أقلام مختارة

حراك عربي جماهيري مشوب بالخوف والرجاء

د. محمد صالح المسفر

د. محمد صالح المسفر

حراك عربي يعم جغرافية الوطن العربي مشوب بالخوف والرجاء، سباق بين الحق الذي تبحث عنه الشعوب العربية وباطل تقوده أنظمة عربية محددة.
مال عربي وفير يروّض للنيل من هذه الأمة التي لم تستقر إلا في فقرها، وعندما جاءت الثروة المالية الوفيرة لا يدري بعض حكامنا أنهم قادونا إلى الهاوية بدلاً من قيادتنا إلى الرقي والاستقرار والأمن والحفاظ على السيادة.
❷ ربيع عربي فاحت رائحة أزهاره من تونس عام 2011 مرورا بمصر وليبيا وسوريا واليمن ولكن تصدى لها المال العربي فأوقف عبير تلك الزهور وأزكم أنوفنا برائحة الغاز المسيل للدموع، وخراطيم المياه الساخنة والرصاص المطاطي وتحول الى رصاص حي وبراميل متفجرة وصواريخ لتدمير كل شيء.
شاهدنا جنود الأنظمة مدججة بالسلاح والهراوات تضرب وتسحل وتعتقل وتقتل مواطنين بلا رادع، مواطنون كل مطالبهم الاصلاح ومحاربة الفساد وقضاء عادل ونزيه، وشهدنا معركة الجمل التي نقرأ عنها في كتب التاريخ لكنها هذه المرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لم تكن في تلك المعركة، ولا أنصار معاوية وأنصار علي بن أبي طالب وجها لوجه.
حاكم عربي يسأل؛ بأعلى صوته، شعبه المطالب بالإصلاح والعدالة والمساواة من أنتم ؟.. أنتم جرذان. لكن ياصاحب الفخامة هل كنت تحكم أربعين عاماً قطيعاً من الفئران ؟ !، أم كنت تعيش في ( مزرعة الحيوان( Animal farmالتي كتب عنها جورج أورويل.
وحاكم آخر يقول لشعبه بعد ثلاثين عاماً من الحكم وبعد أن سالت دماء أبرياء ” فهمتكم “، ألم تفهمهم إلى الآن عندما بلغ السيل الزبى؟!.
وحاكم ثالث يتساءل ” دول عاوزين أيه ؟”، ورابع يقول ” أحكمكم أو أقتلكم “، وقس على ذلك. يا للهول من حكامنا الذين ظلمونا وما برحوا يظلمون.
شهدنا موقعة ” عاصفة الحزم ” وهللنا لها وكبَّرنا وقلنا بارقة أمل لاحت يقودها أحفاد خالد بن الوليد وأبا عبيدة بن الجراح ومن خلفهم ” عمر ” فلا عمر بن الخطاب النفطي أنجز وعده، ولا جحافل أحفاد ابن الوليد وأبو عبيدة انجزوا إلا الدمار والخراب وبعثرة المال العام في أمريكا ومصر وليبيا والجزائر واليوم السودان.
❸فرح الشعب العربي من المحيط إلى الخليج، بما فعل الشعب الجزائري وجيشه الباسل في إسقاط رأس النظام عبد العزيز بو تفليقة على أمل أن يتساقط جيل الفساد والمفسدين ولكن المثل العربي يقول ” يا فرحة ما تمت ” الشعب صامد يبغي اجتثاث الفساد والظلم والنهب، والعاملين على ذلك الثالوث الرهيب ليعود الحق الى نصابه، وهو الشعب. لكن المخاوف عند الشعب تتعاظم من القادم وتقلبات رئاسة الأركان المتمسكة بحرفية الدستور، مادة 102 منفكت تشغل الرأي العام في الجزائر وسائر الوطن العربي ؛ تطبيق المادة 102 تكون في ظروف تختلف عن ظروف اليوم، ولا بد من إعادة تكييف تلك المادة لصالح شعب الجزائر لا التستر خلفها لتحقيق مأرب أخرى. ثلاثة من رموز نظام بو تفليقة مرفوضة جماهيرياً ولا بد من استبدالهم بكوادر وطنية تبعث بالطمأنينة للشعب والجيش معا، والجزائر غنية برجالها أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر القاضي الدولي محمد البجاوي ولو أن السن له أحكامه لكن الكاتب يعتقد انه بخير وانه قادر على حراسة المرحلة الانتقالية ومدتها 90 يوما كما حددها الدستور، سارعوا الى درء الفتنة قبل ان يخترقكم (بني نفط) بأموالهم وأعوانهم وطابورهم الخامس ويعبثون ببلادكم ومستقبلها ويحل بينكم الشقاق والاقتتال كما هو الحال في اليمن وسورية وليبيا وأماكن أخرى.إن الاعلانات الرسمية الصادرة عن الجهات الأمنية والقائلة بوجود مخربين وإرهابيين ومروجي مخدرات بين حراك جماهير الشعب كلها نذر شر لا تبشر بالخير فاحذروا الفتن واحذروا فتح ” بنك المخاوف الأمنية ” لا نريد اتهام الجهات الأمنية الجزائرية بأنها تتربص بالمتظاهرين السلميين تحت بند حمايتهم من العابثين المندسين بين صفوفهم، وأخر دعائي في هذا الشأن اللهم الطف بالجزائر وشعبها وجنبهم كل الشرور المحيطة بهم.
❹السودان بارقة أمل جديدة تهب على أمتنا العربية من السودان الشقيق، شعب أصيل ومناضل وصانع معجزات سياسية استطاع اسقاط نظام عبود عام1964، ونظام النميري 1985 وخلخل نظام البشير وإسقاطه بمعونة أحرار جيش السودان لكن جواره لن يتركوه وشأنه انهم منذ اللحظة الاولى لإسقاط الرئيس عمر البشير وهم يتآمرون سرا وعلانية على الحاق السودان بعجلتهم المنحرفة عن الحق، تماس دول شرق السودان وشماله ضغوطا تكاد جبال النوبة تهتز من جبروت تلك الضغوط. نلاحظ سقوط قادة وصعود قادة اخرين في هرم السلطة العسكرية في خلال 72 ساعة ماذا يجري ؟ بعض الدول العربية سارعت في الجولة الثانية من” لعبة الكراسي” في السودان إلى الترحيب بسقوط قيادات عسكرية وصعود أخرى محلها وراحت تنعم على السودان بوعود تزويده بالمال والبترول والمساعدات الانسانية الأخرى وهذا في حد ذات نذر شر ولو في ثوب انساني، المواطن السوداني يقول للأعراب أين انتم عنا قبل خروجنا الى الشوارع. انه يقول اتركونا وحدنا لا تتدخلوا في شؤوننا ولا تفرضوا علينا رجالكم، نحن سنختار قادتنا ونرسم سياسة بلادنا، وإن أردتم عوننا نرحب لكن دون املاءات وفرض إرادتكم علينا. وأحط رحالي عند ليبيا الجريحة، مال بترول العرب يعبث بأمن وسلامة واستقلال ليبيا، ومصر الحاسرة تستقوي على الشعب الليبي بإمداد الجنرال المتقاعد خليفة حفتر بالمال والسلاح والمرتزقة وما برح الجنرال حفتر المهزوم في تشاد يدمر بلده وانجازاتها تحت ذريعة محاربة داعش والإرهابيين والتكفيريين في مدينة طرابلس العاصمة، وهو يعلم حق العلم بان ما يدعيه غير موجود في ليبيا، لكنها نزوات عسكري متعطش للسلطة
آخر القول:

أخشى أن تمتد نيران العسكر لتعبث بتونس مهد حركة الربيع العربي
حمى الله تونس من كل شر وحمى ليبيا والسودان من كل فتنة.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق