العالم
الصين تعتبر أن العقوبات الأمريكية على النفط الإيراني “ستفاقم الإضطرابات”
ـ بكين ـ حذرت الصين الثلاثاء من أن القرار الأمريكي بفرض عقوبات على الدول التي تشتري النفط الإيراني “ستفاقم الاضطرابات” في الشرق الأوسط وفي سوق الطاقة العالمي.
وأعلن البيت الأبيض الاثنين إنهاء الاعفاءات التي كانت منحتها واشنطن لعدد من الدول، بينها الصين المستورد الكبير للنفط، والتي تجيز لها استيراد النفط الإيراني.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ في مؤتمر صحافي إن “الصين تعارض بشدة فرض الولايات المتحدة عقوبات أحادية، وما تصفه بسلطتها البعيدة الأثر”.
وأضاف أن “خطوة الولايات المتحدة “ستفاقم الاضطرابات في الشرق الأوسط وفي السوق الدولية للطاقة”.
وفي مسعى منها للوصول بصادرات النفط الإيراني إلى “الصفر”، تستهدف إدارة الرئيس دونالد ترامب قطاع النفط الإيراني الذي يعتبر مصدر الدخل الأساسي للجمهورية الإسلامية، وذلك لتدمير اقتصادها واضعاف نفوذها.
وكانت الادارة الأمريكية منحت ثماني حكومات اعفاءات لمدة ستة أشهر من العقوبات النفطية التي فرضتها الولايات المتحدة العام الماضي. وستنتهي الاعفاءات في 2 أيار/مايو.
وقد خفضت عدد من تلك الدول وهي اليونان وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، بشكل كبير كميات النفط التي تشتريها من ايران.
والدول الثلاث الأخرى هي الصين والهند وتركيا.
وحذرت تركيا من أن انهاء الاعفاءات سيضر بالعديد من الدول.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو في مؤتمر صحافي مع نظيره البلجيكي في انقرة “الآن تقول الولايات المتحدة أنها ستلغي الاعفاءات. سيضر ذلك بالفعل بجميع الدول”، دون ان يسميها.
وبدورها، ستواصل الصين “العمل من أجل حماية حقوق الشركات الصينية القانونية والمشروعة”، بحسب غينغ.
أما المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا فصرح للصحافيين أن طوكيو تأمل في “تبادل الآراء المتعلقة بالشركات اليابانية، ومناقشة الخطوات الضرورية لتجنب التأثير (السلبي) على إمدادات الطاقة لليابان”.
أما وزير الطاقة الهندي دهارميندرا برادهان فكتب على تويتر أن نيودلهي ستتسلم “إمدادات إضافية من دول أخرى كبرى منتجة للنفط” مضيفا أن مصافي النفط “مستعدة تماماً لتلبية الطلب المحلي على البنزين والديزل وغيرها من منتجات النفط”.
وتعتمد مصافي النفط في كوريا الجنوبية – التي تفتقر إلى موارد الطاقة – على النفط الإيراني بشكل كبير خاصة المكثفات النفطية المستخدمة في إنتاج المواد البتروكيميائية.
واستوردت سيول 2,4 مليون طن من المكثفات النفطية من إيران في الربع الأول من العام، بحسب جمعية صناعة البتروكميائيات الكورية، أي أكثر من 30% من إجمالي مشترياتها.
وتعتبر المكثفات الايرانية أدنى سعرا من غيرها كما أنها “افضل نوعية”، بحسب ما صرح المتحدث باسم شركة هانوها توتال، احدى أكبر شركات البتروكيميائيات في كوريا الجنوبية، لوكالة فرانس برس.
وأضاف “علينا الآن البحث عن ثاني أفضل منتج”.
ويقول خبراء كوريون جنوبيون أن الغاء الاعفاءات الأمريكي كان متوقعا، وأن الشركات وضعت خططا احتياطية تتضمن تنويع خيارات الاستيراد من دول من بينها قطر واستراليا.
لكن ورغم تأكيد الولايات المتحدة أنها لن تمنح أي اعفاءات، قالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية انها ستواصل بذل “اقصى جهودها” لتمديد الاعفاء.
وبعدما انسحبت من الاتفاق بشأن الملف النووي الايراني، أعادت واشنطن في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي فرض عقوبات اقتصادية قاسية على الجمهورية الاسلامية الايرانية. وأرفقت اعادة فرض هذه العقوبات بتهديد الدول التي ستواصل التعامل تجاريا مع ايران بفرض عقوبات عليها.
وقبيل اعلان الولايات المتحدة وقف الاعفاء، صرح وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أن الرياض ملتزمة ضمان “توازن” سوق النفط العالمية.
في المقابل، ندّدت إيران بالعقوبات الامريكية الجديدة عليها واعتبرتها “غير قانونية”. (أ ف ب)