السلايدر الرئيسيثقافة وفنون
شباب مغاربة يطلقون تحديا بالخروج ليوم كامل بالباس التقليدي القديم
فاطمة الزهراء كريم الله
ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ أطلق بعض الشباب والشابات هذه الأيام تحديا بالخروج ليوم كامل بلباس تقليدي والتجوال بأزقة مدينة دمنات لاسترجاع الزي الرجالي والنسائي القديم.
و لقيت هذه الفكرة استحسانا وتجاوبا كبيرين من طرف الساكنة مما زاد فيهم روح التحدي. إذ انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور لشالات وشباب يرتدين الزي المغربي التقليدي، وبالضبط “الجلابة واللتام”.
و لاقت صور هؤلاء الشباب، إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن إعجابهم بهذا التحدي، لأنهم يعتبرون أن الزي المغربي هو اللباس الذي يبرز هوية المرأة المغربية ويجعلها تتحلى بصفات الاحتشام والرقي.
وكانت قد انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور لفتاة مغربية ترتدي الزي المغربي التقليدي، التي اطلقت تحدي اللباس التقليدي المغربي وتدعو من خلاله النساء المغربيات لاعتماد اللباس التقليدي من جديد في حياتهم اليومية.
و كانت معظم التعليقات إيجاببة، ترحيبا بالفكرة، وفي هذا الصدد، قالت الناشطة المغربية نوال السعدي لصحيفة ” “: إن “اللباس التقليدي المغربي تغير مع الزمن فالنساء في السابق كنّ أكثر حشمة ووقارا في لباسهن وأخلاقهن على عكس اللباس الذي أصبح يطلق عليه أنه تقليدي بالرغم من أنه يفتقد لكل مقومات الأصالة و التقاليد المغربية”.
وأضافت : ” في زماننا كانت النسوة ترتدين اللثام و الجلباب كرمز للحشمة و الوقار التي كانت تقتضي ستر المرأة لجسدها ووجهها عند الخروج من المنزل، أما الآن فقد هيمن اللباس العصري على تقاليدنا و عصرنا حتى غدا اللباس التقليدي الأصيل دخيلا على ثقافتنا”.
ويعتبر اللباس التقليدي المغربي، عبارة عن مجموعة الألبسة التراثية و الشعبية التي حافظ و مازال يحافظ عليها المغاربة منذ قرون، حيث يظهر جليا تشبثهم بمختلف الألبسة التقليدية خاصة في الأعراس و المناسبات الدينية شيوخا كانوا أم شبابا، ذكورا أم إناثا. باعتباره جزء لا يتجزأ من التراث.
ويعتبر القفطان و الجلابة و التكشيطة بالنسبة للنساء و كذا الجلباب و العمامة و البلغة و الشاشية بالنسبة للرجال، من أحد الرموز الثقافية التي يتميز بها المغرب.
ويختلف الزي الشعبي باختلاف المنطقة أو المدينة،حيث نرى اختلافا في الثوب والتطريز و الخياطة غبر أن رمزيتها و دلالاتها توحد المغرب.
وتتميز الخياطة للباس التقليدي المغربي بانتمائها إلى مناطق مغربية مشهورة. فالخياطة الفاسية تتميز بأصالة عريقة تمزج بين أصالة الإتقان والخيوط “الصقلية” المترقرقة باللمعان والتي لا ترضى المرأة الفاسية عنها بديلا. وهناك الخياطة الرباطية التي يطلق عليها أيضا الخياطة المخزنية، لأنها تجعل من الثوب قفطانا فضفاضا، كما كانت تلبسه نساء القصر في الماضي.
القفطان…
يعتز المغاربة بالقفطان كأحد رموز الثقافة الشعبية المتشبعة بأصالتها، ومهما تعددت أنواع الأثواب وجودتها تبقى للتكشيطة خاصيتها التي لا محيد عنها وهي مفخرة النساء من جميع الطبقات. حيث تجد أن المغربيات ما زلن يفضلن اللجوء إلى الخياط عوض التصميمات الحديثة.
يعتبر “القفطان” المغربي من أقدم الألبسة التقليدية، إذ يعود ظهوره إلى العصر المريني، لكنه انتشر في الأندلس، حسب بعض الباحثين، بفضل موسيقي “زرياب” في بداية القرن التاسع، الذي كان يرتدي هذا الزي، حينما انتقل إلى الأندلس.
أما فيما يخص التقنية المعتمدة في حياكة الأزياء التقليدية المغربية فتعود أصولها تاريخيا إلى مبدأ بسيط يقوم على حياكة و ثني قطعة ثوب واحدة بكيفية تجعلها لباسا متناسقا على قوام الجسم، و قد اشتهر الرومان قديما بهذه التقنية، إلا أن الصناع التقليديين المغاربة ظلوا يطورونها مع مرور القرون و حتى اليوم متشبثين في ذلك بأصالتها و مبدعين في ذات الوقت في تصميمها وتطريزها وملائمتها للأذواق المعاصرة لها.
الجلابة …