أوروبا

البابا في بلغاريا يلتقي لاجئين ويصلي من أجل السلام

ـ صوفيا ـ في اليوم الثاني من زيارة البابا فرنسيس الى بلغاريا، عبر اللاجئ الكردي السوري جمعة حسين عن معاناة اللاجئين في هذا البلد الأفقر بين دول الاتحاد الاوروبي قائلا “اذا ما التقيت البابا، فسأقول له إني أعيش مثل كلب”.

وعلى غرار مئات آلاف السوريين الذين فروا من بلادهم هربا من الحرب الدائرة هناك منذ سنوات، كان هذا التقني السابق يرغب في التوجه الى المانيا.

وقد أرغمه تشديد عمليات الرقابة على الحدود وقواعد استقبال اللاجئين في الاتحاد الأوروبي، على طلب اللجوء في بلغاريا التي وصلها قبل أكثر من عام.

وأمضى هذا الرجل الذي يبلغ ال 49 من العمر وعائلته، أحد عشر شهرا في مركز استقبال للمهاجرين في ضواحي صوفيا التي سيزورها البابا الاثنين، في اليوم الثاني من رحلته إلى بلغاريا.

وفي خطابه الاول على الأراضي البلغارية يوم الاحد، دعا البابا فرنسيس البلاد إلى “الترحيب” بالذين “يفرون من الحرب والبؤس”.

لكن تجربة جمعة حسين، على غرار كثر من اللاجئين في بلغاريا، تندرج في سياق الظروف الصعبة في هذا البلد الذي لم يضع خطة لإدماج طالبي اللجوء الذين يحصلون فقط على مساعدات من متطوعين وعدد قليل من الجمعيات.

ويوجز حسين الوضع بالقول “على الأقل نحن على قيد الحياة، تتوافر الماء والكهرباء”. ويضيف هذا الذي بات يعمل حمالا “لكننا لم نتوقع أن نعيش مثل المتسولين في أوروبا”.

وقبل العثور على شقة من غرفتين للإيجار في العاصمة، كان يعيش في الشارع مع زوجته وطفليهما القاصرين وحماته المريضة.

وتؤكد المنظمات غير الحكومية النادرة التي ترافق الواصلين الجدد ان العثور على مسكن وطبيب هما من بين ابرز التحديات.

وقالت ليندا أونيس، رئيسة مجلس النساء اللاجئات “دعونا نأمل في أن يلهم البابا مستقبليه على التعاطي بإيجابية مع اللاجئين”.

ولا يضم مخيم فراديبنا الذي سيزوره البابا سوى حوالى 60 طالب لجوء، معظمهم من سوريا والعراق، في حين أنه يتسع لأكثر من 300 شخص. كما أن مراكز الاستقبال الأربعة الأخرى في البلاد لا تستقبل سوى ربع طاقتها.

حدود مقفلة

وتراجع كثيرا عدد المهاجرين إلى بلغاريا منذ 2016 بسبب تباطؤ التدفق من تركيا وإقامة سياج على طول الحدود التي يبلغ طولها 274 كيلومترا بين البلدين.

ودائما ما توجه الى السلطات البلغارية التي تقول انها منعت 5000 مهاجر في 2018 من الدخول، والعدد نفسه منذ بداية السنة، تهمة انتهاك حقوق الاشخاص الذين يطلبون اللجوء.

وإذا كانت الأقلية التركية المهمة (حوالى 10 % من السكان) المتحدرة من الحكم العثماني الطويل على بلغاريا، قد نجحت بالاندماج في البلاد وهي ممثلة سياسيا فيه، فإن وصول لاجئين مسلمين من الشرق الأوسط مرفوض من قبل الحكومة اليمينية وحلفائها القوميين، كما من المعارضة الاشتراكية.

وحتى الكنيسة الأرثوذكسية تعتبر حركة اللجوء هذه “تهديدا لاستقرار الدولة” و “اخلالا بالتوازن العرقي”.

وكان رئيس الدولة رومان راديف، المقرب من الاشتراكيين، قد أكد للبابا الأحد أن “المجتمع البلغاري لا يتسامح مع العنصرية”.

الا أن ديسيسلافا بيتكوفا من إدارة الهجرة في منظمة كاريتاس غير الحكومية الكاثوليكية، أعربت عن أسفها لوضع اللاجئين بالقول ان “الدعاية السياسية غير الأخلاقية تستهدف الجماعات المهمشة” وخاصة المهاجرين الذين يقدمون على أنهم عبء أو من حاملي الأفكار المتطرفة.

وهكذا، اضطرت عائلة سورية استقبلها في 2017 في بلدة بيلين (شمال) الكاهن الكاثوليكي باولو كورتيزي، الى المغادرة تحت ضغط المتظاهرين القوميين، بينما تعرض الكاهن للتهديد بالقتل.

وستحصل مدينة أخرى على دعم البابا الاثنين: إنها راكوفسكي ذات الأغلبية الكاثوليكية، في هذه الدولة الأرثوذكسية حيث يمثل الكاثوليك أقل من 1% من السكان.

وسيقوم حوالى 250 طفلا في هذه المناسبة بمناولتهم الأولى في حضور البابا في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 17000 نسمة، وتبعد 160 كيلومترا من صوفيا.

وقال العمدة بافل غودجيروف الذي يتوقع أن يرى جميع السكان تقريبا يتدفقون إلى الشوارع المزينة بحوالى 800 علم “ستكون هذه ذكرى لا تُنسى”.

في نهاية اليوم، سيعود البابا إلى صوفيا لحضور اجتماع بين الطوائف “من أجل السلام” لن يشارك فيه زعماء الكنيسة الأرثوذكسية البلغارية، لأنهم يرفضون الحوار مع الفاتيكان. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق