شرق أوسط

أكثر من 60 قتيلاً من قوات النظام السوري بهجمات لتنظيمات ارهابية خلال 48 ساعة

ـ بيروت ـ أوقعت هجمات شنتها فصائل ارهابية في مناطق عدة في سوريا، 61 قتيلاً على الأقل في صفوف قوات النظام ومسلحين موالين لها، قتل أكثر من نصفهم خلال اليومين الماضيين جراء هجمات لتنظيم داعش تعد الأعنف منذ اعلان سقوط “الخلافة”.

وبعد ثماني سنوات من نزاع مدمر، تسيطر قوات النظام حالياً على نحو ستين في المئة من مساحة البلاد، بينما لا تزال مناطق عدة خارج سيطرتها أبرزها مناطق سيطرة الأكراد في شمال وشرق البلاد، ومحافظة إدلب واجزاء من محافظات مجاورة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)، بينما يحتفظ تنظيم داعش بانتشاره في البادية الممتدة من ريف حمص الشرقي (وسط) حتى الحدود العراقية.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت مقتل 21 عنصراً على الأقل من قوات النظام ومقاتلين موالين لها جراء “هجوم عنيف شنّه +جيش أبو بكر الصديق+ التابع لهيئة تحرير الشام فجر السبت على حواجز ونقاط تابعة لقوات النظام عند الأطراف الغربية لمدينة حلب” شمالاً. وكانت حصيلة أولية افادت عن مقتل 13.

واندلعت إثر الهجوم “معارك عنيفة”، قتل خلالها وفق المرصد ثمانية من عناصر الفصيل الارهابي.

وفي ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، قتل خمسة عناصر على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وفق المرصد، جراء “كمين” نفذه فصيل جهادي منضوي في صفوف هيئة تحرير الشام فجر السبت.

وتحتفظ فصائل إسلامية وارهابية بسيطرتها على ريف حلب الغربي الذي يشكل مع محافظة إدلب المجاورة وأجزاء من محافظتي اللاذقية(غرب) وحماة (وسط)، منطقة يشملها اتفاق توصلت إليه موسكو الداعمة لدمشق وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة في أيلول/سبتمبر. وينص على إقامة “منطقة منزوعة السلاح” بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل الارهابية على رأسها هيئة تحرير الشام. ولم يتم استكمال تنفيذه بعد.

وجاءت هذه الهجمات وفق المرصد، بعد قصف صاروخي ومدفعي لقوات النظام استهدف بعد منتصف ليل الجمعة السبت مناطق في ريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي الشرقي.

وصعّدت قوات النظام منذ شباط/فبراير وتيرة قصفها على المنطقة المشمولة بالاتفاق الروسي التركي، وتتهم دمشق أنقرة بـ”التلكؤ” في تنفيذه. ودعا الرئيس بشار الأسد خلال استقباله الجمعة إلى تطبيق الاتفاق في إدلب عبر “القضاء على المجموعات الإرهابية المتواجدة فيها”.

 “نزع سلاح الارهابيين”

وجنّب هذا الاتّفاق إدلب، التي تؤوي وأجزاء من محافظات مجاورة نحو ثلاثة ملايين نسمة، حملة عسكرية واسعة لطالما لوّحت دمشق بشنّها. ويشكل مصير المنطقة محور جولة جديدة من مباحثات أستانا تُعقد يومي الخميس والجمعة المقبلين في عاصمة كازاخستان برعاية كل من روسيا وإيران وتركيا.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الثلاثاء في دمشق إن “على ضامني مسار أستانا، إيران وروسيا وتركيا، الالتزام بالتعهدات المرتبطة بملف إدلب”، ومن ضمن “أهم هذه الالتزامات نزع سلاح الجماعات الإرهابية وإخراجها” من إدلب.

على جبهة أخرى في سوريا، أحصى المرصد السبت مقتل 35 على الأقل من قوات النظام ومسلحين موالين لها جراء هجمات لتنظيم داعش منذ الخميس في البادية السورية.

وقتل 27 منهم، بينهم أربعة ضباط كبار في ريف حمص الشرقي، في وقت قتل ثمانية بينهم ضابطان في هجوم مماثل شنّه التنظيم الخميس في بادية مدينة الميادين شرقاً.

وتبنى التنظيم عبر بيان نشرته وكالة أعماق الدعائية التابعة له على تطبيق تلغرام تنفيذ هجوم حمص. وأفاد عن “كمين” بدأ الخميس “عندما حاولت قوات النظام تقفي أثر مجموعات من مقاتلي داعش”، مشيراً إلى “مواجهات” استخدمت فيها “شتى أنواع الأسلحة” و”استمرت لنحو 24 ساعة”.

حصيلة القتلى “الأعلى”

ويعد هذا الهجوم، وفق مدير المرصد رامي عبد الرحمن، الأعنف الذي يشنه التنظيم منذ اعلان قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكية في 23 آذار/مارس القضاء التام على “الخلافة”. وقال إن “حصيلة القتلى هي الأعلى” التي يوقعها التنظيم منذ انتهاء “الخلافة”.

ورغم تجريده من مناطق سيطرته في شرق سوريا، لا يزال التنظيم ينتشر في البادية السورية المترامية المساحة الممتدة من ريف حمص الشرقي حتى الحدود العراقية.

ويؤكد محللون وخبراء عسكريون أن القضاء على “الخلافة” لا يعني أن خطر التنظيم قد زال مع قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق التي طُرد منها وانطلاقاً من البادية السورية.

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية الشهر الماضي، بدء مرحلة جديدة من القتال بالتنسيق مع التحالف الدولي، تستهدف خلايا التنظيم النائمة التي تقوم بعمليات خطف وزرع عبوات ناسفة وتنفيذ اغتيالات وهجمات انتحارية تطال أهدافاً مدنية وعسكرية على حد سواء.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً متشعب الأطراف، تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

وتشهد مناطق سيطرة الحكومة السورية منذ أشهر أزمة وقود خانقة، توسعت مؤخراً لتطاول البنزين. ويضطر السكان إلى الانتظار لساعات في طوابير طويلة من اجل التزود بالبنزين في ظل اجراءات تقشفية.

وبحث الأسد السبت مع نائب رئيس حكومة روسيا الاتحادية يوري بوريسوف، الذي يرئس اللجنة المشتركة للتعاون بين البلدين، “الآليات العملية لتجاوز كافة العوائق إن كانت الإدارية منها أو تلك الناتجة عن العقوبات التي تفرضها الدول المعادية للشعب السوري على سوريا” وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.

وقال الأسد الشهر الماضي إن الحرب على بلاده “بدأت تأخذ شكلاً جديداً أساسه الحصار والحرب الاقتصادية”. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق