ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ تعيش تونس مؤخرا، على وقع الحركات الاحتجاجية والتي تطوق أغلب المحافظات التونسية، وتشمل عدة قطاعات في البلاد، ما يزيد من حالة التوتر الاجتماعي قبل أشهر من الانتخابات التشريعية والرئاسية.
وبحسب إحصاءات جديدة للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، فإنه منذ 8 أبريل/نيسان الى 14 ابريل/نيسان سجل 90 تحركا احتجاجيا تشمل وقفات احتجاجية وغلق للطرقات واعتصامات للعاطلين عن العمل وعمال الحضائر بسبب غلاء المعيشة وتردي الوضع الصحي في البلاد.
وسجل المنتدى التونسي يومي 15 و16 ابريل حوالي 30 تحركا احتجاجيا، تصدره إضراب قطاع النقل الخاص بالنسبة لسائقي سيارات التاكسي رفضا للزيادة الاخيرة في المحروقات الى جانب الاضراب العام بسيدي بوعلي بمحافظة سوسة.
علاوة على ذلك، يقوم العاطلون عن العمل والاساتذة الجامعيون بتحركات احتجاجية منذ قرابة الشهر ، الى جانب تحركات الفلاحين والبحارة بعد تراجع مواردهم، ناهيك الاضراب الذي نفذه في اليومين الاخيرين موظفو الصناديق الاجتماعية.
كما عادت تحركات عمال الحضائر التي تهم حوالي 60 الف شخص وهي الفئة الاكبر من ضحيا التشغيل الهش، وفق المنتدى التونسي الذي يعتبر ان هذه التحركات الشعبية في عديد الجهات كانت ايضا للمطالبة بالحق في الماء والصحة وتحسين المرافق العمومية والتشغيل والتنمية والبيئة السليمة من ذلك تحركات منوبة وبئر بن خليفة والقيروان والسند ومللوش وجندوبة والقصرين.
كما اندلعت التحركات نتيجة تردي الخدمات العمومية وعلى رأسها الصحة والنقل والتعليم وتردي مستوى العيش وتدهور القدرة الشرائية التي لم تعد تعني فقط الفئات الهشة بل الفئات المتوسطة من أجراء وصغار منتجين وشباب المهن الحرة وتشير عديد الدلائل الى استمرار صعود أسعار المواد الغذائية والأساسية مع اقتراب شهر رمضان.
في المقابل، شهدت محافظة القصرين في تونس موجة احتجاجات سرعان ما تحوّلت إلى اعتداءات على مراكز الأمن وغلق للطرقات، وذلك على خلفية مقتل مهرب على يد عناصر الجمارك، حيث أقدم المحتجون على رشق منطقة الأمن بمنطقة فريانة من محافظة القصرين، بالحجارة وأشعلوا العجلات المطّاطية وأغلقوا كل الطرقات.
وأتلف المحتجّون الكاميرات المحيطة بمنطقة الأمن والموجودة في الشوارع الرئيسية لمنطقة فريانة، فيما اعتدوا على سيارات الأمنيين وقاموا بتهشيم عدد منها بشكل كلّي.