* سناء العاجي
منذ سنوات والنقاش جار في فرنسا وفي عدد من الدول الفرونكفونية عن موضوع تأنيث أسماء المهن، وخاصة منها تلك التي تترجم مستوى اجتماعيا أو أكاديميا مهما؛ حيث يستمر البعض مثلا في استعمال كلمة “السفير” حتى حين يتعلق الأمر بامرأة سفيرة، لأن عبارة “السيدة السفيرة” في القاموس الديبلوماسي الفرنكفوني، تحيل عادة على زوجة السفير.نفس الشيء بالنسبة للمرأة الوزيرة التي مازال الكثيرون ينادونها: “السيدة الوزير”.
كذلك، في كلمة “دكتورة”، تمت إضافة حرف التأنيث “La lettre e” للكلمة، لتصبح “docteure”… لكن التأنيث هنا يكون واضحا في الكتابة فقط وليس في الخطاب الشفوي الذي لا يوضح إن كان الحديث هنا عن امرأة دكتورة أو عن رجل دكتور. نفس الأمر ينطبق على كلمة مهندسة التي تمت إضافة حرف “e” لها، دون أن يكون ذلك واضحا في النطق.
نقاش تأنيث أسماء المهن مرتبط بنقاش مقاربة النوع عموما ومكانة المرأة في المجتمع… حين ننفي وجود المرأة في مهنة رفيعة، فهذا يترجم نوعا ما نفي ترقيها على سلم المعرفة والنجاح المهني.
لكن، والحالة هذه، علينا أن نعترف أن اللغة العربية متقدمة هنا على الفرنسية؛ إذ، رغم العقليات المتحجرة فيما يتعلق بعمل المرأة وتقلدها لمناصب المسؤولية، إلا أن سؤال اللغة غير مطروح عندنا. فالطبيبة طبيبة والمهندسة مهندسة والوزيرة وزيرة والميكانيكية ميكانيكية. زوجة السفير تدعى “السيدة زوجة أو حرم السفير” بينما السفيرة تحمل لقبها بوضوح.
اللغة ليست محايدة… تماما كما نحصر المرأة في دورها كأم لا غير حين نناديها بأم فلان، وتماما كما نهينها حين كان المغاربة مثلا، إلى وقت قصير، يقولون: “المرأة حاشاك”، تماما كما قد يستعملون عبارة “حاشاك” للتدليل عن أي جيفة أو عفن أو ما شابه، فإن كون تأنيث المهن جميعها لا يطرح إشكالا في اللغة العربية، هو في حد ذاته أمر إيجابي جميل يستحق أن نحتفي به.
مونت كارلو الدولية