السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

تونس من ضغط على زر الإرهاب مجددا.. ولماذا؟

– تونس – عاد الحديث عن الإرهاب في تونس، في جبل الشعانبي تحديدا، إثر إعلان وزارة الدفاع التونسية عن مقتل عسكريين وإصابة اثنين آخرين في كمين إرهابي، بعد يوم واحد من الندوة الصحفية التي عقدتها لجنة الدفاع عن حزب الوطنيين الديمقراطيين وحزب التيار الشعبي في حق العسكريين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، صباح الثلاثاء الماضي، والتي أعلنت فيها بعض الحقائق والوثائق الجديدة المتعلقة بعمليتي الاغتيال، والتي أشارت فيها مباشرة إلى وجود “تنظيم خاص لحركة النهضة” له علاقة بالاغتيالات السياسية التي حصلت بعد الثورة.

ولأن العملية لم تكن من نوع العمليات الإرهابية الكبيرة التي مست البلاد طيلة السنوات الماضية، وإن تمت في المنطقة العسكرية المغلقة في جبل الشعانبي في محافظة القصرين وليس داخل المناطق الحضرية وسط المدن التونسية إلا أن توقيتها وسياقها السياسي لم يحل دون طرح أسئلة مشروعة عن تزامنها مع الندوة الصحفية المشار إليها، ومع ما أثارته من ردود أفعال سياسية، وما قد يستتبعها من آثار على المشهد السياسي في تونس. وعن توقيت الضربات الإرهابية الذي يقترن دوما بحدث سياسي أو بوضعية سياسية شائكة أو بمشكلة سياسية جذبت انتباه الرأي العام.

العديد من العوامل تضافرت لتجعل تزامن حدث الأربعاء مع الندوة الصحفية محل أسئلة كثيرة. وهو تزامن جعل قراءات كثيرة من أطراف مختلفة تلاحظ وتشير إلى أن زر الإرهاب يتحرك في أزمات ومواقيت معينة، للفت الأنظار على الجدل الدائر أو لإبعاد الاهتمام عن قضية محددة. وتأتي العملية الأخيرة بعد فترة وحالة من الاستقرار النسبي الذي شهدته البلاد، على مستوى الأخطار الإرهابية، رغم التوتر الذي طبع الحياة السياسية منذ أشهر، والنجاحات الأمنية التي تحققت على مستوى كشف العديد من الخلايا الإرهابية وإيقاف عدد كبير من العناصر التكفيرية المتشددة.

وتبنت كتيبة عقبة بن نافع تفجير العبوة الناسفة التي استهدفت الأربعاء العربة العسكرية في جبل الشعانبي، حيث جاء في بيان التنظيم الإرهابي الذي نشر على موقع تيليغرام أنه “تم تفجير عبوة ناسفة موجهة على مدرعة من نوع كيربي مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من جنود الردة كانوا على متنها”. وأكد خبراء في قضايا الإرهاب أن عملية من هذا النوع يتم التخطيط لها منذ مدة، بمراقبة سير العربات ومواعيدها وعدد عناصرها، لكن التلغيم حدث سويعات قليلة قبل الحادثة، خاصة وأن التوجيه يتم عن بعد. وهو ما يعيد الحديث إلى التزامن مع الندوة.

وهو ما يذكر التونسيين أيضا في حيثيات العمليات الإرهابية السابقة التي تستهدف الأمن أو الجيش وتنصب كمائن لتفجير عرباتهم وقت مرورها من نقطة معينة يختارها الإرهابيون ويحددون وقت الضغط على الزر/ وهو أيضا ما يحيل إلى تساؤلات أخرى في هذه العملية وسابقاتها المشابهة كيف علم الإرهابيون مسار عربات الجيش وتوقيت عبورها من نقطة اللغم؟ هذا ما يرد عليه مراقبون وخبراء في تحليل العمليات الإرهابية بأن هناك اختراق من عناصر إرهابية للمؤسسات الأمنية والعسكرية في تونس دون أن تتمكن أي جهة رسمية أو بحثية من تبيان متى وكيف هذا الاختراق لمؤسسات الدولة ولأهم مؤسستين تسهران على الأمن والاستقرار؟ من سهل لهذه العناصر اختراق الأمن والجيش؟ ولماذا يتحرك التنسيق عالي المستوى مع المجموعات الإرهابية في مواقيت مرتبطة بجديد المشهد السياسي دوما؟ من المدير إذن؟

المواقف المتباينة في مواقع التواصل الاجتماعي اتفقت على الإشارة إلى “المصادفة العجيبة” وحمل بعضها صيغ التهكم مثل القول “تحرك الإرهابيون اليوم ليقتلوا أبناء تونس اليوم بالذات، بعد كشف الجهاز السري لحزب سياسي بعينه، يا لها من صدفة، لا تمر قبل أن تقول سبحان الله” وسلم من يتبنون هذا الموقف بأن من يضغط على زر الإرهاب لتشغيله بعملية جديدة يختار مواقيت ترتهن دوما لجديد المشهد السياسي.

بعض المواقف الأخرى تناقضت مع السابقة في قراءة مسألة التوظيف، واعتبر بعضهم أن المجموعات الإرهابية تقوم بعمليات يائسة حيث حوصرت وفقدت قواها وهي تحاول فقط تمرير رسالة تقول فيها أنا هنا وحسب بقطع النظر عن التوقيت والتساؤل عمن يوظفها.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق