السلايدر الرئيسيتحقيقات
“الأموات في تونس” يتبرعون لحركة النهضة الاسلامية ويمولون “حملاتها الانتخابية”
سناء محيمدي
ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ أثار تقرير محكمة المحاسبات التونسية، المتعلق بنتائج مراقبة تمويل الحملة الانتخابية للمجالس المحلية التي جرت في عام 2018 جدلا حادا في الأوساط السياسية وفي الشبكات الاجتماعية في تونس، غير أن الكشف عن تبرعات “الموتى” لصالح حركة النهضة أثارت حفيظة التونسيين.
وكشف تقرير محكمة المحاسبات عن وصولات التبرع لـ”حركة النهضة”، التي حصدت المرتبة الثانية في الانتخابات المحلية الأخيرة، كشف عن هويات وأرقام بطاقات تعريف 68 شخصا تبين سجلات الحالة المدنية أنهم كانوا متوفين خلال تاريخ التبرع، موضحة أن “من بين الـ68 شخصا 25 مرت على وفاتهم بين 3 و11 سنة قبل موعد التبرع”.
ويشير التقرير المذكور الى أن هذه التبرعات تتعلق بسنوات 2016 و2017 و2018، وتبلغ قيمتها حسب الترتيب بين نحو 12.525 دينار (4144 دولارا) و1.944 دينارا (643 دولارا) و5870 دينارا (1942 دولارا).
كما سجلت محكمة المحاسبات ملاحظات أخرى من بينها غياب إمضاء المتبرّع في نحو 329 وصل تبرّع، خلال شهر أبريل/نيسان 2018 من جملة عينة شملت 2404 وصل تبرّع.
النهضة ترد
وفي رد على تقرير محكمة المحاسبات، أكد المتحدث الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري، خلال ندوة صحفية، أن ما عرف بـ “تبرعات المتوفين” سببه أخطاء في أرقام هويات بعض المتبرعين، على حد قوله، مضيفا أن نسبة الخطأ ضئيلة للغاية مقارنة بحجم التبرعات التي تقدم للحركة.
ونفى عماد الخميري وجود أي حساسيات من قبلهم تجاه قضاة دائرة المحاسبات، معتبرا أنهم قاموا بجهد كبير لمراقبة تمويل الانتخابات، وفق تعبيره.
سخرية..وتندر
وتحول خبر تبرع الموتى بتونس لفائدة حركة النهضة التونسية، الى مادة للتندر وسخرية النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وتهكموا بقولهم إن الأموات بتونس تجاوزوا مرحلة التصويت في الانتخابات بل أصبحوا يتبرعون ويمولون الحملات الانتخابية أيضا.
في حين، نادى شق آخر، بفتح مكاتب خاصة لحركة النهضة بالمقابر، خصوصا مع قرب الانتخابات المقبلة، بينما اعتبر آخرون أن تبريرات حركة النهضة الإسلامية، غير مقبولة وواهية، مقارنة بما جاء في تقرير محكمة المحاسبات.