السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
غليان بالساحة التعليمية في المغرب بعد اعلان التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين إلى جانب المتعاقدين عن إضراب وطني
فاطمة الزهراء كريم الله
ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ بعدما أعلن “الأساتذة المتعاقدون” عن إنزال وطني لمدة ثلاثة أيام، اعلنت بدورها التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين عن إضراب وطني اليوم الأربعاء وغدا الخميس. ويأتي ذلك، في ظل الغليان والاحتقان المتزايد الذي تعرفه الساحة التعليمية، وعدم التعاطي الجاد للحكومة والوزارة مع ملفات الشغيلة التعليمية، وعلى رأسها ملف الأساتذة المرسبين قسرا (159 أستاذا) والمفروض عليهم التعاقد، وحاملي الشهادات، والزنزانة 9، وضحايا النظامين.
وأكدت تنسيقية الأساتذة المتدربين، أن التصعيد الجديد نتيجة للمستجدات التي يعرفها الملف، من خلال الحوار القطاعي الذي يجمع الوزارة الوصية مع النقابات التعليمية الست، التي كانت شاهدة وموقعة على محضر اتفاق 13 ابريل 2016، القاضي بتوظيف الفوج كاملا، وهو ما نقضته الدولة المغربية في ما بعد، انتقاماً من فعلنا النضالي ومعركتنا البطولية.
مؤكدة عزمها على استكمال معركتها النضالية حتى تحقيق كافة مطالبها المشروعة، وفي مقدمتها الدفاع عن المدرسة والوظيفة العمومية بمعية كافة الإطارات المناضلة، رغم كل الضربات القاسية التي تلقتها، عبر ترسيب خيرة مناضليها وحرمان بعض الأساتذة والأستاذات من اجتياز المباراة.
وطالبت التنسيقية بـ”إنصاف الأساتذة المرسبين وأستاذات العرفان والأستاذات الحوامل، ثم توظيف الفوج كاملا وتسوية الوضعية الإدارية لكافة مناضليه ومناضلاته”، داعية إلى إسقاط مخطط التعاقد، وإدماج كافة الأساتذة المفروض عليهم التعاقد في أسلاك الوظيفة العمومية”.
في هذا الصدد، قال إلياس هاني، عضو التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، إن “الخطوة النضالية لمعركة الأساتذة المتدربين تأتي في سياق استكمال الخطوات التي تسطرها التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين لانتزاع الحق ورفض الترسيب الذي تعرض له أزيد من 150 أستاذا متدربا، جراء معركتهم البطولية التي خاضها فوج الكرامة انتقاما منهم. مضيفا، أن الاحتجاج رد على الترسيب التعسفي الجائر الذي تعرض له فوج الكرامة، وما تبعه من أضرار نتيجة نقض المحضر المُوقع بين الدولة المغربية والتنسيقية الوطنية والنقابات التعليمية الست والمبادرة المدنية، القاضي بتوظيف الفوج كاملا، لتملي عليهم جميعا واجبا أخلاقيا وقانونيا وتاريخيا بتسوية الملف كاملا وفي أقرب الآجال”.
اولياء الأمور يدعون إلى تغليب مصلحة الوطن…
في ظل الغليان الذي تشهده الساحة التعليمية بالمغرب،أعربت الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب عن تنديدها الشديد بما اسمته “حالات العبث التي تستهدف الأسر ومتمدرسيها، نتيجة التوقفات المسترسلة للدراسة”، محملة المسؤولية الكاملة لجميع الأطراف في الموضوع، حكومة ووزارة ووصية ومضربين.
وانتقدت الفيدرالية، عدم استحضار جميع الأطراف للمصلحة الفضلى للمتعلمين والمتعلمات وللمصالح العليا للوطن، وزادت: “بوقوفهم عند حدود التعنت السلبي، الصغير الذي مهما عظم في نظر البعض، فإنه يبقى صغيرا قياسا مع المصالح العليا للوطن.
وشجبت الفيدرالية ما أسمته بـ “العبث غير محسوب العواقب، المتسبب في ضرب تكافؤ الفرص بعدم تأمين الزمن المدرسي للمتمدرسين، والإجهاز الكلي على ما تبقى من مكتسبات المدرسة العمومية التي هي الملجأ الوحيد والأوحد لأبناء الشعب المغربي، خاصة في العالم القروي”.
وكشف عن عزمه على تنظيم وقفات احتجاجية في كل ربوع المملكة، في حالة عدم إيجاد حل فوري لهذا المشكل العويص الذي يهدد مصير المتعلمين، خاصة المقبلين على الامتحانات الإشهادية، داعيا مختلف الأطراف في القطاع التعليمي إلى استحضار الواجب المهني. مشددة على التصدي بكل السبل القانونية المعمول بها للدفاع عن المتمدرسين وأسرهم، لمواجهة هذا الصمت الرهيب لكل الجهات المعنية بهذا الموضوع، منبهة إلى المنزلق الخطير الذي يذهب ضحيته أبناء الفئات الهشة من المجتمع، لاسيما في العالم القروي.
وأوضح علي فناش، نائب رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب، أن “المسألة تستدعي تدخلا عاجلا من قبل جميع الجهات، لأن الأمر لا يقتصر فقط على وزارة التربية الوطنية، وإنما يشمل أيضا رئيس الحكومة ومختلف القطاعات الوزارية والبرلمان، بغية تغليب المصلحة العليا للوطن، على أساس أن السنة الدراسية توشك على الانتهاء. مضيفا أنه يجب تفادي الصراع بين الطرفين، عبر إيجاد حل مشترك، وذلك من أجل مراعاة المصلحة العليا للتلاميذ، لأن التلاميذ يتابعون دراستهم بشكل عادي داخل المدارس الخاصة، لكن أبناء الشعب منقطعون عن الدراسة لأزيد من شهرين، فعلى سبيل المثال توجد 76 مؤسسة مغلقة بشكل كامل في مدينة زاكورة”.