ـ غزة ـ من محمد عبد الرحمن ـ أقدمت أليات وجرافات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء على هدم منزل الشهيد عمر أبو ليلى، قضاء مدينة سلفيت بالضفة الغربية، حيث تم تدمير المنزل الذي يتكون من طابقين وأربع شقق سكنية بالكامل وتسويته بالأرض، ولحاق أضرار جسيمة بالمنازل المجاورة له بعد تفجيره.
وجاء هدم منزل الشهيد عمر أبو ليلى رداً على تنفيذه عملية طعن وإطلاق نار قرب مستوطنة “أرئيل” المقامة على أراض فلسطينية مصادرة بين نابلس وسلفيت، والتي أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي وحاخام مستوطن، وإصابة جندي آخر بجراح حرجة، وما يزال جثمان الشهيد عمر ابو ليلى محتجزاً، فالاحتلال الإسرائيلي يتبع سياسة هدم منازل منفذي العلميات كنوع من الردع لترهيب الفلسطينيين بعد اقدامهم على تنفيذ العمليات.
وتقدمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي منتصف الليلة الماضية، وبرفقتها عدداً من الجرافات العسكرية، باتجاه منزل أبو ليلى، حيث أنه تم اغلاق المكان بالكامل ونشر القوات على مداخل البلدة.
ومع ساعات الصباح الأولى حاصرت القوات المعززة بالجرافات منزل عائلة الشهيد أبو ليلى، ومنعت المواطنين الاقتراب من المنزل، وطردت العائلة من منزلهم، وبدأت بهدم الجدران الداخلية وتفخيخها ومن ثم تفجيرها وهدمها بشكل كامل وتسويتها بالأرض.
وخلال عملية الهدم والتفجير التي استمرت لأكثر من 7 ساعات متواصلة تم تشريد 50 عائلة في العراء خلال العملية، فيما اندلعت خلال عملية الهدم مواجهات بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص وقنابل الغاز والصوت صوبهم دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
واعتدت قوات الاحتلال بشكل مباشر على الطواقم الصحفية التي كانت تعتلي سطح إحدى البنايات المجاورة، وأطلقت باتجاههم قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، لإجبارهم على مغادرة المكان، ما أدى لإصابة مصور فضائية النجاح محمد السايح بقنبلة غاز.
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد رفضت الأسبوع الماضي التماسا لوقف قرار الاحتلال بهدم منزل عائلة أبو ليلى، وأمهلت العائلة حتى الثلاثاء لإخلاء منزلها.
ويتألف منزل عائلة الشهيد أبو ليلى من بناية سكنية مكونة من طابقين وأربع شقق سكنية، وسيؤدي هدم المنزل إلى تهجير والديه وأشقائه الأربعة، وجميعهم أطفال، رغم اعتراف الاحتلال بأن أيا من أفراد الأسرة لم يكن له دور يذكر في العملية.