العالم
مسيحيو سريلانكا يخشون ارتياد الكنائس بعد الاعتداءات
ـ كولومبو ـ أصبح أفراد الأقلية المسيحية في سريلانكا يخشون ارتياد الكنائس بعد الاعتداءات الدامية التي استهدفت عددا من الكنائس والفنادق اثناء الاحتفال بعيد الفصح وأدت إلى مقتل ما يقرب من 300 شخص وأثارت مخاوف من اشتعال العنف الطائفي في البلاد.
قال الأب لور فيرناندو لوكالة فرانس برس عند كنيسة سانت سيباستيان في نيغومبو، إحدى الكنائس الثلاث التي استهدفتها الاعتداءات “بعض الناس قد يخشون ارتياد الكنائس الآن. وفي الوقت الحالي لا أعرف ما أقول”.
وأضاف “علينا أن نبقى أقوياء وأن نواصل الذهاب إلى الكنيسة ونواصل الصلاة. لا يمكن أن نتوقف”.
أما رانجان كريستوفر فيرناند (55 عاما) سائق سيارة الأجرة من نيغومبو فقال إنه يشعر بالتوتر من الذهاب إلى الكنيسة بعد الهجمات التي أدت إلى مقتل ابن صديقه البالغ 11 عاما.
وأضاف “الليلة أنا وعائلتي سنتوجه إلى الكنيسة للصلاة على ارواح الضحايا”.
وتابع “بالطبع أنا أشعر بالخوف … ولكن علينا أن نذهب إلى الكنيسة، علينا أن نصلي من أجل أن يشفى الجرحى سريعا”.
والاعتداءات تعد الأسوأ التي تشهدها سريلانكا منذ عشر سنوات أي بعد انتهاء النزاع مع التاميل والذي استمر 37 عاماً.
وكان المسيحيون الذين يشكلون 8% من سكان البلاد البالغ عددهم 21 مليون نسمة، بعيدين عن معظم أعمال العنف التي شهدتها البلاد، وبينها التوتر الأخير بين البوذيين والمسلمين.
وقال كاهن في كنيسة سانت سيباستيان “لم يخطر ببالنا أبدا أن يتم استهدافنا. ولم نعتقد أننا نحتاج إلى حماية”.
إلا أن آخرين قالوا ان تحذيرات وردت قبل الاعتداءات، وأظهرت وثائق اطلعت عليها وكالة فرانس برس أن قائد شرطة سريلانكا أصدر تحذيرا في 11 نيسان/ابريل من أن جماعة إسلامية متشددة تخطط لضرب “كنائس بارزة”.
وقالت الحكومة الاثنين انها تعتقد أن تنظيما إسلاميا محليا هو “جماعة التوحيد الوطنية” يقف وراء الاعتداءات.
“العيش في خوف”
قال كاهن في كنيسة الشعب في كولومبو، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الشرطة أبلغت الكنائس الأسبوع الماضي أنها يجب أن تستعد لاحتمال وقوع “حوادث” وأن تبقى متيقظة.
وأضاف “قمنا بزيادة اجراءات الأمن في كنيستنا الأسبوع الماضي. كما قمنا بفحص السيارات التي تدخل حرم الكنيسة”.
وأوضح “رغم التحذير العام بتوخي اليقظة، بعض الكنائس كانت متهاونة لأن التحذير لم يشمل تفاصيل مثل موعد الحوادث المتوقع … أشعر أنه كان من الممكن تجنب وقوع مزيد من القتلى لو كان لدينا تحذير أوضح”.
ويخشى بعض المسيحيين أن تثير هذه الاعتداءات اعمال عنف واسعة بين الطوائف.
قالت لكشمي شانومغام (77 عاما) المسيحية المتزوجة من بوذي “أشعر أن هذه الفظائع التي وقعت يوم أحد الفصح هي محاولة لدق اسفين بين الطوائف”.
وأضافت “لم نتعلم من النزاع الذي استمر نحو ثلاثة عقود … وقادتنا لم يركزوا على المصالحة”.
وتابعت “رغم كل الحديث عن حماية الأقليات الاتنية والدينية، لا نزال نعيش في خوف”.
أما بوشبا فرانسيس معلمة الرياضة الكاثوليكية المتقاعدة فقالت أنها تخشى أن “يتدهور الوضع وتظهر عمليات انتقام”.
وأضافت “لا نريد لمجتمعنا أن يتمزق”. (أ ف ب)