السلايدر الرئيسيتحقيقات

“استري نفسك في الكنيسة” و”استر بنتك خلي الناس تصوم” حملات تثير الغضب وتبرر التحرش

محسن حسني وعبدالله الدعجة

ـ القاهرة ـ عمان ـ من محسن حسني وعبدالله الدعجة ـ انتشرت دعوات على شبكات التواصل الاجتماعي تدعو النساء المسيحيات والمسلمات على حد سواء الى ارتداء ملابس أكثر احتشاما في الكنيسة للمسيحيات وللمسلمات خلال شهر لامضان الاولى تحت شعار “استري نفسك في الكنيسة”، والثانية بشعار “استر بنتك خلي الناس تصوم” وهو ما اثار غضب عارم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال الأب داوود لمعي وهو كاهن معروف في ضاحية راقية في العاصمة المصرية القاهرة في عظة بمناسبة عيد القيامة أمام المصلين في الكنيسة “شئ محزن، بدلا من أن نفرح ربنا بتقديرنا لقيامته، فان كل ما يشغلنا هو أن نجذب أنظار الناس الينا”، في اشارة الى الملابس التي ترتديها السيدات والفتيات في الكنائس.

وأضاف القس بالعامية المصرية “ستات وبنات داخلين الكنيسة بلبس غير لائق.. مش عارف اللي جاي يدخل بيت ربنا المفروض عنده خوف من ربنا. اللبس الخليع او اللبس غير اللائق يؤكد أنه مفيش خوف من ربنا”.
واعتبر الكاهن الذي كان يتحدث نهاية نيسان/ابريل الماضي بمناسبة احتفال الاقباط الارثوذكس بعيد القيامة أن “كل رجل يترك زوجته تلبس مثل هذه الملابس (غير المحتشمة) سيساءل أمام الله لأنه لا كلمة له في بيته”.

وانتقدت بعض المسيحيات حملة “استري نفسك” بشدة على وسائل التواصل الاجتماعي فيما ايدها اخرون.
وقالت نيفين لطفي “أي كلام عن ملابس بناتنا مرفوض، بناتنا زي الفل، وفيديو أبونا داود محزن ومحبط، ارفعوا أيديكم عن بناتنا مش هيبقي المجتمع والكنيسة، مفيش واحدة بتدخل تتناول ولبسها بيبقي غير لائق، يفرق إيه الكلام ده عن كلام السلفيين”.

وقال وجدي وليم “يا ريت تبقى حملة ومبادرة عامة في كل الكرازة، وكلام أبونا داود أسعد الغالبية، ولذلك انتشر الفيديو بسرعة مهولة والناس المعترضة على كلام أبونا هم صوت عالي فقط باسم الحرية الشخصية، فين روح المحبة وقبول الغير إلخ، لكن الرد عليهم بسيط، أين هي مخافة الله وأين هي روح تقديس بيت الله (ببيتك يا رب تليق القداسة) وأخيرا العيب على البيت وربنا يساعد كهنة كنيسته لأنهم لما أحبوا يصلحوا ما فسد في البيوت اتهاجموا”.
الا ان الاب لمعي نفى دعمه لحملة “استري نفسك في الكنيسة” وأعلنت كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة، القمص داود لمعي، أنهما غير مسؤولين عن أي حملات أو مبادرات أعلنت أو أستغلت اسمه أو أدعت أنها تحت رعايته، مشيرا إلى أنه لم يطلب من أي خدمات أو مواقع أو منتديات بالترويج لمثل هذه المبادرات.

بيان الكنيسة القبطية عن رفضها لحمله استري نفسك تلفيق للكنيسة نتحري الدقة قبل ما نقعد نشير

Gepostet von ‎كنيسة مارجرجس والانبا ابرام مصر الجديدة‎ am Mittwoch, 8. Mai 2019

وقالت ماريان سيدهم (28 سنة)، وهي محامية من الاسكندرية، إن “المرأة بحاجة الى أن تتحدث أكثر في الكنيسة ضد الافكار الرجعية والذكورية”.
ووصف اسحق حكيم الباحث في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية وهي منظمة حقوقية مصرية غير حكومية حديث الأب لمعي بأنه تعبير عن “السلفية المسيحية”.
واعتبر ابراهيم ان مثل هذه الدعوات تشكل “تبريرا للتحرش” ضد المرأة.
وقال “هناك أزمة في التربية الكنسية فينتهي الأمر بربط التدين بالاحتشام”.

وطوال السنوات الماضية، ظهرت مثل تلك الحملات داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فكانت مطالبة الأنبا بيشوي مطران كفر الشيخ ودمياط الراحل في 2012 للمسيحيات بالاقتداء بالمسلمات في ملابس الاحتشام، وأصدر تنبيه على الفتيات القبطيات اللاتي تزيد أعمارهن عن 11 عامًا والسيدات بعدم ارتداء البنطال، أو وضع مكياج في أثناء تقدمهن لـ”التناول” وهو أحد أسرار الكنيسة السبعة، ما أثار عليه عاصفة من الهجوم وصلت لتنظيم وقفة ضده داخل جدران الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ليتراجع المطران عن تصريحاته عقب ذلك.
وفي 2015، حذر المجلس الإكليريكي المحلي في إيبارشية ملوي وأنصنا والأشمونين للأقباط الأرثوذكس، المعني بالأحوال الشخصية للأقباط، بشأن “ممنوعات ليلة الحنة”، والتي تشمل “الرقص الخليع، والدي جي، والمخدرات، والخمور”.

وأصدر الأنبا بموا أسقف السويس، في 2015، تنبيه بإلزام العروس والمدعوات بالحشمة وارتداء “برنص طويل” داخل الكنيسة في أثناء مراسم الزواج، وألغى الزينة خلال الأفراح بالكنيسة.
كما منع الأنبا يؤانس أسقف أسيوط، الفتيات من دخول قداسات الأكليل أو نصف الأكليل بملابس غير محتشمة في الكنيسة، وأمر بتفصيل “برنص” للحشمة ترتديه الفتاة قبل دخولها الكنيسة.

“استر بنتك… خلي الناس تصوم”

انطلقت حملة مثيرة للجدل للفتيات المسلمات ايضا قبيل بدء شهر رمضان بعنوان “استر بنتك… خلي الناس تصوم”، وطالبت الحملة من أولياء الأمور والفتيات أن يقوموا بارتداء ملابس غير كاشفة، بزعم أنها تثير الشباب وتُفسد صيامهم، كما يدعي أصحاب الحملة.

وأثارت الحملة ردود أفعال مُتباينة، لكن مُعظمها رفض هذا الأسلوب، ورأى أنه إهانة للمرأة، وقال الكاتب سهيل كيوان في مقال له “هذا الخطاب فيه استفزاز ومسٌّ بكثير من أبناء وبنات الناس، وهو توجه منفّر جدًا، ويضاف إلى سجلٍّ كبير من الأعمال التي تنفر الناس من رجال الدين أو الراكبين على الدين، الذين يظنّون بهذا أنهم يحسنون صنعًا، وهذا مسٌّ بمعظم زوجات وأمهات وبنات مجتمعنا”.

اما الكاتب المصري خالد منتصر فغرد ساخرا “حملة مضادة من البنات تطالب بستر الرجال حتي يستطعن الصوم”.

أما وعد الفاعوري، إحدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي فعلقت قائلة “الحملة قمة في الإهانة للإنسانية بشكل عام؛ إهانة للمرأة التي تجاهلتم كيانها ووجودها وطالبتم والدها بسترها وكأنها دابة تطلبون من صاحبها ربطها، لا رأي ولا كلام لها مجرد تابع ينفذ الأوامر، وإهانة لك يا مؤيد الحملة كَصائم واعتراف منك بأنك كائن ضعيف تُسيره شهواته ولا يستطيع السيطرة عليها، بحيث أن مظهر فتاة قد تمر من أمامك أقوى من إرادتك”.
اما النائب المصري محمد الحسيني، وكيل لجنه الإداره المحلية، رد في مقطع مصور على الحملة بالقول: “بدل من التنظير علي البنات ويلبسوا إيه وما يلبسوش إيه، استر إنت نفسك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق