السلايدر الرئيسيتحقيقات
بولا يعقوبيان… ومسيرةُ عامٍ من الزمان تحت قبّة البرلمان اللبنانيّ (2 – 2)
جمال دملج
ـ بيروت ـ من جمال دملج ـ تأتي زيارة الوفد البرلمانيّ اللبنانيّ المؤلَّف من النائبة بولا يعقوبيان وزملائها النوّاب نعمة افرام وعلي بزّي وفيصل الصايغ وإدي أبي اللمع للعاصمة الألمانيّة برلين في سياق تحرُّكٍ نوعيٍّ يرمي إلى تبادل الآراء ووجهات النظر مع كبار المسؤولين الألمان في وزارة الخارجيّة حول العديد من القضايا السياسيّة والاقتصاديّة ذات الاهتمام المشترَك بين البلدين، ولا سيّما أنّ الزيارة التي بدأت نهار أوّل من أمس الأحد تلبيةً لدعوةٍ رسميّةٍ من الحكومة الفيديراليّة ستستغرق أسبوعًا كاملًا، فضلًا عن أنّ مواضيع البحث ستتركَّز خلالها على عناوينَ محدَّدةٍ مثل برنامج الإصلاحات الاقتصاديّة وصناعة القرارات في مجال ريادة الأعمال وتقنيّة المعلومات والطاقة ومكافحة الفساد، إضافة إلى التخصُّصات المعتمَدة لبحث تطوير التعليم المهنيّ والنفايات الطبّيّة والشراكة بين القطاعين العامّ والخاصّ وحقوق الامتياز.
واستكمالًا لما كانت “” قد بدأته البارحة في إطار الحديث عن مسيرة النائبة يعقوبيان خلال العام الأوّل من حياتها تحت قبّة البرلمان في ساحة النجمة، فإنّ مجرَّد إجراءِ جردةٍ سريعةٍ للأسئلة التي قامت بطرحها على المجلس النيابيّ سيُفضي في المحصِّلة النهائيّة إلى الآتي:
سؤالٌ عن تلوُّث الشاطىء اللبنانيّ كاملًا بسبب رمي النفايات في البحر.
سؤالٌ عن توظيف أكثر من خمسةِ آلافِ شخصٍ خلافًا للقانون.
سؤالٌ عن عقود الاتّفاق بالتراضي بين بلديّة بيروت وشركة الإعلام والإعلان (نويس).
سؤالٌ عن أسباب رفع بدل اشتراك المياه ومبرِّراته.
سؤالٌ عن رفع الحدّ الأدنى للرواتب والأجور وإعطاء زيادةِ غلاءِ معيشةٍ في مصلحة سكك الحديد.
أمّا عن النشاطات الأخرى التي قامت بها النائبة يعقوبيان، فكانت على رأسها زياراتها المباغتة لمطامر النفايات في برج حمّود والكوستا برافا ومعامل الفرز والتسبيخ التي تمكَّنت خلالها من كشف المخالفات والتقدُّم بدعوى ضدّ متعهِّد المطمر ومجلس الإنماء والإعمار، قبل أن يُوضَع ملفّ هذه القضيّة أمام مدّعي عامّ جبل لبنان القاضية غادة عون.
علاوةً على ذلك، فقد واكبَت النائبة يعقوبيان ملفّ الحرّيّات وقضايا المرأة والعنف الأسريّ، كما رفعَت الصوت للتضامن مع النائبة الكرديّة ليلى غوفين التي كانت تُضرِب عن الطعام بسبب اعتقالها سياسيًّا من قبل السلطات التركيّة.
وفي الشأن البيئيّ، شاركَت النائبة يعقوبيان في حراك التصدّي لإنشاءِ محرقةٍ للنفايات في بيروت منذ اليوم الأوّل بغية توعية الناس على مخاطرها، كما شاركَت أيضًا في حملاتٍ لتنظيف الشاطىء اللبنانيّ، وكذلك في حملةٍ لتنظيف قعر البحر، إضافةً إلى إطلاق عدّةِ حملاتٍ تُعنى بالتوعية على أهمّيّة فرز النفايات، وتابعَت في الإطار نفسه الإجراءات المتَّخذة للحدّ من تلويث نهر الليطاني، وساهمَت في التصدّي بالطبع للصفقات المشبوهة في لبنان، وأبرزها صفقة بواخر الكهرباء التي يتَّفق اللبنانيّون على أنّها شكَّلَت أحد أوسع مزاريب هدر المال العامّ على مدى سنواتٍ طويلةٍ من الزمان.
وفي هذا السياق، لا بدَّ من الإشارة إلى أنّ النائبة يعقوبيان كانت قد تقدَّمَت بإخبارٍ على ضوء اعتراف وزير الخارجيّة جبران باسيل بوجودِ عمولاتٍ وسمسراتٍ في بواخر الكهرباء والاتّصالات والمرفأ والتلزيمات، مطالبةً بتعيين خبيرٍ للتدقيق في الوثائق المبرَزة بغية تحديد قيمة العمولات المدفوعة في صفقات البواخر وإلزام من قبضها بإعادتها إلى الخزينة، الأمر الذي لا بدَّ من إدراجه في الوقت الراهن في سياق أهمّ الخطوات العمليّة الأولى على طريق مكافحة الفساد والتصدّي لعمليّات النهب المنظَّم لمقدِّرات البلد، وهي الخطوات التي لم يكن ليُقدَّر للنائبة اللبنانيّة الجديدة الإقدام عليها على هذا النحو من الجرأة والشجاعة لولا استقلاليّتها التامّة عن بعض مكوِّنات الطبقة السياسيّة المحلّيّة التي يعرف القاصي والداني أنّها لم تفوِّت أيَّ فرصةٍ على مدى سنواتٍ طويلةٍ من الزمان إلّا واستباحَت فيها كلّ ما يمكن أن يتيسَّر أمامها من خيرات لبنان… والخير دائمًا في النوّاب الذين يتعهَّدون بالعمل لمصلحة اللبنانيّين كشعبٍ واحدٍ ويحترمون الوعد والعهد، على غرار ما تفعله بولا يعقوبيان، من وراء القصد.