– غزة – مع شروق شمس كل يوم يتجول في مناطق مختلفة من قطاع غزة، يجمع الكلاب الضالة والقطط،التي لايوجد لها مأوي من الطرق والأزقة، ليضع لها الطعام، ويقدم لها الرعاية ويصطحب الحالات التي تحتاج لعلاج إلى المقر الذي خصصه لعلاجهم ورعايتهم.
سلالة أول جمعية لرعاية الكلاب الضالة والحيوانات الشاردة في قطاع غزة، أسسها الأربعيني سعيد العر،والذي يجمع ما يتوفر أمامه من هذه الأنواع، لتقديم الطعام والرعاية الكاملة الرعاية الكاملة وتدريبها وتأهيلها، وحمايتها من القتل والضرب والتسمم.
كان تأسيس” سلالة” لعدم توفر مؤسسات سواء حكومية أو مؤسسات مجتمع مدني، في قطاع غزة للرفق بالحيوانات والاهتمام بهم، حيث أن الاهتمام في غزة يقتصر فقط بالحيوانات الأليفة والطيور، وأنواع نادرة من الكلاب المفترسة، متجاهلين الكلاب الضالة والقطط.
اكتساب خبرة
ويقول صاحب الفكرة في حديثه لـ “”: ” بدأت بتربية الحيوانات عام(2006)،بعد حصولي على دورة متخصصة لتدريب الحيوانات في دولة روسيا استمرت لمدة 9 شهور، فأصبحت على دراية كاملة بكيفية التعامل مع الحيوانات والاهتمام بهم،واكتسب خبرة في التعامل معهم،وكيفية علاجهم من الأمراض التي قد تصيبهم”.
يضيف”ثقافة الرفق بالحيوان في قطاع غزة أشبه بالمعدومة، فالمواطنين يلاحقون الكلاب والقطط وأنواع أخرى من الحيوانات، ويضربونهم وفي بعض الأحيان، يقتلون الكلاب ويسممونهم بذريعة التخلص من ظاهرة الكلاب الضالة، التي باتت تزعجهم خاصة وقت النوم، فهذا الأمر كان يزعجني كثيراً لذلك قررت إيجاد حلا بديلاً”.
طريقة جديدة
ويتابع” قبل ثلاث سنوات حاولت البحث عن طريقة أكثر إنسانية واجتماعية للتعامل مع الحيوانات الشاردة التي لا يوجد لها مأوى، فقررت تأسيس جمعية “سلالة” وترخيصها للعمل بشكل رسمي، وبدأت العمل بمساعدة عدداً من الأصدقاء،بالتعامل مع عدد قليل من الكلاب والقطط وتدريبها وتأهيلها”.
ويستدرك قائلاً نظراً لغياب التمويل وعدم مقدرتنا تغطية نفقات مقر دائم للجمعية، بدأنا قبل شهر بالعمل ميدانياً، حيث نتجول في كافة مناطق القطاع ونضع طعاماً لكافة الكلاب والقطط التي لا يوجد لها مأوى، والحيوانات التي تحتاج للعلاج ننقلهم إلى منازلنا لعلاجهم وتقديم الرعاية الكاملة لهم”.
ويوضح العر، أنه أنقذ أعداداً كبيرة من الكلاب والقطط كانت مصابة بكسور وأمراض قاتلة،سواء باعتداءات مقصودة، أو نتيجة حوادث عرضية، ويرى أن إنشاء جمعية “سلالة” ورعاية الكلاب الضالة والحيوانات الشاردة وإعادة تأهيلها طريقة مثلى للتخلص من هذه الظاهرة.
جهد ذاتي
ولم يتلق مؤسس جمعية”سلالة”دعماً من أي جهة كانت فهو يوفر الطعام والعلاج للحيوانات من ماله الخاص، حيث أنه منذ بدء تنفيذ فكرته وحتى الآن، صرف أكثر من(45ألف دولار)، لرعاية الحيوانات وحمايتها.
ويشير إلى أنه، يوجد فريق كامل من المتطوعين يبلغ عددهم (15 ) متطوعاً يعملون معه، مهمتهم بمتابعة الحيوانات الشاردة، وتقديم الطعام وحمايتها من القتل والضرب، ونقل الحيوانات التي تحتاج على علاج ورعاية على مقر الجمعية ومتابعتهم بشكل مباشر”.
ويلفت إلى أنه،بعد علاج الحيوانات وتقديم الرعاية الكاملة لها يتيح للمواطنين استعارة أي نوع من الحيوانات دون مقابل مادي، بشرط رعايته وتقديم الطعام ومعاملته معاملة حسنة، مشيراً إلى أن المتطوعين داخل الجمعية يذهبون إلى منازل الأشخاص،الذين حصلوا على الحيوانات للاطمئنان عليهم، وفي حال ثبوت، تعرضهم لمعاملة سيئةيتم استرجاعهم.
حماية حقوق الحيوان
ويؤكد العر انه يسعى من خلال جمعية “سلالة” إلى الدفاع عن حقوق الحيوان في قطاع غزة، والدفاع عن حقوقهم ومحاسبة من يعتدي على أي حيوان سواء كان “كلبأ أو قطة أو حمار وحصان”، لافتاً إلى أنهم التقوا بالناب العام في قطاع غزة، وأوعز بمحاسبة الأشخاص الذين يعتدون على الحيوانات وتقديم لائحة اتهام ضدهم ومحاكمتهم.
ويوضح مؤسس جمعية “سلالة” إلى أنهم بحاجة إلى دعم مادي حتى يستطيعوا جمع كافة الحيوانات والكلاب الضالة في قطاع غزة لحمايتها،داخل مكان واحد، وتقديم الرعاية الكاملة لهم، ونقلها إلى مقر الجمعية لفحصها، والتأكد من عدم اصابتها بالأمراض، ودراسة أنواعها وأخذ معلومات عنها لتسهيل عملية فرزها والعناية بها.