السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
استحواذ الشيخة موزة على 70% من مجمع بنك الزيتونة يفتح الجدل مجددا في تونس
ـ تونس ـ قالت مؤسسة الكرامة القابضة أن هيئة بنك الزيتونة بمختلف فروعها قد جرى بيعها في إطار طلب عروض دولية بوصفها الشركة المصادرة لقسط نسبته 70% من رأس مالها لفائدة مجمع الماجدة القطري لصاحبته الشيخة موزة و ذلك بقيمة تناهز إجمالا نحو 370 مليارا دينار تونسي.
ويرى مراقبون ان هذه الصفقة ستقتح الجدل مجددا في تونس حول التمدد القطري داخل البلاد، ناهيك عن الدعم للتيارات “الاخوانية” في الدولة وعلى راسها حركة “النهضة”.
وقالت مصادر مطلعة ان طلبات العروض قد شهدت مشاركتين وحيدتين اقتصرتا على مؤسستي هيئة الودائع والضمانات المغربي والمنشئة المالية للمؤسسة الماجدة القطرية لصاحبتها الشيخة موزة المسند والتي تمكنت من الفوز بالمناقصة الوطنية.
لجدير بالذكر انه سبق لمؤسسة الكرامة القابضة المكلفة بالتصرف في الشركات المصادرة، قد رشحت في شهر حزيران/ يونيو الماضي، 7 مؤسسات مالية تونسية وأجنبية لإقتناء مساهمات الدولة المباشرة والغير المباشرة من مصرف الزيتونة والزيتونة تكافل.
وكانت الشيخة موزة قد قامت بزيارة تونس الاسبوع الماضي بدعوة من رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، واثارت الزيارة تساؤلات كثيرة رافقت هذه الدعوة الرسمية وأطلقها مجموعة من متابعي الشأن السياسي والعام وبعض السياسيين، وقد استغرب طيف واسع منهم الدعوة وقال بعضهم إن رئيس الحكومة التونسية بصفته ممثلا للحكومة وللدولة يوجه دعوة رسمية للشيخة موزة بأي صفة؟ هل هي شخص يمثل للدبلوماسية القطرية؟ ولماذا هذه الدعوة طالما أنها ليست شخصية سياسية ولا حكومية ممثلة لدولة أجنبية؟ وطرح آخرون تساؤلات حول توقيت الزيارة لماذا أتت بعد قطيعة الشاهد مع النداء وبعد توافقه الخفي مع النهضة؟
وعلق عدد من المعارضين للحكومة ولرئيسها وبعض نواب المعارضة في البرلمان التونسي وعدد من الناشطين معبرين عن استنكارهم لزيارة الشيخة موزة لتونس بدعوة رسمية وهو ما تحدثت عنه وسائل إعلام محلية وأجنبية وعبر بعضهم عليه في صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي فالنائبة عن الجبهة الشعبية، مباركة عواينية براهمي قد دونت على صفحتها في فيسبوك تعليقا على دعوة الشيخة موزة قائلة “ناقصين نحن” أي هل هذا ما ينقصنا؟ وهو ما يعني أن ارتباك الوضع السياسي في تونس المتسم بالانشقاقات وعلى رأسها خلاف يوسف الشاهد مع الرئيس الباجي قائد السبسي ومع حزب النداء الذي يقفان وراء وصوله لمنصب رئيس الحكومة ومساندة النهضة له التي وبالرغم من إنكارها من الطرفين إلا أن الواقع يؤكدها لتأتي دعوة الشاهد للشيخة موزة فاضحة لتفاهمات جرت تحت الطاولة مع حركة النهضة المرتبطة أيديولوجيا وماليا وسياسيا بالمشروع القطري التركي الإخواني في تونس.
وذهب النائب في البرلمان عن حزب نداء تونس منجي الحرباوي ورئيس لجنة الإعلام بالحزب إلى تأكيد ما قيل حول جر النهضة الشاهد إلى المحور القطري، فقد دون على صفحته الرسمية في فيسبوك معلقا على الخبر بأسلوب متهكم “أول الغيث قطر”، أول نتائج التوافق بين الشاهد و النهضة زيارة الشيخة موزة لتونس وبدعوة من الشاهد. الاستقرار من أجل قطر”.
واعتبر الحرباوي أن مساندة النهضة للشاهد لم تكن بريئة ولم تستطع إخفائها لفترة طويلة فسرعان ما كشفت الأهداف من ورائها، فدعوة الشاهد للشيخة موزة بشكل رسمي ومهما حملت من عناوين ومبررات تظل خطوة كاشفة بما لا يدع للشك لانسياقه وراء النهضة التي يقول مراقبون إنها وعدته بدعمها وبدعم قطر له ماليا في المرحلة السياسية المقبلة.