شرق أوسط

الجيش الألماني يدرب جنودا سعوديين ليصبحوا ضباطا

ـ برلين ـ رغم التوترات مع السعودية بسب حرب اليمن، يدرب الجيش الألماني بداية من منتصف هذا العام سبعة جنود سعوديين ليصبحوا ضباطا.

وذكرت مصادر في وزارة الدفاع الألمانية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن خمسة منهم سيبدأون تدريبهم لدى القوات البرية الألمانية في تموز/يوليو المقبل، بينما سيتدرب الاثنان الآخران لدى القوات الجوية الألمانية.

وبحسب البيانات، سيتلقى سبعة جنود سعوديين آخرين دورات لتعلم اللغة الألمانية في ألمانيا اعتبارا من تموز/يوليو المقبل، ليبدأوا بعد ذلك الانخراط في تدريب الضباط عام .2020

ولم تأت انتقادات التعاون مع السعودية من جانب المعارضة الألمانية فحسب، بل أيضا من الشريك في الائتلاف الحاكم، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حيث قال النائب البرلماني عن الحزب، توماس هيتشلر، في تصريحات لـ(د.ب.أ): “طالما أن السعودية تقود حربا في اليمن، يتعين تعليق التدريب العسكري لشباب الضباط السعوديين من جانب الجيش الألماني… ما يمكن تصوره هو مشاركتهم في مسارات تدريبية تهدف إلى نشر المبادئ الديمقراطية واعتبارات القانون الدولي”.

ومن جانبه، قال خبير الشؤون السياسية في حزب الخضر، أوميد نوريبور، إنه حان الوقت لإنهاء التعاون الأمني مع السعودية، مبررا ذلك ليس فقط بحرب اليمن، بل أيضا بأوضاع حقوق الإنسان في السعودية، مشيرا في ذلك إلى إعدام 37 شخصا هناك الأسبوع الماضي.

وبعبارات بالغة النقد، قال نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب “اليسار”، سيفيم داجدلين: “إنه لأمر شنيع أن تسمح الحكومة الألمانية بتدريب الجزارين في ألمانيا لصالح ديكتاتورية قطع الرؤوس الإسلامية”.

وتقود السعودية منذ عام 2015 تحالفا يضم دولا عربية لمقاتلة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. وبحسب بيانات الأمم المتحدة، أدت هذه الحرب إلى أسوأ كارثة إنسانية حاليا على مستوى العالم. ويشارك في هذا التحالف أيضا الإمارات.

ويعود تدريب الجنود السعوديين إلى زيارة قامت بها وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين للعاصمة السعودية الرياض في كانون أول/ديسمبر عام 2016، حيث اتفقت الوزيرة مع ولي العهد الحالي محمد بن سلمان، الذي كان يشغل في ذلك الحين منصب ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي، على تدريب بعض الجنود السعوديين في ألمانيا. وتم توقيع اتفاقية بذلك في نيسان/أبريل عام .2017

ولم تشكك الحكومة الألمانية الجديدة التي تولت مهام منصبها في آذار/مارس عام 2018 في هذه الاتفاقية، بالرغم من أن الائتلاف الحاكم، الذي يضم التحالف المسيحي المنتمية إليه المستشارة أنجيلا ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي، اتفقا في ميثاق الائتلاف الجديد على تشديد السياسة المتبعة مع السعودية. وينص ميثاق الائتلاف على حظر جزئي لتوريد أسلحة ألمانية للدول المشاركة بشكل مباشر في حرب اليمن.

وعقب مقتل الصحفي السعودي الناقد للمملكة، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده بإسطنبول، أصدرت الحكومة الألمانية قرارا بوقف تام لتصدير الأسلحة الألمانية للسعودية في تشرين ثان/نوفمبر الماضي، وتم تخفيف هذا الحظر قبل بضعة أسابيع.

ولا يقوم الجيش الألماني حاليا بتدريب عسكريين من الإمارات. وأتم الجنود السعوديين، الذين سيبدأ تدريبهم في تموز/يوليو المقبل، دورات تعلم اللغة الألمانية في ألمانيا خلال الأشهر الماضية. وسيعقب التدريب لدى القوات البرية والجوية الألمانية دراسة لمدة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أعوام في جامعة الجيش الألماني.

تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تقيم علاقات عسكرية مثل التي تقيمها مع السعودية مع نحو مئة دولة أخرى. وتنظر الحكومة الألمانية إلى تدريب الضباط لأفراد الأمن من دول أخرى كأداة مهمة لنشر القيم الديمقراطية.

وتتكفل السعودية بكامل تكاليف تدريب جنودها في ألمانيا. (د ب أ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق