مشعل السديري
معروف أن دول الخليج وجنوب العراق وجنوب إيران، هي من أحر مناطق العالم في فصل الصيف، حيث تصل درجة الحرارة أحياناً إلى 50 درجة.
وتعايش السكان مع هذا الواقع المرير طوال العصور، وأول ما سمعوا عن اختراع المراوح قبل المكيفات كان في أوائل الثلاثينات الميلادية من القرن المنصرم.
وصادف أيضاً أنهم عرفوا الكهرباء في ذلك الوقت، وقرر المسؤولون في إحدى الدول الخليجية أن يجلبوا عدداً من تلك المراوح ليخففوا من وطأة الحرارة، واستقر قرارهم وكلفوا أحد التجار ليستورد لهم مئات المراوح، واشترط المورد أن يقبض ثمن المراوح مقدماً.
وهذا هو ما حصل، وسافر التاجر إلى الخارج ليقوم بهذه المهمة، وبعد أكثر من شهر وصلت الحمد لله المراوح التي فرحوا بها فرحاً عظيماً، ولكنهم عندما فتحوا الصناديق، وإذا بهم يتفاجأون أنها تحتوي على مئات مراوح الخوص – أو ما يطلق عليها (المهفات) – وكانت صدمتهم كبيرة، وانطبقت عليهم المقولة المصرية الشهيرة: (يا فرحة ما تمت).
وانتظروا التاجر أن يعود ليوقعوا عليه أشد العقاب، غير أن التاجر الخبيث لم يعد منذ ذلك اليوم حتى يومنا هذا، وكانت تلك الواقعة هي أكبر عملية نصب وخداع تمت.
والذي ذكرني بها هو واقعة أخرى مشابهة لها تقريباً مع اختلاف الهدف، وهذا ما قرأته في مقالة كتبها الأستاذ خالد القشطيني في جريدة «الشرق الأوسط»، وجرت أحداثها إبان الحرب العالمية الثانية، حيث جاء فيها:
إن البحرية الفرنسية قررت إرسال البارجة (ريتشليو) إلى أميركا، لإعادة تسليحها، فطلبت تزويدها بـ1500 سترة نجاة للبحارة الذين يشكلون طاقم البارجة، وقد وصلت البرقية إلى الضابط البريطاني تطلب 1500 برازيير دي سوفتاج وتعني لدى الإنجليز الصدرية التي تضعها المرأة على نهديها، استغرب الضابط الإنجليزي من الطلب، ودفعاً لأي خطأ أو التباس في الموضوع، أبرق الضابط البريطاني لنظيره الفرنسي يسأله ويطلب منه التأكيد، وتسلم منه الرد، مؤكداً أنهم لن يغادروا الميناء حتى يتم تجهيز البارجة بهذا العدد من البرازيير نظراً لما قد يواجهون من خطر غواصات الألمان المنتشرة في المحيط.
وعندما أبحرت السفينة وهي في عرض المحيط الأطلسي، قرر القائد أن يفتح الصناديق لتوزيع سترات النجاة على الجنود البحارة، وإذا بالسترات كلها (سوتيانات)، ومن حسن حظ السفينة أنها لم تصب ووصلت بسلام إلى نيويورك، وكانت هذه الحادثة هي أكبر غلطة أو فضيحة حصلت في الحرب.
المفارقة أن بعض الجنود أصروا إلاّ أن يلبسوا السوتيانات، ولسان حال كل واحد منهم يقول: ريحة أبو زيد ولا عدمه، بل إن بعضهم نام بها.
وتعايش السكان مع هذا الواقع المرير طوال العصور، وأول ما سمعوا عن اختراع المراوح قبل المكيفات كان في أوائل الثلاثينات الميلادية من القرن المنصرم.
وصادف أيضاً أنهم عرفوا الكهرباء في ذلك الوقت، وقرر المسؤولون في إحدى الدول الخليجية أن يجلبوا عدداً من تلك المراوح ليخففوا من وطأة الحرارة، واستقر قرارهم وكلفوا أحد التجار ليستورد لهم مئات المراوح، واشترط المورد أن يقبض ثمن المراوح مقدماً.
وهذا هو ما حصل، وسافر التاجر إلى الخارج ليقوم بهذه المهمة، وبعد أكثر من شهر وصلت الحمد لله المراوح التي فرحوا بها فرحاً عظيماً، ولكنهم عندما فتحوا الصناديق، وإذا بهم يتفاجأون أنها تحتوي على مئات مراوح الخوص – أو ما يطلق عليها (المهفات) – وكانت صدمتهم كبيرة، وانطبقت عليهم المقولة المصرية الشهيرة: (يا فرحة ما تمت).
وانتظروا التاجر أن يعود ليوقعوا عليه أشد العقاب، غير أن التاجر الخبيث لم يعد منذ ذلك اليوم حتى يومنا هذا، وكانت تلك الواقعة هي أكبر عملية نصب وخداع تمت.
والذي ذكرني بها هو واقعة أخرى مشابهة لها تقريباً مع اختلاف الهدف، وهذا ما قرأته في مقالة كتبها الأستاذ خالد القشطيني في جريدة «الشرق الأوسط»، وجرت أحداثها إبان الحرب العالمية الثانية، حيث جاء فيها:
إن البحرية الفرنسية قررت إرسال البارجة (ريتشليو) إلى أميركا، لإعادة تسليحها، فطلبت تزويدها بـ1500 سترة نجاة للبحارة الذين يشكلون طاقم البارجة، وقد وصلت البرقية إلى الضابط البريطاني تطلب 1500 برازيير دي سوفتاج وتعني لدى الإنجليز الصدرية التي تضعها المرأة على نهديها، استغرب الضابط الإنجليزي من الطلب، ودفعاً لأي خطأ أو التباس في الموضوع، أبرق الضابط البريطاني لنظيره الفرنسي يسأله ويطلب منه التأكيد، وتسلم منه الرد، مؤكداً أنهم لن يغادروا الميناء حتى يتم تجهيز البارجة بهذا العدد من البرازيير نظراً لما قد يواجهون من خطر غواصات الألمان المنتشرة في المحيط.
وعندما أبحرت السفينة وهي في عرض المحيط الأطلسي، قرر القائد أن يفتح الصناديق لتوزيع سترات النجاة على الجنود البحارة، وإذا بالسترات كلها (سوتيانات)، ومن حسن حظ السفينة أنها لم تصب ووصلت بسلام إلى نيويورك، وكانت هذه الحادثة هي أكبر غلطة أو فضيحة حصلت في الحرب.
المفارقة أن بعض الجنود أصروا إلاّ أن يلبسوا السوتيانات، ولسان حال كل واحد منهم يقول: ريحة أبو زيد ولا عدمه، بل إن بعضهم نام بها.
الشرق الأوسط