريقة.
وأمام المشهد المتحرك والمتسارع بالجار العربي، تفاعل التونسيون والنشطاء على مواقع الشبكات الاجتماعية واختلفت الأراء وتباينت بشأن ثورة الخبز التي هزت عرش البشير، وبين من اعتبرها انقلاب على صاحب أطول فترة حكم في تاريخ السودان لإعادة إنتاج نفس النظام.
سقوط المشروع الإخواني
ففي الوقت الذي لم يصدر الموقف الرسمي التونسي، تجاه ما يحدث داخل السودان، حيث لم تعلن الرئاسة التونسية او الخارجية بيانا حول التطورات في السودان تحولت المنصات الاجتماعية التونسية الى منصات للنقاش حول تسلم العسكر للسلطة في السودان، ومصير البشير المجهول، واعتبر البعض أن ما يجري بالسودان هي بداية سقوط المشروع الإخواني بالبلدان العربية، ونهاية لحكم الاسلاميين.
ورأى بعض النشطاء ان الخناق بدأ يضيق حول الإخوان في البلدان العربية، وان الشعب السوداني انتفض ضد ديكتاتورية البشير، الذي واجه منذ 19 ديسمبر/ كانون الأول 2018، احتجاجات الشباب والطلاب والأهالي في الخرطوم وأم درمان والعطيرة، وغيرها من المحافظات، المنتفضة ضد الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وغلاء الأسعار، بالغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص الحي، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
حكم العسكر
في المقابل، استنكر معسكر آخر من التونسيين استلام العسكر للسلطة في السودان، معتبرين ان مسار الثورة في البلاد لم يكتمل بعد، لا سيما مع محاولة الجيش السوداني اعادة انتاج النظام، وفق تقديرهم.
واشار البعض الى ان الاحداث في السودان لا تختلف كثيرا عن السيناريو الجزائري، فبعد احتجاجات شعبية هائلة أزاحت بوتفليقة عن حكم الجزائر، بقيت المؤسسة العسكرية كبديل للنظام، بانتظار انتخابات 4يوليو/تموز وسيناريوهاتها المفتوحة.
البعث التونسي يرحب بـ”حذر”
وعلى صعيد سياسي، لم تعلق أغلب الأحزاب التونسية تجاه التطورات في السودان وتنحي عمر البشير عن الحكم عن طريق الانقلاب العسكري، فيما أصدر حزب البعث التونسي بيانا رحب فيه بسقوط ما سماه برأس الاخوان في السودان (عمر البشير)، ومستقبلا بحذر وريبة الانقلاب العسكري الجديد في السودان، وداعيا الشعب السوداني الى مواصلة ثورته، والتمسك بالشعارات التي رفعها الى حين اسقاط كامل المنظومة، على حد تعبيره.
وأكد الحزب التونسي مساندته المطلقة للثورة في السودان، من اجل تاسيس جمهورية ديمقراطية مدنية تسترجع السلطة للشعب، دون تدخل للعسكر، وفق ما جاء في البيان.