السلايدر الرئيسيتحقيقات
برنامج وثائقي لصحافية اسبانية يتناول تلاعب بالمساعدات واغتصاب للمعارضين داخل مخيمات تندوف
فاطمة الزهراء كريم الله
ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ بثث قناة ميدي 1 تي في، مساء أمس الأحد، برنامجا وثائقيا مثيرا، يتناول أوضاع سكان مخيمات تندوف، تحت عنوان “من تندوف الى العيون … طريق الكرامة” من انجاز صحافية إسبانية من إقليم الباسك، التي سافرت إلى كل من مدينة العيون ومخيمات تندوف، لمدة 5 أيام لكل منهما، اذ قابلت المواطنين ونشطاء المجتمع المدني في الجهتين.
هذا وقامت الصحفية الاسبانية خلال رحلتها بمقابلات مع السكان ونشطاء المجتمع المدني، حيث رصدت الإختلاف الكبير بين المنطقتين، وأجرت مقابلات أخرى مع عدد من الأطباء في تندوف والذين تحدثوا إليها عن حجم التلاعب بالأدوية والمساعدات التي تقدم إلى المخيمات التي تديرها جبهة البوليساريو.
و تضمن الوثائقي، الذي تم عرضه لأول مرة على يوم الجمعة، بمقر بيت الصحافة في طنجة، على أنظار مجموعة من الصحافيين، شهادة قوية أجرتها الصحافية مع أحد النشطاء المعارضين لقيادات البوليساريو في مخيم “الرابوني” قرب تندوف، والذي يصرف معارضته بالكتابة على الجدران. ويقول الوثائقي إنه ونتيجة لنشاطات هذا المعارض فقد أقدمت جبهة البوليساريو على منع المساعدات عنه وعن عائلته قبل أن يتم اعتقاله و”اغتصابه”، وهو ما تحدث عنه بوجه مكشوف، فيما لم يستطع مغالبة دموعه.
و تعليقا على ما جاء في الوثائقي، قال الناشط الصحراوي حمادة البيهي الذي كان محتجزا داخل المخيمات، في اتصال مع صحيفة ” ” : “ما جاء به هذا التقرير ما هو إلا القليل من ما يعيش المحاجزين داخل المخيمات فأمام المعارضين لقيادة مصيرين إما التجويع أو الاغتصاب”.
وأضاف البيهي، أن “المجتمع الدولي، أمام كل هذه الفضاعة بات ملزما بإيجاد حل لمأساة سكان المخيمات الذين لا تتوفر لهم أي مقومات العيش الكريم، وإخراجهم من المأساة التي يعيشون فيها لأربعين سنة. ولعل خير دليل على ذلك هو أن مجموعة من التقترير الدولية التي أكد على غن سكان المخيمات ما هم إلا أداء للتسول الدولي في يد قيادة البوليساريو”.
قيادة البوليساريو وعسكريون جزائريون يستغلون انشغال الجزائريين بالحراك الشعبي، للتلاعب بالمساعدات الدولية التي تصل إلى المخيمات…
في سياق التلاعب بالمساعدات، فقد أجمعت تقارير الأوربية على أن تهريب المساعدات الأجنبية أصبح تجارة يستفيد من عائداتها كبار المتحكمين في المخيمات، و تتعرض للاختلاس بعد وصولها إلى مدن جزائرية التي تمكث بمستودعاتها 48 ساعة، قبل تحويلها نحو وجهتها، إذ كشفت أن منظمات جزائرية تستفيد من تحويل تلك المساعدات، أما زعماء بوليساريو فيوجهون عائداتها المالية إلى اقتناء عقارات بإسبانيا وجزر الكناري، أو تبييض أموالها في مشاريع أخرى داخل الجزائر نفسها، مستفيدين من أمام صمت مسؤولي الجزائر لمنشغلين بالأوضاع الداخلية.
وفي هذا الصدد، فقد اوردت مؤخرا يومية ” الصباح” المغربية، أن مراقبين أوربيين ضبطوا، أخيرا، قياديين في بوليساريو يتلاعبون في الإعانة الموجهة إلى المخيمات، قدرت بأطنان من المواد الغذائية والسلع التي يعاد بيعها في الأسواق المجاورة، بتواطؤ مع عسكريين جزائريين وشبكات تسيطر على المخيمات.
وقالت مصادر: إن “صراعا بين شبكات التهريب قاد مراقبين أوربيين إلى اكتشاف حجم التلاعب في المساعدات الدولية التي توجه إلى سكان المخيمات، والتي تتحول إلى وسيلة للاغتناء بالنسبة إلى عدد من القياديين بإعادة تسويقها وبيعها، خاصة في مالي وموريتانيا ودول إفريقية عديدة، مشيرة إلى أن الشبهات حول التلاعب بالإعانات الدولية، همت رؤساء الجهات داخل المخيمات، الذين يتصارعون من أجل الاستفادة مما تدره من عائدات مالية.
موضحة أنه منذ انطلاق الحراك في الجزائر بدأ صراع بين قياديين في بوليساريو للحصول على السلع التي ترسلها المنظمات الدولية والهيآت المدنية إلى المخيمات، لمساعدة سكانها على العيش فوق الأراضي الجزائرية القاحلة، مشيرة إلى أن الأمر زاد حدة، ما لفت أنظار المراقبين الأوربيين، خاصة أن كل التقارير تشير إلى مظاهر اغتناء قيادات بوليساريو من هذه المساعدات، عبر إعادة بيعها للمهربين الذين ينقلونها إلى الأسواق الموريتانية والجزائرية والمالية”.
وشملت المواد التي ضبطت، قبل تهريبها أطنانا من الحليب المجفف وزيوتا وتمورا وغيرها كانت موجهة إلى السكان المحاصرين في المخيمات، ثم «ضلت» طريقها بتواطؤ مع عسكريين جزائرين، وخضعت أنواع منها إلى التلاعب في مصدرها في مستودعات كبيرة، تحت حراسة شبكات التهريب المنظمة.