السلايدر الرئيسيتحقيقات

الاردن يتحالف مع “الاخوان” ويدشنون مرحلة سياسية جديدة لمواجهة “صفقة القرن”

رداد القلاب

ـ عمان ـ من رداد القلاب ـ رفضت جماعة الاخوان المسلمين، طلب الرئيس الامريكي دونالد ترامب، من أركان إدارته دراسة حظر جماعة الاخوان المسلمين وإمكانية تصنيفها “جماعة ارهابية”، حيث تزامن ذلك مع تدشين الحركة الاسلامية في الاردن مرحلة جديدة من العلاقة التاريخية بينهما والتي لا ينكرها الطرفين .

وبدأت التحضير لتدشين تلك المرحلة، بعدما شاركت الحركة الاسلامية بالانتخابات النيابية وانتخابات مجالس المحافظات “اللامركزية” والبلديات التي جرت عام 2016 و2017، وذلك للإحتماء من المطالبات الاقليمية القاضية بحظر الجماعة وتصنيفها ارهابية، وتحديداً من قبل الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.

كذلك استمرت بمغازلة النظام بعدما رفضت الحركة المشاركة بالحراك الشعبي الأردني، الذي بدأ نهاية العام الماضي بالاعتصام كل يوم خميس المطالب باسقاط الحكومة والبرلمان والدعوة الى انتخابات وفق قانون عصري وجديد يتضمن انتخاب رئيس الوزراء.

وتوج تدشين المرحلة بقاء العاهل الاردني عبدالله الثاني، بكتلة الاصلاح النيابية، الذراع النيابي للاخوان في مجلس النواب، حيث سبقها رسالة من الاخوان الى للملك لم يكشف الطرفان (الديوان الملكي والحركة) عن مضمونها سوى ما اكدته قيادات في الجماعة، لـ”” على لسان القيادي جميل ابو بكر، والتي تضمنت الوقوف خلف الملك في موقفه الرافض لتصفية القضية الفلسطينية والتوطين وحق العودة والقدس والمقدسات.

وبالتزامن قضت محكمة جنايات عمان، ببراءة قيادات إسلامية من تهمة استثمار الوظيفة لدى عملهم في جمعية المركز الإسلامي الخيرية، بحسب القضية رفعها الادعاء العام الأردني في عام 2006 حين وضعت حكومة الدكتور معروف البخيت يدها على جمعية المركز الإسلامي بتلك الحجة، وعينت لجنة مؤقتة لإدارة الجمعية، لا زالت تعمل حتى اللحظة، ورغم استأنف الادعاء العام على الحكم، ودخلت القضية مرة أخرى في أروقة المحاكم، بإنتظار حكم نهائي في القضية.

كما تاتي زيارة العاهل الاردني وولي العهد، الامير الحسين بن عبدالله إلى بيت عزاء القيادي الاخواني عبداللطيف عربيات، في السياق، وفق مراقبون.

ويرى سياسيون بان المنطقة تعيش ظروفا استثنائية وصعبة جراء المخاطر المترتبة على صفقة القرن وعملية السلام الامريكية، حيث يعول الاردن على العلاقة بين النظام والشعب وتحديدا العلاقة بين الاسلاميين والحكومة والسلطات في الاردن كجزء اساسي في هذا التوجه.

وحول انعكاس القرار الامريكي المنتظر على الحركة الاسلامية في الاردن، قال المتحدث الرسمي باسم جماعة الاخوان المسلمين في الاردن، معاذ الخوالدة، ان النظام السياسي في الاردن والجماعة، يرتبطان بعلاقة “راشدة” منذ تأسيسها قبل نحو 70 عام، وان شابها بعض الاختلافات في السنوات الماضية.

وأضاف الخوالدة لـ””: ان العلاقة بين الطرفين ليست طارئة وسلوكها يؤكد نهجها المدني والديمقراطي والاصلاح والتداول السلمي للسلطة.

ثمن المتحدث الرسمي باسم الاخوان في الاردن، موقف الملك عبدالله الثاني، بشأن مقاومته لضغوط اقليمية ودولية سابقة تتضمن حظر الجماعة وتصنيفها ارهابية مشيرأ إلى تقديم الشكر للملك عبدالله عبر كتلة الاصلاح النيابية التي التقت الملك في وقت سابق، على موقفه الرافض بإدراج الجماعة ضمن الجماعات الارهابية.

وشدد الشيخ الخوالدة، ان موقف الملك عبدالله الرافض لتصنيف الجماعة كمجموعة إرهابية، موقف أصيل وليس جديد وطارئ على المشهد السياسي الأردني، حيث وصف تعامل النظام السياسي بحكمة مع الضغوط الخارجية في إدارة الشوؤن الداخلية السياسية للبلاد وأحدها موضوع حظر جماعة الاخوان المسلمين.

واكد المتحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين، أن العلاقة بين النظام والجماعة، لم يصل إلى مرحلة القطيعة، حتى في الاوقات التي تحدث فيها الازمات، لان الجماعة تؤمن بان الخاسر من كسر العظم هو الوطن.

وقال الخوالدة: نرفض طلب الرئيس الامريكي، لإن دراسة تصنيف الجماعة ارهابية، لا اساس له من الصحة لان الحركة مدنية وسلمية وتؤمن بالديمقراطية والشورى والتداول السلمي للسطة منذ تأسيسها ولغاية اللحظة.

واستشهد الخوالدة، بالدراسة الصادرة مؤخراً عن وزارة الخارجية البريطانية، والتي تفيد بأن جماعة الاخوان ليست ارهابية، وتؤمن بالديمقراطية والشورى والتداول السلمي للسطة وتؤمن بالحياة السياسية الديمقراطية ومخرجاتها.

ولفت ألى تأكيد جماعة الاخوان المسلمون، منذ تأسسها من عشرات السنين على انها حركة او جماعة سياسية مدنية – شعبية – سلمية وظهر ذلك من خلال مسيراتها وسلوكها وافكارها مشدداً على انها لا تؤمن بالعنف حتى في الاوقات التي تعرضت للظلم والاستبداد والاضطهاد.

وتعود العلاقات الحميمة بين النظام والحركة الاسلامية إلى خمسينيات القرن الماضي ومنذ النشآة، لمواجهة المد القومي واليساري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق