السلايدر الرئيسيتحقيقات
مختصون ليبيون: أزيز الرصاص يحجب لغة الحوار السياسي… والشعب سيدفع فاتورة “سيناريو الحرب”
سناء محيمدي
ـ تونس ـ من سناء محميدي ـ يتابع التونسيون بقلق بالغ التصعيد العسكري بليبيا، خصوصا مع اشتعال نيران الحرب بطرابلس، والانتقال الى مواجهات عسكرية بين الفرقاء الليبين، في خطوة سحقت عملية السلام المرجوة من الملتقى الوطني الجامع بغدامس، جنوب غربي البلاد، والذي كان مقررا يوم 14 ابريل/نيسان بهدف إحداث “اختراق سياسي” مهم، يفضي إلى إنهاء حالة الانقسام وحل الأزمة التي تعصف بالبلاد، غير أن التطورات العسكرية الجديدة أرجعت هذا البلد الى صوت المدافع وأزيز الرصاص.
وفي ندوة حول مستجدات الوضع في ليبيا، بعنوان: “ليبيا بين الصراع المسلح والتوافق السياسي”، نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية، ناقش مختصون ليبيون وتونسيون التطورات العسكرية الأخيرة في ليبيا، مشددين على دور دول الجوار في تطويق الأزمة الليبية وتجنّب مزيد من سفك الدماء.
حرب استنزاف
واعتبر الباحث الليبي محمد عمران كشادة، في تصريح لـ”” أن ليبيا تعاني تشهد أزمة عميقة جراء النزاع مسلح، وأن هذه التطورات العسكرية تهدد ليبيا وشعبها، في ظل غياب الحلول السلمية، وفي وقت كان يجب فيه تطبيق اتفاق الصخيرات، وتنفيذ بنود الاتفاق السياسي وعقد مؤتمر وطني جامع لخلق قواسم مشتركة بين الفرقاء السياسيين، لكن الحرب الأخيرة على طرابلس عمقت تعقيد الوضع.
وأكد الباحث الليبي أن المشير خليفة حفتر يتعامل مع الأزمة الحالية من منظور حرب الاستنزاف طويلة المدى، لافتا الى أن الوضع الديمغرافي للبلاد لا يسمح بحرب طويلة، وأن الحل العسكري سيكون طريقا لإبادة الشعب، مبينا أن 3 مليون شخص يعيش بالعاصمة الليبية، وأن استمرار هذه الحرب سيكون ثمنها باهضا.
وأوضح كشادة أن استمرار الحرب يضع ليبيا على جميع السيناريوهات المحتملة، من بينها تصاعد الأحقاد والعداوات بين ابناء الشعب الواحد، ما سيؤدي الى التقسيم مستقبلا، فضلا عن تدهور الوضع الاقتصادي، مستبعدا حسم سريع لقوات حكومة الوفاق الوطني (المعترف بها دوليا)، نظرا لوجود دول اقليمية توجه الصراع في ليبيا، مرجحا وقف اطلاق النار بعد فترة.
استغلال للأزمة في الجزائر
وفي رده حول تداعيات الأزمة في الجزائر، على الوضع في ليبيا، أوضح الباحث الليبي في حديثه مع “”، أن هناك علاقة وثيقة بما يحدث اليوم في ليبيا و الأوضاع المتحركة في الجزائر، مشيرا الى أن الجزائر كانت ترفض بشدة اندلاع أي حرب بليبيا، وهي حريصة على أن يكون غرب ليبيا مستقرا.
وبشأن توقيت هجوم حفتر على طرابلس، قبل أسبوع من ملتقى غدامس، أجاب الباحث الليبي، أن الملتقى الجامع كان سيقدم حلولا سلمية وسياسية، بينما العسكر يريدون استمرار الحل العسكري ظنا منهم أنهم قادرون على الحسم، لكن الحسم لم يأت مطلقا، على حد قوله.
ليبيا… حرب بالوكالة
في المقابل، اعتبر الاكاديمي الليبي محمد اسماعيل في حديث لـ”” أن الصراع الدائر حاليا بليبيا هو صراع دولي اقليمي، أساسه الحرب على الثروات والنفوذ، وأن معاناة ليبيا الحقيقية هي التدخل الأجنبي، والقيام بحرب بالوكالة أدواتها الفرقاء الليبين، داعيا البعثة الأممية الى أن تتحمّل مسؤولياتها لوقف الاعتداء على طرابلس، والتوصل إلى تسوية تدفع نحو التهدئة ووقف الاقتتال لحقن دماء الليبين.
وكشفت الأمم المتحدة، مؤخرا، أن أكثر من ثمانية آلاف شخص نزحوا من مناطق الاشتباكات في العاصمة الليبية طرابلس، مؤكدة على مواصلة مراقبة التطورات على الأرض في ليبيا، محذرة من أنّ “القتال يؤثر أيضاً على الوضع الاقتصادي، مع زيادة عمليات السحب النقدي من البنوك وتخزين السلع المتوقع أن يؤدي إلى تفاقم نقص السيولة وارتفاع أسعار السلع.
“معركة طرابلس” وتداعياتها على تونس
من جانبها، اعتبرت النائب التونسية جميلة دبش الكسيكسي في تصريح لـ””، ان السياقات الليبية لا تتوجه اليوم نحو حوار سياسي، مع وجود التصعيد العسكري، وهو ليس بالخطر الفعلي على تونس فقط بل وإقليميا كذلك، مشيرة الى أن الموقف الرسمي بتونس كان واضحا، حيث طالب بحوار ليبي، وبتسوية سياسية، خصوصا وأن الشعب الليبي لم يعد قادرا على استيعاب مثل هذه الهزات، وأن هذا الهجوم والتصعيد هو انقلاب على الشرعية الدولية، وعلى الشعب الليبي، ولا يخدم أي طرف، وفق قولها.