السلايدر الرئيسيتحقيقات
طلاب الجامعة يصرون على رحيله والمعارضة ترفض مجالسته… رئيس الجزائر في مأزق
نهال دويب
ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ سار طلبة الجزائر اليوم الثلاثاء، في مسيرتهم الحادية عشر منذ بدء حراك 22 فبراير / شباط الماضي، وكانوا ككل ثلاثاء في الموعد بحماسة مرتفعة وشعارات موحدة مفعمون بالنشاط رغم تزامن حراكهم مع شهر رمضان، وأكدوا على استمرارهم خلال هذا الشهر وصاحوا بأعلى صوتهم “مراناش حابيس في رمضان خارجين” أي “لن نتوقف وسنخرج في شهر رمضان” كتأكيد منهم على أنهم “الشريان الأكثر شهية للتغيير”.
وتدفق آلاف الطلاب سيرا منذ الساعات الأولى من صبيحة اليوم الثلاثاء سيرا على الأقدام من مقر الجامعة المركزية في العاصمة متجهين نحو ساحة البريد المركزي وحناجرهم تصيح “جزائر حرة ديمقراطية” دون ملل أو كلل.
وتزامنت مسيرتهم الحادية عشر مع خطاب رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح الذي أعلن فيه عن تمسكه بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد في الرابع من يوليو/تموز المقبل ودعوته لإجراء جولة ثانية من الحوار والمشاورات.
ورفع المتظاهرون في ساحة البريد المركزي التي أصحبت تمثل أحد قلاعهم للتعبير عن مواقفهم من التطورات المتسارعة التي تشهدها البلاد شعارات تطالب بالتغيير الجذري للنظام ورحيل بن صالح وبدوي، وضرورة تنصيب شخصية توافقية تقود المرحلة عوض بن صالح على غرار “الطالب يريد شخصية توافقية”.
وحمل طلاب الجامعات صورا لشخصيات يريدون منها أن تقود المرحلة الانتقالية، يتقدمها وزير الخارجية الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي، ورئيس الحكومة السابق أحمد بن بيتور والمحامي والناشط الحقوقي مصطفى بوشاشي وأسماء أخرى.
وتزامنا مع استمرار طلاب الجامعات في حراكهم، تتسع الهوة يوما بعد يوم بين الطبقة السياسية في الجزائر ورئيس الدولة الجزائرية المؤقت عبد القادر بن صالح فلم تجد دعوته إلى مباشرة جولة “ثانية” من الحوار والمشاورات آذان صاغية، وتفاقمت حدة التشدد والتصلب بين المعارضة والسلطة وبرز هذا إعلانها “الرفض القاطع” للحوار مع بن صالح المرفوض شعبيا وحكومته التي يقودها نور الدين بدوي أحد “الباءات الثلاثة” المتبقية.
حزب إسلامي: دعوة بن صالح مؤامرة على الشعب
واعتبر زعيم حزب جبهة العدالة والتنمية الإسلامي، دعوة الرئيس المؤقت للحوار والتمسك بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها بـ “المؤامرة على الشعب الجزائري”.
وكتب جاب الله، في منشور على صفحته في “فيسبوك”: “سبق وأن رفضنا دعوته للحوار وسنرفضها اليوم كذلك، وأتعجب من شخص لم يحضر للجلسة التي دعا إليها سابقا بأن يطالب بالحوار من أجل إجراء الانتخابات في موعدها”.
وأكد الحزب الذي يحتضن أسبوعيات اجتماعات كتلة المعارضة، أنه “ورغم ما تحقق من مطالب الهبة الشعبية السلمية، فإن هناك محاولات ” من السلطة السياسية الفاقدة للشرعية الشعبية بالالتفاف والمماطلة في الاستجابة لها، والسعي لفرض أجندتها وتثبيت إرادتها، وإصرارها على إلغاء إرادة الشعب والتفريط في الدولة، بدل تنازلها عن السلطة”.
وجددت التشكيلة السياسية التي يقودها أحد الوجوه الإسلامية البارزة في الساحة السياسية “التزامها بمطلب الشعب القاضي بإنهاء بقايا السلطة السياسية الفاقدة للشرعية والمرفوضة شعبيا، لذلك فإن أي استنساخ لحوار تديره هذه السلطة السياسية لا يمكنه أن يكون توافقيا ولا ناجحا ولا ينتظر منه أن يحقق أهم هدف من أهداف الهبّة الشعبية، ألا وهو تحقيق شروط الاختيار الحر لحكامه، من خلال إنشاء هيئة وطنية مستقلة للتنظيم والإشراف على الانتخابات – كل مراحل الانتخابات – وليس ما تبقى منها كما يراد لها أن تكون”.
بن صالح لا يمكن أن يكون جزءا من الحل
وأعلن رئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي، رفضه إقامة أي حوار مع السلطة قبل رحيل بن صالح وحكومة بدوي، وقال في مؤتمر صحفي، نظمه الإثنين في العاصمة الجزائرية إن “بن صالح وبدوي من رموز نظام بوتفليقة، وكانا شريكين في خدمة سياساته، وليس ممكنا أن يكونا جزءا من الحل”، وأضاف أن مواقف حزبه منسجمة مع مواقف الشعب التي تطالب برحيل رموز النظام، موضحا أنه “لم يبق أمام بن صالح وبدوي سوى الاستقالة وليس إدارة حوار بين الجزائريين”، مشيرا إلى أنه لا يمكن إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة قبل توفير الظروف والشروط السياسية اللازمة، وأولها “رحيل رموز النظام البوتفليقي”.