أوروبا
هولندا أحبطت هجوما الكترونيا روسيا على منظمة حظر الاسلحة الكيميائية
– أعلنت أجهزة الأمن الهولندية الخميس أنها أحبطت هجوما الكترونيا روسيا كان يستهدف منظمة حظر الاسلحة الكيميائية فيما اتهمت قوى غربية موسكو بالتورط في عدد من أكبر مخططات القرصنة الالكترونية في السنوات الأخيرة.
وطردت هولندا أربعة قالت أنهم عملاء روس من البلاد في نيسان/ابريل بعد أن كشفت عن محاولة تجسس يقوم بها جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية مستهدفا منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي.
وجاء الاتهام الهولندي بعد ساعات من تحميل كل من بريطانيا واستراليا جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي المسؤولية عن عدد من أكبر مخططات القرصنة في السنوات الأخيرة بما فيها قرصنة اللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي الأميركي والهيئة العالمية لمكافحة استخدام المنشطات في الرياضة.
وفي قضية التجسس في هولندا قالت الحكومة ان الروس أعدوا سيارة محملة بتجهيزات الكترونية في موقف سيارات فندق ماريوت بالقرب من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في لاهاي في محاولة لقرصنة نظامها المعلوماتي.
ووقت الهجوم كانت المنظمة تحقق في استخدام غاز اعصاب لتسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في سالزيري في بريطانيا. وقال مسؤولون هولنديون إنه لم يتضح ما إذا كانت عملية القرصنة مرتبطة بذلك.
ولكن الاستخبارات الهولندية والبريطانية كانت تتعقب الروس الذين تركوا عدة ادلة من بينها جهاز كمبيوتر محمول (لابتوب) وفاتورة سيارة أجرة من مقر الاستخبارات العسكرية الروسية إلى مطار موسكو، بحسب السلطات الهولندية.
وفي مؤشر على توسع نشاط الشبكة فإن جهاز كمبيوتر محمول يعود لاحد الروس الاربعة كان مرتبطا بالبرازيل وسويسرا وماليزيا مع أنشطة في ماليزيا لها علاقة بالتحقيق في إسقاط الطائرة التي كانت تقوم بالرحلة ام اتش17 فوق اوكرانيا عام 2014
– استدعاء السفير الروسي-
في بيان مشترك اتهم رئيس وزراء هولندا مارك روته ونظيرته البريطانية تيريزا ماي روسيا بالاستخفاف بالقيم العالمية.
وقال البيان “هذه المحاولة لدخول نظام آمن في مؤسسة دولية تعمل على تخليص العالم من الأسلحة الكيميائية يبين أن الاستخبارات العسكرية الروسية تستخف بالقيم العالمية والأنظمة التي تصون سلامتنا جميعا”.
وقالت الحكومة الهولندية أنها استدعت السفير الروسي بسبب هذه القضية.
وطالب رئيس حلف شمال الاطلسي ينز ستولتنبرغ روسيا بوقف تصرفاتها “المتهورة”.
وفي إشارة الى التصريحات البريطانية والاسترالية قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا أن المزاعم تم خلطها معا “بشكل عشوائي”.
وصرحت للصحافيين “يا له من خليط عَطر” في إشارة ساخرة إلى مزاعم بأن غاز نوفيتشوك الذي أدى إلى تسمم سكريبال وابنته كان موضوعاً في زجاجة عطر.
كما قال مندوب وزارة الخارجية الروسية لوكالة فرانس برس “هوس التجسس لدى الغربيين يزداد قوةً”.
وفي مؤتمر صحافي قال رئيس جهاز الاستخبارات الهولندي الجنرال اونو ايكلشيم أن الروس الاربعة توجهوا إلى مطار شيبول في امستردام في العاشر من نيسان/ابريل مستخدمين جوازات سفر دبلوماسية روسية والتقاهم مسؤول في السفارة الروسية.
وعرض جوازات سفر تظهر أن الروس الاربعة هم اليكسكسي مورينتس، ويفغيني سريبرياكوف واوليغ ستوكنيكوف والكسي مينين.
وقال أن الروس في البداية ركبوا سيارة أجرة من قاعدة جهاز الاستخبارات العسكرية في موسكو إلى المطار، وأن الاستخبارات الهولندية عثرت على فاتورة لأجرة السيارة في الفندق الذي كانوا يقيمون فيه. كما أن هواتفهم النقالة تم تفعيلها في موسكو بالقرب من مقر جهاز الاستخبارات.
وفي 11 نيسان/ابريل استأجروا سيارة سيتروين سي3 وقاموا باستكشاف المنطقة المحيطة بمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، وكانت الاستخبارات الهولندية تراقبهم طوال ذلك الوقت.
وبعد ذلك تمركز الروس في 13 نيسان/ابريل في فندق ماريوت القريب من المنظمة الدولية وبدأوا يلتقطون الصور فيما كانت سيارتهم في الفندق وصندوقها في مواجهة المنظمة.
وكان الصندوق يحتوي على معدات الكترونية لاعتراض الاتصال اللاسلكي بالانترنت في المنظمة، وكان الهوائي مخبأ في صندوق السيارة.
وبعد ذلك داهم عملاء هولنديون الرجال الاربعة.
وقال ايكلشيم “كانوا يحاولون القيام بعملية قرصنة من مكان قريب .. وقد اعترضناها وطردنا الرجال الأربعة من البلاد. لقد كانت عملية ناجحة”.
وفي داخل السيارة وجد الهولنديون جهاز كمبيوتر محمول وهواتف الرجال الأربعة.
وأضاف ايكلشيم “بالتأكيد لم يكونوا هنا لقضاء إجازة”.
وقال وزير الدفاع الهولندي أنك بييلفيلد خلال المؤتمر الصحافي أن “الحكومة الهولندية تعتبر ضلوع عملاء الاستخبارات هؤلاء في هذه العملية أمرا يثير القلق الشديد”. (أ ف ب)