السلايدر الرئيسيثقافة وفنون

روائي من غزة ينتهي به الحال بائعاً للقهوة

محمد عبد الرحمن

ـ غزة ـ من محمد عبد الرحمن ـ لم يترك الكاتب والروائي الفلسطيني هاني السالمي باباً إلا وطرقه، للبحث عن فرصة عمل ليسد رمق أطفاله الأربعة؛ ولكن كافة محاولاته باءت بالفشل، إلا أن انتهى به الأمر بائعاً للقهوة والمشروبات الساخنة على أحد مفترقات طرق مدينة خانيونس جنوب مدينة غزة”

وانضم الكاتب السالمي لاتحاد الكتاب الفلسطينيين عام 2007، وصدر له عشرات الروايات والقصص القصيرة، وحاز عبلى عدة جوائز عربية ودولية، واختص في أدب الأطفال، وكان له الدور الكبير في تدريب عشرات الشباب والفتيات على الكاتبة الأدبية.

تلك المسيرة الأدبية الطويلة للكاتب الفلسطيني الذي تخرج من كلية العلوم بجامعة الأزهر عام (2002)، لم تمكنه من الحصول على فرصة عمل يستطيع تأمين، قوت يوم أطفاله الذين أنهكهم الجوع”.

ويقول الكاتب الفلسطيني في حديثه لـ “”: ” بات الأدب لا يطعم خبزاً في غزة، فأنا لم احصل على فرصة عمل في أي مجال، توجهت لوزارة الثقافة في غزة ولإتحاد الكتاب الفلسطينيين، وناشدت وزارة الثقافة في رام الله، لتوفير فرصة عمل أستطيع من خلالها توفير مصروف ابنائي؛ ولكن لا حياة لمن تنادي”.

ويضيف” بعد انسداد كافة الأفق، وعدم الحصول على وظيفة قررت أن أعمل في أية مهنة كانت، حتى أتمكن من شراء الخبز لأبنائي، قمت باستدانة مبلغاً من المال من أحد الأصدقاء، لافتتاح “بسطة” لبيع القهوة والمشروبات الساخنة، على مفترقات الطرق، في محالة للتغلب على الفقر”.

ويردف قائلاً” كنت في البداية اشعر بالخجل حينما يراني أحد زملائي القدامى بالجامعة، أو الأدباء والشعراء؛ ولكني تأقلمت على الوضع الراهن، لأن العمل لم يعد عيباً، فرزق ابنائي أهم من أي شيء، فمن يأتي إلى” البسطة” يطلب مني رواية أو كتاب من إصداري ليقرأها وهو يتناول القهوة، ليتلذذ وهذا الأمر يعيد بي الذاكرة إلى الوراء حينما كنت أفضل تناول مشروب القهوة عند كتابة الروايات والقصص”

ويوضح الكاتب السالمي أنه على الرغم من العائد المادي البسيط من تلك “البسطة” والذي لا يتجاوز 15 شيقل يومياً أي ما يعادل (15 دولار أمريكي)، إلا أنه راضِ عن ذلك لأنه يوفر الطعام لأبنائه ولا يمد يده للأخرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق