أقلام يورابيا

الحرب بالكلمات

أحمد المصري

أحمد المصري

حربنا بالكلمة والفكرة، وهي حرب معقدة وبسيطة في آن معا.

بسيطة لأنها تواجه العتمة، ومواجهة العتمة لا تستحق أكثر من إضاءة شعلة بسيطة لتتبدد كل تلك العتمة.

ومعقدة، لأن قوى العتمة طورت نفسها كثيرا فصارت تأخذ أشكالا وصيغا كثيرة، حتى ان لمبة مزيفة توهم من يقتنيها ان فيها الضوء..تخزن في داخلها من العتمة ما يكفي لظلمة كونية.

ها نحن لا نكاد نكمل الشهر الأول من بعد انطلاقتها، وعجلة التحرير اليومي تتسارع من خلال مكاتبنا ومراسلينا والأخبار والتقارير الواردة من كل مكان على هذا الكوكب ونحن نطارد بجهد البحث عن الجديد والمستنير.

قلنا كلمتنا في البداية، بأننا لا نتبع احدا، ولا نسمح لأنفسنا ان نكون في أجندة لأحد، أو امتداد لأجندات أي أحد.

لكن لنا اجندتنا الخاصة بنا، والتي توافقنا عليها منذ أسسنا المشروع، وموقع أحد أذرعه وأهم منصاته، وأجندتنا ببساطة تتمحور حول محاربة العتمة والتجهيل، وأخطر ما يواجهنا كعالم عربي هو التطرف والإقصاء وإلغاء الآخر باسم الدين او الطائفة او المذهب.

نحن نقاتل عبر كل أذرعنا ومنصاتنا من اجل الإنسان، والإنسان العربي هو جزء من كامل مفهوم الإنسانية في هذا العالم.

نحن نحارب وبضراوة الإسلام السياسي، كما نحارب بذات الضراوة أي تعصب ديني أو شوفيني قومي إقصائي، نؤمن بعروبتنا كجزء طبيعي في سياق التطور الإنساني، ونؤمن بحضارتنا العربية والإسلامية كجزء من تاريخ الإنسانية، كما نؤمن بحضارتنا المسيحية التي أعطاها المشرق للعالم هدية تنوير، لكن كل ما نؤمن به، قائم على إيماننا المطلق بقيمة الإنسان..والإنسانية.

التعقيد يكمن في عملنا اليومي، فنحن لا ننشر الخبر أو التقرير لأننا ننحاز إلى جهة على حساب جهة، بل نحاول ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، أن نحفر في ما وراء الخبر مؤكدين على أننا نبحث عن التوازنات التي تحافظ على هويتنا الإنسانية.

لسنا على وتيرة فكرة واحدة داخل ، نحن متعددون في الاختلاف، لكن متفقون على الإنسان.

في مقال سابق لي، تواصل معي شريكي في التأسيس زميلي وصديقي الكاتب الإعلامي مالك العثامنة رافضا بعض ما جاء في مقالي، لكنه اكد لي احترامه لوجهة نظري حتى لو اختلفنا، وهو ما جعلني كرئيس للتحرير أطمئن أكثر إلى اننا في الطريق الصحيح، فالاختلاف يرسخ التعددية المطلوبة.

نحن نحاول في ان نستعيد شيئا من ألق الصحافة ما قبل عصر ثورة الانترنت، وتوظيف تلك الثورة التكنولوجية بكل أدواتها ضمن أصالة الصحافة الحرة والمسؤولة.

من هذا المنطلق، أعيد ما بدأت به بالقول وأكرر: حربنا بالكلمة والفكرة، وهي حرب معقدة وبسيطة في آن معا.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق