ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ فجر منح السلطات المحلية في محافظة بجاية (شرقي الجزائر العاصمة)، شهادة “الفقر” للمعوزين موجة غضب واستياء واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
الوثيقة المختومة من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي (منتخب محلي) لبلدية “بجاية” (عاصمة القبائل الصغرى في الجزائر)، تحمل عنوان “شهادة الفقر” ومكتوب عليها “يشهد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية بجاية بعد الطلب المقدم من طرف.. وبعد التحقيق في حالة المعني بالأمر بأنه محتاج. سلمت هذه الشهادة لاستعمالها فيما هو قانوني”.
وأوكلت للبلديات تزامنا مع شهر رمضان، مهام توزيع المساعدات للمواطنين المعوزين، متمثلة في مبلغ مالي مقدر بـ”6 آلاف دينار جزائري” عوض تقديم مؤونة داخل قفة تسمى لدى الرأي العام بـ”قفة رمضان” التي توجه إلى الفقراء والمعوزين بمبلغ مالي لا يقل عن 20 ألف دينار أي (200 دولار أمريكي)، وهي عبارة عن كمية من المواد الغذائية الضرورية في موائد الإفطار خلال شهر الصيام تمنح لأصحابها في إطار ما يعرف بـ”مخطط التضامن الوطني” الذي كان يروج له وزراء ومسؤولين سابقين في حكم بوتفليقة إضافة إلى تجهيزات أسواق “الرحمة” مخفضة الأسعار وذلك من باب شراء السلم الاجتماعي.
كما طالبت الحكومة الجزائرية من البلديات إجراء تحقيق موسع مع طالبي المساعدات للتأكد من حالتهم الاجتماعية.
وتحصي الجزائر حوالي ثمانية ملايين جزائري يندرجون في “خانة الفقراء” و “المعوزين” في حين كانت الخزينة العمومية تنام على 180 مليار دولار، وهو ما كرس اختلالات اجتماعية كبيرة، وسوء توزيع للثروة الوطنية على مختلف الفئات ودفع بالجزائريين إلى النزول إلى الشارع والمطالبة برحيل النظام.
واعتبر قطاع عريض من رواد مواقع التواصل الاجتماعي “شهادة الفقر” إهانة للجزائريين وإذلال لكرامتهم، وكتب الاعلامي والكاتب عبد العزيز بوباكير “شهادة الفقر لا توجد في أي بلد في العالم إلا في بلد غني كالجزائر”، وكتب آخر “في إحدى أغنى بلاد الله أصبح مواطن تحرر له شهادة الفقر”.